بسبب استمرار الجفاف الشديد… ارتفاع درجات الحرارة يهدد موارد تكساس المائية
النشرة الدولية –
شهدت تكساس «معجزة» في العقد الماضي، حيث نما اقتصاد الولاية الجنوبية بنسبة 63% خلال تلك الفترة. وكان الوقود الأحفوري هو المحرك لمعظم النمو، لكن المياه ضرورية لهذه الصناعة، حيث يأتي الكثير من الإنتاج من التكسير باستخدام المياه. ومع ذلك في خضم الجفاف الشديد الذي دام عقوداً عدة، مدفوعاً إلى حد كبير بالاحترار العالمي، أصبحت المياه مصدراً للقلق الشديد.
في حين تستمر الأموال في التدفق، فإن الضربات التي وجهها الجفاف ليست واضحة على الفور، غير أنه في وادي ريو غراندي، المنطقة الحدودية مع المكسيك في الجزء الجنوبي الشرقي من الولاية، أُغلق آخر مصنع للسكر في فبراير بسبب نقص المياه. كما أن محاصيل الحمضيات في تكساس، التي تعتبر ثالث أكبر ولاية منتجة للحمضيات، معرضة للخطر، حيث إن خزانات تكساس عند أدنى مستوياتها التاريخية تقريباً.
وفي هذا الصيف بلغت سعة خزاني فالكون وأميستاد، على نهر ريو غراندي، واللذين يوفران المياه لملايين البشر، 13% و25% على التوالي.
ورغم أن فترات هطول الأمطار الغزيرة قد تعيد ملء الخزانين، فإن الحرارة تجففهما بسرعة مرة أخرى.
ومن المتوقع أن يؤدي تغير المناخ إلى زيادة درجات الحرارة وتغيير أنماط هطول الأمطار في مختلف أنحاء الجنوب الشرقي، ما يؤدي إلى تفاقم الجفاف وآثاره.
وكانت حالات الجفاف المماثلة، مثل الجفاف الذي حدث خلال الخمسينات من القرن الماضي، ناجمة في المقام الأول عن نقص الأمطار، لكن مع تغير المناخ فإن العامل الرئيس هو ارتفاع درجات الحرارة، وليس نقص الأمطار الفعلي، وهذا يؤدي إلى تفاقم مخاطر مثل هذه الجفاف المطول.
ويمكن أن تخلف آثار الجفاف الشديد عواقب وخيمة على النظم الزراعية وإمدادات المياه، بما في ذلك انخفاض الإنتاجية واستنزاف احتياطيات المياه الجوفية والخزانات التي تزود المدن والبلدات بالمياه العذبة.
وهذا هو السبب في أن تحديث الاتفاقية الثنائية بين الولايات المتحدة والمكسيك بشأن تقاسم المياه في هذه المنطقة مهم للغاية.
وفي عام 1944، وقعت المكسيك على هذه المعاهدة، التي ألزمتها بتسليم كمية معينة من المياه إلى تكساس من ستة روافد لنهر ريو غراندي كل خمس سنوات.
وأعلنت في منتصف نوفمبر عن النسخة الجديدة من الاتفاقية التي تسمح لها أيضاً باستخدام المياه من مصادر بديلة أو من خزانات مشتركة.
وفي الدورة الحالية، التي تنتهي في أكتوبر 2025، لم تف المكسيك حتى الآن إلا بأقل من ثلث هذه الاتفاقية، ما أدى إلى تفاقم نقص المياه بالنسبة لمزارعي تكساس.
ويهدف التعديل إلى تخفيف مخاوف المزارعين ودعم توافر المياه لموسم الزراعة القادم، كما يتناول الاتفاق عرضاً حديثاً من المكسيك لتزويد المياه من مصدر آخر، والذي أثار مخاوف بين مزارعي تكساس الحذرين من التدابير التعويضية المحتملة التي قد تؤثر على إمدادات المياه الخاصة بهم.
وكانت سلطات منطقة الري التي تزود المزارعين ومربي الماشية بالمياه مترددة في قبول عرض المكسيك، وكان هناك قلق من أن تلقي المياه الآن من شأنه أن يقلل من إمداداتهم الحرجة، اللازمة للموسم الزراعي المقبل. ولم تعط لجنة تكساس لجودة البيئة، وهي الوكالة الحكومية التي تقرر كيفية تخصيص المياه، الضوء الأخضر لاستخدامها حتى الآن. عن «إل بايس»
موقف ثابت
ليس لدى تكساس خيار سوى قبول التعديل الذي تفاوضت عليه الحكومة الفيدرالية، والذي ينص على أن الولايات المتحدة ستقبل بالمياه التي توفرها المكسيك من نهر سان خوان، على الرغم من حقيقة أنه ليس أحد الروافد الستة المدرجة في الاتفاقية الأصلية. وهذا هو الموقف الذي انتقده حاكم تكساس غريغ أبوت بشدة عندما أمر الولاية بقبول المياه، قائلاً: «تكساس ثابتة في موقفها بأن التزام المكسيك لا يمكن الوفاء به إلا من خلال المياه من أحد الروافد الستة المذكورة في معاهدة عام 1944».