دور الشركات الصغيرة والمتوسطة في نمو الاقتصاد الإماراتي

أكثر من 90% من الشركات العاملة في دبي هي شركات صغيرة ومتوسطة الحجم. إنها تشكل دعامة للاقتصاد الاماراتي. ويقول عارف عبد الرحمن أهلي، وهو المدير التنفيذي لقسم الميزانية والتخطيط في وزارة المالية، إن “مساهمة هذه الشركات المتوسطة والصغيرة في فرص العمل وصلت نسبتها إلى 42% تقريباً عام 2009. أما اليوم فهي 53%. وهذا يؤكد أهمية هذه الشركات ودورها الكبير في اقتصاد الامارات”.

وفق وزارة الاقتصاد الإماراتية، تشكل الشركات أو المؤسسات الصغيرة والمتوسطة إحدى أهم الاستراتيجيات الداعمة للإنتاج. مؤتمر Step السنوي الذي يجمع أكثر من 250 شركة ورجل أعمال هو أكبر مؤتمرات هذا النوع في الشرق الأوسط.

ما فادي غندور، رئيس مجموعة “ومضة”، فيرى أن دبي تفوقت في هذا المجال “لأنها أدركت أهميته. تفكيرها استراتيجي لجذب الشركات الناشئة. تتحرك الحكومة باتجاه ما نريد القيام به، لتأمين حدوثه. المدن الاخرى تحتاج لأن تتعلم. إنها عملية صنع القرار. توجد رؤية وعلى أساسها يعدون بشيء ثم ينجزونه لجذب الناس”.

هذا وتشكل الشركات الناشئة الصغيرة تقريباً نصف الشركات العاملة في دبي، مما يجعل منها أكبر مركز عالمي لريادة الاعمال.

خلال إحدى الدورات التدريبية التي تقوم بها مؤسسة “نورث ستارت” التقينا أحد مؤسسيها وهو ريكي ميرنز. بالنسبة لميرنز فإن هذه الدورات هي لمساعدة من يريد ” اكتساب مهارات تسمح بدخول سوق العمل”.

فشركة “نورث ستارت” هي شركة توظيف أُسِّست لرفع مستوى إدماج القوى العاملة في الشرق الاوسط، وتتوجه خاصة لذوي العزيمة أو من يعاني من صعوبات في التعلم. إنها تقوم بالتدريب والتوجيه بالتنسيق مع “آي أكاديمي ميدل إيست”.

بالنسبة لميرنز، فإنه “لا توجد مؤسسات مماثلة في دبي. لدي تجربة في الدمج في مختلِف المجالات والمجتمعات وفي التعليم”.

بدوره يقول ريتش هادنوم، أحد مؤسسي “نورث ستارت” إن زميله “ريكي أبعدنا عن التبادلات التجارية وطبّق خدمة حقيقية ومبتكرة. وضع ذاته في كل ما نقوم به ولهذا السبب حصلنا على عقود كثيرة من عالم الأعمال والمجتمع بأكمله. إنها بيئة تنافسية للغاية، لذا مع أناس مثلنا يسهلون الأمور، وإننا نلاقي صدى إيجابياً”.

وتفيدنا إحدى المشاركات في دورة “نورث ستارت”، واسمها تالولاه بوربريدج “نحن كغيرنا من الناس. إن كنا نعاني من صعوبات في التعلم أو مشاكل أخرى، فهذا لا يعني أنه ينبغي التحديد مسبقاً من نحن. فذلك يظهر قدرتنا فقط”.

من مؤسسة تقوم بدورات تدريبية إلى أخرى تهتم بتعليم السباحة للأطفال. إنها شركة “أكوابرايد”. هذه الشركة أنتجت إطارات تساعد الأطفال على العوم لتعلم السباحة وتعرف هذه الإطارات بـ”فينباندز”. وقد طورها طبيب أطفال. وتستخدم تقنية فريدة.

أول صفقة مالية كبيرة أقامتها الشركة كانت مع حدائق جميرا المائية.

وعن هذه التقنية تحدثت أماندا غوردن، شريكة وإحدى مؤسسات “أكوابرايد”، وقالت “يسهل على الأهل وضعها لكنه يصعب ذلك على الأطفال. إنها تساعدهم على العوم في الماء فهي مريحة لهم. أعتقد أنه ما يجعلنا مختلفين كرواد أعمال هو أننا اعتمدنا على أنفسنا في انتاجها. ليس لدينا مستثمرين كبار، لم نحصل على أي قرض لدعم عملنا، لم نقم بما تقوم به الشركات الصغيرة الأخرى. السياحة هي ممتازة لمنتج كمنتجنا. ودبي مبنية على السياحة. لذا، نعم، هناك فرص كثيرة لنا”.

من أجل تحفيز عمل الشركات الصغيرة والمتوسطة وتعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص، أطلقت حكومة دبي مؤخراً مجموعة من الاجراءات. من بينها تخفيض وإلغاء بعض الرسوم الاتحادية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى