إلى أين تتجه البورصات الخليجية مع ترقيات الأسواق الناشئة؟
النشرة الدولية –
توقع محللون أن تشهد بعض الأسواق الخليجية ارتداداً إيجابياً حذراً مع بدء تنفيذ ترقية أسهم شركات في المنطقة بمؤشر إم إس سي آي للأسواق الناشئة وسط هدوء الأوضاع الجيوسياسية وتصاعد وتيرة الحرب التجارية، بحسب ما نشره موقع “مباشر”.
وبنهاية جلسة أمس، شهدت بورصات الخليج انخفاضات، متأثرة بعمليات البيع للأسهم القيادية وذلك قبيل عطلة عيد الفطر.
وتنتهي تداولات الشهر الفضيل بأغلب أسواق الخليج نهاية الأسبوع الجاري وبأقصى تقدير مطلع الأسبوع القادم، حيث أعلنت شركة السوق المالية السعودية (تداول)، أن إجازة عيد الفطر المبارك ستبدأ بنهاية تداول يوم الخميس الموافق 30 مايو الجاري على أن يستأنف التداول بعد الإجازة يوم الأحد الموافق 9 يونيو 2019.
وقال محمد الشميمري المحلل الفني بأسواق الأسهم لـ”مباشر” إن الفترة الحالية تتسم بالهدوء بأسواق المال بالمنطقة وذلك بالتزامن مع شهر رمضان، مشيراً إلى أن انضمام أسهم خليجية جديدة وفي مقدمتها السعودية إلى مؤشر الأسواق الناشئة يؤكد النظرة الإيجابية للسوق السعودي وبعض أسهم المنطقة على المستوى المتوسط الآجل.
وقالت مؤسسة إم.إس.سي.آي لمؤشرات الأسواق يوم الاثنين إنها ستدرج مؤشري إم.إس.سي.آي السعودية على مؤشرها الأوسع نطاقاً للأسواق الناشئة الذي يحظى بمتابعة وثيقة، مشيراً إلى أنه من المقرر إضافة 30 ورقة مالية سعودية، يبلغ وزنها الإجمالي 1.42 بالمائة على مؤشرها للأسواق الناشئة.
وأكد الشميمري أن انضمام السوق السعودي إلى “إم إس سي آي” سيؤهله إلى صعود جديد ومن الممكن أن يخترق بعد عطلة العيد فوق مستويات 9000 نقطة واختراق مستوى 9400 نقطة.
وأوضح أن السوق شهد خلال الأسابيع الأخيرة موجة تصحيحية ساهمت في خفض الأسعار والمؤشرات المالية الحالية؛ نتيجة العوامل الجيوسياسية وعوامل أخرى أثرت في السوق.
ومن جانبه، قال أرون ليزلي جون، رئيس الباحثين لدى سنشري فاينانشال إن إضافة المملكة إلى مؤشر MSCI للأسواق الناشئة لحظة فاصلة بالنسبة للأسهم السعودية لأنها تتويجا لسنوات من الإصلاحات المضنية.
وأوضح أن المملكة عملت الفترة الماضية عن كثب مع MSCI لإدخال خطوات لتسوية الاقتراض والإقراض بالأوراق المالية، واعتماد معيار تصنيف الصناعة العالمي (GICS) وتحسين حوكمة الشركات.
وقال إن هذا الإدراج سيوفر حافزاً لمزيد من اندماج المملكة مع الاقتصاد العالمي. وسيكون للأوراق المالية السعودية وزن إجمالي يبلغ 1.42% في مؤشر MSCI بقيمة 1.8 تريليون دولار، وستحدث الإضافة على مرحلتين.
وسيتم الانتهاء من المرحلة الأولى بحلول 28 مايو الجاري بينما سيتم الانتهاء من المرحلة الثانية بحلول أغسطس 2019. ولفت إجمالي التدفقات المتوقعة في المرحلة الأولى هو 7.2 مليار دولار و10 مليارات دولار أخرى بنهاية العام.
وأكد أرون ليزلي جون إن تدفقات السيولة المتوقعة إلى جانب الانتعاش في أسعار الطاقة من المرجح أن تساعد مؤشر تداول الشامل على تلامس 8960 علامة في الأشهر القليلة المقبلة.
وقال محمد الميموني المحلل بأسواق الأسهم لـ”مباشر” إن هدوء حدة التصريحات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، إضافة إلى مدى استقرار أسعار النفط من الممكن أن يدفع الأسواق إلى الصعود الحذر إلى نهاية الأسبوع تزامناً مع تلك الترقية.
وأشار إلى أن انضمام السوق إلى المؤشر العالمي سيوفر فرصة جيدة للتقييم العادل لأسعار الأسهم المكونة للمؤشر السعودي، مع أهمية استقدام رؤوس أموال ستفضي إلى تحسن ميزان مدفوعات المملكة، ودخول شرائح مستثمرين جدد.
وأوضح أنه مع تشجيع الحكومة السعودية على المزيد من عمليات الخصخصة وطرح ملكياتها بالشركات الحكومية للتداول في السوق، وما سيحدثه من تكامل مع الأسواق العالمية المتطورة، سيعزز من المنحى التسويقي لاقتصاد المملكة.
وعلى ذات الصعيد، قال إبراهيم الفيلكاوي المستشار الاقتصادي بالأسواق أن ترقية العديد من الأسهم المدرجة على مؤشر “إم إس سي آي” قلل من خسائر بعض الأسواق الخليجية وفي مقدمتها السعودية، وذلك على الرغم من سيطرة حالة القلق والتردد التي شهدتها تعاملات الأجانب والمؤسسات.
وتوقع أن تسود حالة من الحذر والترقب لحين وضوح التطورات الأخيرة بالمنطقة بالفترة المقبلة مع رؤية تذبذبات، وقد يكون هناك بعض عمليات شراء بعد تراجع عدة أسهم إلى مستويات مغرية لكن قد يكون نشاط التداول ضئيلاً مع اقتراب الإجازات الصيفية.
وأضاف أن من العوامل المؤثرة أيضاً النتائج المالية الأخيرة للشركات عن الربع الأول من العام الحالي التي كانت مخيبة للآمال. وكان أيضاً هناك ترقب للتوترات التجارية الأخيرة بين الولايات المتحدة والصين.
إلا أن تفعيل قرار “إم إس سي آي” للأسواق الناشئة بشأن إبقاء بعض الأسهم الإماراتية سيحدث نقلة إيجابية للأسواق المحلية، مشيراً إلى أن التطورات الجيوسياسية تبقى هي البوصلة الرئيسية للأسهم هذا الأسبوع وسط الترقب لنتائج القمة العربية والخليجية بشأن التوترات بالمنطقة التي ستعقد بمدينة مكة المكرمة نهاية الأسبوع.
وأعلن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السعودية، بأن الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وجه الدعوة لأشقائه قادة دول مجلس التعاون وقادة الدول العربية لعقد قمتين خليجية وعربية طارئة في مكة المكرمة يوم الخميس الموافق 30 مايو/أيَّار 2019.
وتوقع أن تعاود أسواق الأسهم نشاطها بعد انتهاء موسم الأعياد من خلال الدخول الأجنبي والمؤسساتي الذي من المتوقع أن يسيطر على التعاملات خلال الجلسات المقبلة بدعم من الأسعار المغرية، حالة التفاؤل السائدة بعد قرارات حكومية لاسيما بالإمارات.