الرئيس القادم…طبعة أميركية
بقلم: حمزة عليان

النشرة الدولية –

سارع بولس مسعد، مستشار الرئيس ترامب لشؤون الشرق الأوسط والبلدان العربية، إلى إعلان تأجيل انتخاب رئيس لبنان شهرين إضافيين، بغرض تحقيق «اتفاق شامل» بين لبنان وإسرائيل.

هذا يعني أن القرار النهائي وكلمة الفصل في موضوع من ينتخب رئيس الجمهورية اللبنانية يعود إلى أميركا، وهو بذلك يعلن دخول لبنان «العصر الأميركي» دون منازع، لذلك سيسقط يوم 9 يناير 2025 موعد انتخاب رئيس لبنان من «أجندة ترامب»، لأن مستشاره اللبناني لا يرغب في أن تتم التسوية قبل أن يتسلم رئيسه مقاليد السلطة يوم 20 يناير 2025.

منذ استقلال لبنان عام 1943 وولادة «الميثاق» توالى على رئاسته 13 رئيسا، منهم من لم يبق سوى أيام معدودة بعد تعرضهم للاغتيال، أمثال رينيه معوض وبشير الجميل، ومع كل 6 سنوات وهو عمر الرئاسة الزمني يتجدد الحديث عن القول الشائع من يصنع الرئيس، هذه المرة جاء الدور على اللاعب الأقوى والأكثر تأثيراً في العالم، وهو الأميركي.

الأسماء المطروحة هذه الأيام ليست بالضرورة هي الأكثر حظا، فقد يأتي اسم من خارج الصندوق في آخر لحظة وبتوافقات مفاجئة يلتئم خلالها مجلس النواب لتأمين ثلثي العدد، وهو 68 نائباً، وهذا الرقم لا تملكه أي كتلة نيابية بمفردها حالياً.

القادم في لبنان هو التغيير، فالبلد يعيش مرحلة انتقالية ستأتي بطبقة سياسية مختلفة، بدءاً من رئيس مجلس النواب، مروراً بسعد الحريري، وبعيداً عن هيمنة الثنائي الشيعي المتسلط على إدارة الدولة (الحركة والحزب).

وحده شارل دباس قبل الاستقلال وأيام الانتداب الفرنسي كان من طائفة الروم الأرثوذكس، إلى أن جاء إميل إده رئيساً عام 1936 من الطائفة المارونية، ويتم تكريس المحاصصة في ميثاق 1943 بين الطوائف الثلاث لا كنص دستوري، بل كعُرف تحول إلى «قانون»! رئيس الجمهورية مسيحي ماروني، ورئيس الحكومة مسلم سني، ورئيس مجلس النواب مسلم شيعي.

عنوان حكم رئيس الجمهورية «العهد» الممتد إلى 6 سنوات، لكن بعضهم جرى تمديد أو تجديد رئاسته (بشارة الخوري – إلياس الهراوي – إميل لحود).

من كتاب الدكتور كمال ديب الصادر عن دار النهار للنشر في بيروت «عهود رئاسية» يختصر القول بأنه لم تمر أزمة منذ مئة عام إلا وكان لرئيس الجمهورية تأثير في مسار الأزمات التي طبعت هذا البلد، وكان هو لاعبها الأكبر منذ نكبة 1948 للفلسطينيين أيام بشارة الخوري أو ثورة 1958 أيام كميل شمعون، أو في بناء مؤسسات الدولة في عهد فؤاد شهاب، أو أثناء التمدد الفلسطيني المسلح في الستينيات أيام سليمان فرنجية وشارل حلو، ثم الوصاية السورية في عهد إلياس الهراوي وإميل لحود إلى مرحلة الوصاية الإيرانية في عهد ميشال عون.

وبحسب الروايات المتداولة فقد كان وراء كل رئيس عنوان للمرحلة التي لازمت عهده، لكن الكاتب كمال ديب اجتهد بإعطائها تسمية خاصة وهي على الشكل التالي:

1. بشارة الخوري: أزمات داخلية وأخطار إقليمية.

2. كميل شمعون: نهضة الاقتصاد والهوية اللبنانية.

3. شارل حلو: ازدهار في حقل ألغام.

4. سليمان فرنجية: تعثّر العصر الذهبي.

5. إلياس سركيس: دولة الوقت الضائع والسلام المفقود.

6. أمين الجميل: انهيار الدولة.

7. رينيه معوض: ضحية الجمهورية الثانية.

8. إلياس الهراوي: دولة المحاصصة والفساد.

9. إميل لحود: تحرير ومحاولة إصلاح.

10. ميشال سليمان: محميات الزعماء وحيتان المال.

11. ميشال عون: لبنان عند مفترق الطرق، البشارة التي أطلقها في آخر عهده «لبنان في طريقه إلى جهنم».

فأي عنوان سيحمله الرئيس القادم للبنان يا ترى؟!

زر الذهاب إلى الأعلى