السقاف: حارسة الهوية وصوت فلسطين في الساحات الثقافية
بقلم: طلال السُكر
صوتها لا يعرف الخنوع وروحها تقف دومًا مع الحق العربي أينما كان
النشرة الدولية –
أضاءت السيدة، فارعة السقاف المشهد الثقافي بكلماتها المؤثرة، مؤكدة أن الفن ليس مجرد وسيلة تعبير، بل سلاح يحافظ على الهوية ويناصر القضايا العادلة، وبرؤية ملهمة وعزيمة لا تلين، وضعت السقاف فلسطين في قلب الفعاليات الفنية، لتثبت أن الثقافة قادرة على مواجهة التحديات وإعلاء صوت الحق في كل زمان ومكان.
في افتتاح مهرجان الكويت للمسرح الثنائي، فقد جسّدت السيدة فارعة السقاف، رئيسة مؤسسة لوياك وأكاديمية لابا، نموذجاً ملهمًا للالتزام الثقافي والإنساني. أكدت السقاف، بعباراتها الصادقة والمليئة بالشغف، على عزمها بأن تكون فلسطين دائمًا حاضرة في كل حدث فني أو ثقافي تتبناه.، كيف لا وهي صوت لا يعرف الخنوع، وروح تقف دومًا مع الحق العربي أينما كان؟
فلسطين: قلب الفن والضمير العربي
السقاف لا ترى في فلسطين مجرد قضية سياسية، بل قضية إنسانية وثقافية تمثل بوصلة الأخلاق والقيم. بقولها: *”أي حدث ثقافي أو فني يحضر فيه الضمير الجمعي سيكون حتماً لمصلحة القضية الإنسانية الوطنية الأولى، وهي فلسطين”،* أكدت على أن الفن والثقافة لا ينفصلان عن الهوية والعدالة.
المعركة ليست فقط في الميدان، بل في الذاكرة والهوية
بذكاء وعُمق، نبهت السقاف إلى خطر العولمة التي تستهدف الهوية العربية، مشيرةً إلى قصف المعالم الثقافية والتاريخية في غزة ولبنان كمثال حي على محاولات الإبادة الثقافية. هل نتجاهل هذه الحقائق؟ بالطبع لا، لأن دور الثقافة في هذه المعركة أهم من أي وقت مضى.
شجرة الزيتون: رمز للمقاومة والحياة
منذ نوفمبر الماضي، تبنت أكاديمية لابا شعارًا مؤثرًا: “لتحيا شجرة الزيتون”، كتأكيد على حق الفلسطينيين في المقاومة والبقاء. السقاف أوضحت كيف أن كل فعالية ثقافية أصبحت فرصة للتذكير بضرورة الحفاظ على التراث المحلي والعربي، مع تعزيز التعاون مع ثقافات أخرى دون المساس بالأصالة.
التحديات… والاستعداد للإنجاز
السقاف أغلقت حديثها بسؤال مؤثر: “هل نحن جاهزون؟” والإجابة كانت واضحة: نعم. بتفاؤل وثقة، شددت على أن العمل الدؤوب والتعاون قادران على مواجهة أي عقبة، وأن الإرادة لا تعرف المستحيل.
السقاف مثال يحتذى
فارعة السقاف ليست فقط مؤسسة ثقافية، بل هي منارة للأمل والالتزام، تدافع عن الثقافة العربية وتضع فلسطين في صميم رسالتها. إنها تُذكّرنا بأن الفن ليس رفاهية، بل قوة ناعمة تحافظ على الهوية وتنقل رسائل الأمل والصمود.
هنيئًا للكويت برموزها الثقافية التي ترفع رأس الأمة وتبني جسورًا للمستقبل، وهنيئًا لنا بفنانة تعرف كيف تجعل من المسرح ساحة للنضال الثقافي والإنساني.