انتخابات محلية بليبيا وسط توافق داخلي ودعم أممي لأول مرة منذ عام 2013
انطلقت، السبت، أولى جولات الانتخابات البلدية في ليبيا، في محاولة جديدة لكسر حالة الانقسام السياسي المستمرة منذ سقوط نظام معمر القذافي في أكتوبر عام 2011.
ودُعي لهذا الاقتراع أكثر من 186 ألف ناخب في 58 بلدية في غرب وشرق وجنوب البلاد، على أن تجرى المرحلة الثانية (59 بلدية) مطلع العام المقبل.
وفتحت مكاتب الاقتراع أبوابها في الساعة التاسعة صباحا ويستمر التصويت حتى الساعة السادسة مساء بالتوقيت المحلي.
ويتنافس في هذه الانتخابات الأولى من نوعها منذ عام 2013 ما مجموعه 2317 مرشحا بنظامي القوائم والأفراد على عضوية 29 بلدية في المنطقة الغربية و12 في المنطقة الشرقية و17 بلدية في المنطقة الجنوبية.
وكانت المفوضية الوطنية للانتخابات قد حددت في سبتمبر الماضي ملامح نظام الاقتراع، بحيث تحصل البلديات التي يصل عدد سكانها 25 ألف نسمة أو أقل على 7 مقاعد، و9 مقاعد للبلديات التي يتراوح عدد سكانها بين 25 ألفا و75 ألفا، بينما يصل مجموع المقاعد في البلديات التي يزيد سكانها عن 75 ألفا على 11 مقعدا.
ترحيب محلي ودولي
وتعليقا على انطلاق الاقتراع، دعا رئيس الحكومة المؤقتة، عبد الحميد الدبيبة، المواطنين إلى المشاركة في “العرس الانتخابي” لاختيار “كفاءات المستقبل”.
وقال في مقطع فيديو آخر نشرته صفحته الرسمية على “إكس”، إن تنظيم الانتخابات المحلية يعد “يوما تاريخيا” بالنسبة لليبيين، داعيا الأجهزة الأمنية إلى ضمان حسن سير الاقتراع.
وتابع “هذه رسالة للعالم على أن الليبيين قادرون على إدارة أنفسهم، وبأننا قادرون على تنظيم الانتخابات البرلمانية والرئاسية في أي وقت، ويجب على المجتمع الدولي ومن يعرقلون أن يحترموا إرادة الشعب الليبي ويصدروا قوانين انتخابية عادلة لنبدأ في هذه المرحلة المستقرة”.
ونشرت صفحة مجلس النواب صورا لرئيس المجلس، عقيلة صالح، وهو يدلي بصوته بمدينة القبة شرق البلاد.
ودعا صالح في تصريح مقتضب المواطنين إلى القيام بواجبهم الانتخابي، مؤكدا أن هذا الاقتراع “سيعزز الأمل والطمأنينة لمستقبل زاهر للشعب الليبي”.
بدوره، رحب المجلس الأعلى للدولة، السبت، بانطلاق المرحلة الأولى من الانتخابات المحلية في 58 بلدية، لافتا إلى أنها تعد “خطوة مهمة نحو الديمقراطية”.
وأضاف “يؤكد المجلس دعمه لهذه الخطوة المهمة نحو الديمقراطية وهي دليل على إن إجراء الانتخابات أمر ممكن في ليبيا، ويتطلع المجلس إلى استكمال بقية الاستحقاقات الانتخابية القادمة وأهمها إنجاز الانتخابات التشريعية في أقرب الآجال”.
“حدث هام في مسار ليبيا نحو الديمقراطية”، هكذا وصفت القائمة بأعمال رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، ستيفاني خوري، السبت، انطلاق الانتخابات البلدية في البلاد.
وعاينت خوري انطلاق الاقتراع كما زارت غرفة العمليات المركزية التابعة للمفوضية العليا للانتخابات في العاصمة طرابس.
وقالت خوري “الانتخابات الشاملة والشفافة والموثوقة وسيلة لتعزيز العقد الاجتماعي بين مؤسسات الدولة والشعب. وهي دليل على أن اجراء الانتخابات أمر ممكن في ليبيا كأداة للانتقال السلمي للسلطة”.
وحثت المسؤولة الأممية الليبيين على المشاركة “بفعالية في هذه الممارسة الديمقراطية الهامة”.
ويصل مجموع البلديات في ليبيا إلى 143 بلدية، 106 منها انتهت ولاية مجالسها، وفق تصريحات سابقة للمفوضية.
ومنذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011، تعاني ليبيا من انقسامات ونزاعات مسلحة وصراعات سياسية، تتنافس حاليا فيها حكومتان على السلطة: واحدة مقرها طرابلس (غرب) برئاسة عبد الحميد الدبيبة منذ مطلع عام 2021، وأخرى برئاسة أسامة حماد عينّها مجلس النواب في فبراير 2022 ويدعمها الرجل القوي في الشرق المشير خليفة حفتر.