حماس تكسب حركة “تبييت” لمواجهة الإدارة الأمريكية
بقلم: حسين دعسة

النشرة الدولية –

الدستور المصرية –

في الحدث الذي أثار عديد الاحتمالات، الولايات المتحدة الأمريكية تؤكد إجراء اتصالات مع حركة حماس، وأن هذا التواصل تم “بالتشاور” مع دولة الاحتلال الإسرائيلي.
في مؤشر الحدث، هناك ثلاث دول كانت تعلم بطبيعة الاتصالات وتؤكد مسارها، هي دولة الاحتلال الإسرائيلي، قطر، والولايات المتحدة.
السر بقي كامنًا عند قيادات حماس إلى أن جاء الوقت لتبيان طبيعة الحدث؛ الذي يحمل أبعادًا سياسية وأمنية، وفق دبلوماسية سعت إليها الإدارة الأمريكية، وبالتالي القرار كان من الرئيس ترامب.
اللافت أن قصة الاتصالات لم تمنع الرئيس ترامب من تهديد حماس والمنطقة من حرب جهنمية تأكل الأخضر واليابس، كأن الحرب التي استمرت ١٦ شهرًا لم تكن إلا ألعابًا إلكترونية.

*”شالوم حماس” على طريقة رئيس الكابوي الأمريكي
انشغل كبار ساسة وقادة العالم في تدارس الخطوة الأمريكية بالتواصل السياسي والأمني مع حماس، كانت الصدمة من “شالوم حماس”، لكن على الطريقة التي عرفتها عصابات الكابوي قبل قرون قليلة، هذه المرة من ترامب.

.. عمليًا، الصدمة أصابت الإدارة الأمريكية التي راجعت أخبار الظهيرة، وتوقفت عند أخبار اليوم التالي فجرًا.
في ذات الوقت، كشفت “أكسيوس” عن أن الرئيس ترامب أصدر إنذارًا جديدًا لحماس للإفراج عن رهائن إسرائيليين. والتهديد الرئاسي أنه سيعطي الضوء الأخضر لشن ضربات عسكرية إسرائيلية إضافية على غزة ما لم تطلق حماس سراح رهائنها المتبقين.
.. وخلال ذلك تحدث المفاوضات المباشرة في الدوحة بين مبعوثه لشئون الرهائن “آدم بوهلر” وقيادات من حماس، للتوصل إلى وقف لإطلاق النار والحرب في غزة، وتفاهمات حول اتفاق بشأن تبادل الرهائن والإفراج عن الفلسطينيين في سجون الاحتلال.

ما حدث أن ترامب كان قد اجتمع مع ستة رهائن تم إطلاق سراحهم ضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار.
.. وفي الواقع، لا تزال حركة حماس تحتجز 59 رهينة في غزة. وقد قال الكابنيت وجيش الاحتلال الإسرائيلي إنه قد يكون قتل 35 منهم. ومن جانبها ذكرت أكسيوس أن الاستخبارات الإسرائيلية أشارت إلى أن 22 منهم ما زالوا على قيد الحياة، ولا تزال حالة اثنين آخرين غير معروفة.
ومن بين الرهائن المتبقين خمسة أمريكيين، من بينهم إيدان ألكسندر البالغ من العمر 21 عامًا والذي يُعتقد أنه على قيد الحياة.
ما كتبه وبات معلنًا يشير إلى أن ترامب دخل مرحلة استعراض جنون عندما قال: “شالوم حماس”، تعني مرحبًا ووداعًا، ويمكنك الاختيار.
“أطلق سراح جميع الرهائن الآن، وليس لاحقًا، وأعد على الفور جميع جثث الأشخاص الذين قتلتهم، وإلا فإن الأمر انتهى بالنسبة لك”، كتب ترامب ذلك في منشور على موقع Truth Social، وهو المنصة الخاصة للرئيس.

ترامب خاطب حماس لإعادة جثث الرهائن الذين تحتجزهم، وكتب: “لا يحتفظ بالجثث إلا المرضى والمشوهون، وأنتم مرضى ومشوهون!- بحسب النص”.
وقال ترامب لقادة حماس في غزة: “ارحلوا عن القطاع بينما لا تزال أمامكم فرصة، ولن يكون أي عضو في حماس في مأمن” إذا لم تطلق الحركة سراح الرهائن. وأضاف: “هذا هو تحذيركم الأخير!”.
“إلى شعب غزة: مستقبل جميل ينتظركم، ولكن ليس إذا احتجزتم رهائن. إذا فعلتم ذلك، فأنتم ميتون! اتخذوا قرارًا ذكيًا. أطلقوا سراح الرهائن الآن، وإلا فسوف تدفعون ثمن الجحيم لاحقًا!”.

*المعضلة.. اتفاق المرحلة الثانية

تتقاطع الدبلوماسية الأمريكية مع متغيرات القرار في البيت الأبيض.. وعمليًا، وفي مسار المفاوضات التي تقودها الدول الوسطاء، برزت بعد 48 ساعة من المفاوضات بين حماس والوسطاء المصريين والقطريين، موافقة حماس على التراجع عن تهديدها بتعليق إطلاق سراح الرهائن.
أكسيوس تقول إنه بخلاف ديكل تشين، لا تزال حماس تحتجز خمسة رهائن أمريكيين. أحدهم، عيدان ألكسندر، لا يزال على قيد الحياة.

ولن يتم إطلاق سراح الرهائن الخمسة المتبقين إلا إذا توصلت إسرائيل وحماس إلى اتفاق بشأن المرحلة الثانية من صفقة الأسرى ووقف إطلاق النار.
وكان من المفترض أن تبدأ المفاوضات بشأن المرحلة الثانية من الاتفاق الأسبوع الماضي، إلا أنه لم يتم إجراء محادثات جدية حتى الآن.
.. المعضلة أن توقف المفاوضات ثم عودتها اصطدم بما كشفه البيت الأبيض الأربعاء، بأن الولايات المتحدة أجرت اتصالات مباشرة مع حماس ظلت طي الكتمان، موضحًا أنه تم “التشاور” مع إسرائيل في هذا الشأن.
المتحدثة عن البيت الأبيض “كارولاين ليفيت” أوضحت أن الموفد الخاص لقضية الرهائن” آدم بولر” يجري هذه المفاوضات [ولديه سلطة التحدث مع أي طرف كان]، لافتة إلى أنه “تم التشاور مع إسرائيل في هذا الموضوع”.
وأضافت “أن أرواحًا أمريكية على المحك”.
.. المعضلة هنا أنه لا استقرار في البيت الأبيض، والصدمة ربما كانت من نتائج وقرارات قمة القاهرة الطارئة، التي كشفت عن الخطة المصرية العربية الإسلامية لإعمار وتمكين أهالي غزة، والتوافق العربي على الخطة، في مواجهة مباشرة مع الطريقة التي أراد ترامب بها حل حرب غزة، باحتلال أمريكي للقطاع وتهجير السكان إلى مصر والأردن، وهو الأمر الذي تم رفضه تمامًا من مصر والأردن، عبر تنسيق سياسي أمني، ومساندة شعبية ورسمية من كل البلاد العربية.

.. المعضلة في وجود صدام للأهداف بين حماس والإدارة الأمريكية، وتعمد أمريكي بالاستفراد في مسار دول المنطقة. ولهذا ظهرت مفارقات السياسة الأمريكية تجاه المنطقة، وهذا يفسر المسار السري للمحادثات، التي سربت تفاصيلها أولًا لموقع “أكسيوس”، من أن بولر التقى ممثلين لحماس في العاصمة القطرية الدوحة في الأسابيع الأخيرة، وأنه تم التركيز على تأمين إطلاق سراح الرهائن، وجرى النقاش حول إطلاق سراحهم كجزء من هدنة طويلة الأمد.
.. دولة الاحتلال الإسرائيلي العنصرية أكدت أن الولايات المتحدة تشاورت معها في شأن اتصالات مباشرة بين الموفد الأمريكي الخاص وحركة حماس.
وردت إسرائيل: “خلال مشاورات مع الولايات المتحدة، أعطت إسرائيل رأيها بشأن محادثات مباشرة مع حماس”.
إلا أن موقع “أكسيوس” نقل عن أحد مصادره أنه بينما تشاورت إدارة ترامب مع دولة الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني، حول إمكانية التعامل مع حماس، علمت إسرائيل بجوانب المحادثات من خلال قنوات أخرى، حسبما قال أحد المصادر.
من جانبه، قال قنصل الاحتلال في نيويورك إنه “إذا أسفرت محادثات أمريكا وحماس عن عودة جميع المختطفين فسنكون سعداء”.
بدورها، نقلت صحيفة “إسرائيل اليوم” عن مصدر مطلع قوله إن “إسرائيل قلقة للغاية من المحادثات المباشرة لإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع حماس”.

*هل أنت لاعب شطرنج محترف؟

.. لو كنت من هواة أو لاعبي الشطرنج، عندها تكون قادرًا، بحرفية على فهم معنى دلالة لجوء لاعب الشطرنج إلى خطوة ذهبية، تعرف “التبييت أو القلعة”، وفيها يصبح” التبييت” خطة ضرورية تساعد اللاعب على تفادي هجوم الخصم أو إعداد قطع جيشك للتقدم والهجوم.
أما إذا لم توجد ضرورة لها فلا يفضل أن تفعلها.
.. قبول حماس والإدارة الأمريكية استراتيجيات أمنية للحوار الجزئي مرحلة قوة مضافة للطرف الضعيف، أو المعاند. وفي حالة حركة حماس فإن الاتصالات خلخلت اليوم التالي لما بعد قمة القاهرة، وفهم أن الإدارة الأمريكية تريد إيصال رسالة بأنها تعمل، لكن وفق عقلية الكابوي، وهي تدرك أن الطرف الثاني/ حماس، تقع تحت السكين بعد ١٦ شهرًا من حرب الإبادة الجماعية والتهجير ومحاولات تصفية القضية الفلسطينية، بعد معركة طوفان الأقصى في السابع من تشرين الأول، أكتوبر ٢٠٢٣.

.. بالعودة إلى لاعب الشطرنج المحترف، نقول إن التاريخ قال إنه “عرفت حركة تبييت”.. “قطعة الملك” في القرن السادس عشر وتمت إضافتها للعبة الشطرنج بهدف زيادة سرعة اللعب، بتقديم طرق جديدة للدفاع، بالموازنة بين استراتيجيات الهجوم والدفاع وزيادة انسيابية حركة اللعب.
.. باستراتيجيات جيوسياسية لعبت حماس، بطريقة أنها المنتصر، لهذا خاطبها ترامب، عبر المبعوث، وفي نطاق سري.
حماس حركة مقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني، وهي تبحث عن حلول، والإدارة الأمريكية مهتمة بالإفراج عن أسير حي وجثامين 4 يحملون الجنسية الأمريكية، وأن إسرائيل غير متحمسة لاتصالات أمريكا مع حماس، وأنها شككت في تحقيقها نتائج.
ركزت المحادثات جزئيًا على إطلاق سراح المحتجزين الأمريكيين، وهو أمر يقع ضمن اختصاص بولر كمبعوث للمحتجزين.
لكنها تضمنت أيضًا مناقشات حول اتفاق أوسع للإفراج عن جميع المحتجزين المتبقين والتوصل إلى هدنة طويلة الأمد. ولم يتم التوصل إلى اتفاق بعد.
.. النتيجة أن الأحداث التي تتشابك في المنطقة والشرق الأوسط، كانت نتيجة ما ارتكزت عليه قمة القاهرة العربية، والتوافق العربي الإسلامي الدولي مع الخطة التي طرحت لإعمار غزة وتمكين السكان من أرضهم وأنه لا للتهجير.
نهج ترامب- وهو أيضًا لاعب شطرنج- في الصراع اختلف بشكل حاد عن نهج الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، بما في ذلك تهديد حماس مرارًا وتكرارًا بـ”الجحيم” واقتراح “استيلاء” الولايات المتحدة على غزة.
وأضاف أن التفاوض المباشر مع حماس، خاصة دون موافقة إسرائيل، يُعتبر خطوة أخرى لم تتخذها الإدارات السابقة.
حماس اتخذت حركة تبييت، وقالت إن المباحثات المباشرة التي جرت بحضور آدم بولر جاءت مباشرة بعد حديث ترامب قبل أسبوعين، بشأن تقديم حماس بادرة حسن نية بإطلاق سراح أسرى يحملون الجنسية الأمريكية.
.. وكشفت حماس عن حقائق: تمت اتصالات وعقد لقاءان بشكل مباشر بين مسئولين في حماس ومسئولين أمريكيين في الدوحة في الأيام الأخيرة، تركزت على مسألة الإفراج عن عدد من الأسرى الإسرائيليين من حملة الجنسية الأمريكية، بعضهم أحياء وبعضهم أموات.

*”قبيلات” في تحليل أول
المحلل السياسي الأردني، رئيس تحرير موقع نيسان الإخباري سابقًا- إبراهيم قبيلات، كتب بعنوان: (إدارة ترامب تجلس مع قيادة حماس مباشرة.. ماذا يعني ذلك لنا؟).
.. وهو توقف عند حقيقة يراها بالقول:
رأى الإسرائيليون واقعة المشاحنة التي وقعت في لقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ما لم يره الآخرون. قالوا: إذا كان ترامب فعل بحليفه الوثيق هذا فمن يضمن ألا يقوم بمثله معنا يومًا ما.
.. وفي الرابط العجيب، كشف: جاء بعض هذا اليوم سريعًا. فقد كشف عن لقاء وصف بالتاريخي وهو الأول من نوعه بين حركة حماس والإدارة الأمريكية.
.. وتابع التحليل:
مبعوثان اثنان خاصان أرسلهما مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط ستيفن ويتكوف إلى الدوحة للتفاوض مباشرة مع حماس. والهدف: في حال تبلور اتفاق ما سيقدم إلى المنطقة بعد أن كان أجّل زيارته في انتظار ما ستؤول إليه المباحثات مع حماس.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية معلومات عن أن الأمريكيين أبلغوا قيادة حركة حماس بأنهم يضغطون على إسرائيل من أجل إتمام المباحثات بشأن المرحلة الثانية من الصفقة.
يجد قبيلات أن أهمية اللقاء ليس في اعتراف ضمني من إدارة ترامب بحماس كطرف أكثر قدرة على الفعل والتأثير. ولا يعني أن ترامب سينقلب غدًا على تل أبيب. لكنه مؤشر سيضعه نتنياهو نصب عينيه أن لا شيء يمكن أن يضمن موقفًا للإدارة الأمريكية، وأن خورازميات ترامب مختلفة تمامًا، وانعطافاته مفاجئة وحادة، ويمكن أن يقوم بأي شيء ويفعل كل شيء في لحظة ما.
هذا ليس أمرًا جيدًا بالضرورة سواء للفلسطينيين أو للإسرائيليين. لكن بالطبع يعني لقاء حماس مع الإدارة الأمريكية أن ترامب لا يثق بنتنياهو، وأنه يريد أن يطفئ الحرائق المشتعلة في العالم بأي ثمن وسريعًا، بعد أن أوشك على النجاح في إطفاء حرائق أوكرانيا.

هذا يعني أن أمام قيادة حماس فرصة جيدة لتصحيح المفاهيم الخاطئة التي غرسها نتنياهو في عقل كثير من الأطراف في الإدارة الأمريكية، عن الفلسطينيين. وستكتشف حينها أن حماس ليست شيطانًا بقرون من نار، على حد وصف سياسي فلسطيني وإنما بشر لهم حق يدافعون عنه.
.. المحلل الأردني حذر من أن هذا التطور تحديدًا قد يدفع السفاح نتنياهو إلى الهروب إلى الأمام سريعًا عبر عمليات عسكرية في غزة لكسر سياق ما يجري. لكن السؤال هنا: كيف سيقرأ ترامب ذلك؟
.. يخلص المحلل إلى أنه علينا أن نقرأ جيدًا عقل الرئيس الأمريكي. وقراءته تعني أن نجمع كل التنافرات والمتناقضات وألا نستبعد أحدًا، وعلى الرأس من ذلك حركة حماس، فقط كي نتمكن من النجاة من انعطافات ترامب الحادة والمفاجئة. فالثابت اليوم أن لا شيء ثابت.

*الاتصالات الثنائية لم تكن الأولى

.. في ملفات وأرشيفات البيت الأبيض، كثير من الأسرار قد وثق بعضها “ويكيبيديا”، تؤرخ للموقف الأمريكي.. والدولي من حماس.

المصادر أشارت إلى أن الاتصالات بين حماس والإدارة الأمريكية لم تكن الأولى، وهناك سنوات وقصص نذكر منها:

[في أغسطس 2014، دعا جيمي كارتر وماري روبنسون في ذروة النزاع الإسرائيلي على غزة لعام 2014 إلى الاعتراف بحماس بوصفها جهة فاعلة سياسية مشروعة، وأن المجموعة شكلت مؤخرًا حكومة وحدة مع السلطة الفلسطينية، ووافقت بذلك على شجب العنف، والاعتراف بإسرائيل، والالتزام بالاتفاقات السابقة].

*مواقف دول العالم من حركة حماس

ينظر إلى حماس وفروعها بطريقة مختلفة جدًا فيما بين حكومات مختلف البلدان.
.. وفي معلومات وملفات ويكيبيديا: أدرجت حماس (أو فروعها الخيرية والجناح العسكري) في القوائم الإرهابية للعديد من البلدان الغربية (وإن لم تكن جميعها). ومن ناحية أخرى، تعتقد بلدان آسيوية كثيرة أن حماس هي الحكومة الشرعية لقطاع غزة.

*أستراليا:
أدرج الجناح العسكري لحركة حماس، وهي كتائب عز الدين القسام، بوصفها منظمة إرهابية.
*كندا:
بموجب قانون مكافحة الإرهاب، تدرج الحكومة الكندية في الوقت الحالي اسم حركة حماس ككيان إرهابي، وبذلك وضعت بوصفها جماعة إرهابية، منذ عام 2002.
*الصين:
اعتبارا من عام 2006، لا تسمي الصين منظمة حماس منظمة إرهابية، وتعترف بأنها الكيان السياسي المنتخب شرعيًا في قطاع غزة الذي يمثل الشعب الفلسطيني. رغم المعارضة الأمريكية والإسرائيلية، التقت الحكومة الصينية بكبير ممثلي حماس، محمود الزهار، الذي سبق أن شغل منصب وزير الخارجية الفلسطيني، خلال منتدى التعاون الصيني- العربي في بيجين الذي عقد في يونيو 2006، وأجرت محادثات ثنائية مباشرة مع حماس والعالم العربي. وبالإضافة إلى ذلك، وخلال الشهر نفسه، أوضح متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية كذلك موقف الصين المؤيد للفلسطينيين فيما يتعلق بحماس على الرغم من المعارضة الأمريكية والإسرائيلية لروابط الصين وعلاقتها الوثيقة مع المنظمة، مصرحًا: “إننا نعتقد أن الحكومة الفلسطينية ينتخبها الشعب هناك بصورة قانونية، وأنه ينبغي احترامها”.
*مصر:
في فبراير 2015، حددت محكمة الأمور المستعجلة حماس منظمة إرهابية، واتهمت المحكمة حماس بالقيام بهجمات إرهابية في مصر عن طريق الأنفاق التي تربط شبه جزيرة سيناء بقطاع غزة. وفي 2014، حظرت المحكمة نفسها أنشطة حماس في مصر، وأمرت بإغلاق مكاتبها، واعتقال أي عضو من أعضاء حركة حماس في البلاد. في يونيو 2015، ألغت محكمة الأمور المستعجلة الحكم القضائي الذي يعتبر حماس منظمة إرهابية.
*الاتحاد الأوروبي:
حدد الاتحاد الأوروبي أن حماس جماعة إرهابية منذ عام 2003. وفي ديسمبر 2014، أمرت المحكمة العامة للاتحاد الأوروبي بإزالة حماس من السجل. وذكرت المحكمة أن هذه الخطوة تقنية وليست إعادة تقييم تصنيف حماس جماعة إرهابية. وفي مارس 2015، قرر الاتحاد الأوروبي إبقاء حركة حماس على قائمتها السوداء المتعلقة بالإرهاب “على الرغم من قرار المحكمة المثير للجدل”، مستأنفًا حكم المحكمة. ولا تزال حماس مدرجة في القائمة اعتبارًا من يناير 2017.
*إسرائيل:
تقول وزارة الخارجية الإسرائيلية: “إن حماس تحتفظ بهيكل أساسي إرهابي في غزة والضفة الغربية، وتعمل على تنفيذ الهجمات الإرهابية في الأراضي وإسرائيل”.
*اليابان:
اعتبارًا من عام 2005، قامت اليابان بتجميد أصول 472 من الإرهابيين والمنظمات الإرهابية، بما فيها حماس. لكن في عام 2006 اعترفت علنًا بأن حماس فازت في الانتخابات التشريعية الفلسطينية 2006 ديمقراطيًا.
*الأردن:
حظرت حركة حماس في عام 1999. رفض الأردن في عام 2013 طلبات السماح لحماس بالعودة.
*نيوزيلندا: أدرج الجناح العسكري لحماس، كتائب عز الدين القسام، بوصفه كيانًا إرهابيًا منذ عام 2010.
*روسيا: لا تصنف حماس منظمة إرهابية وعقد محادثات مباشرة مع حماس في 2006 بعد فوز حماس في الانتخابات الفلسطينية، مشيرة إلى أنها فعلت ذلك للضغط على حماس لنبذ العنف والاعتراف بإسرائيل. قال مسئول إسرائيلي إن روسيا ستخفض علاقاتها بحماس.
*السعودية:
حظرت جماعة الإخوان المسلمين في عام 2014 ووصفتها بأنها منظمة إرهابية. وفي حين أن حماس غير مدرجة على وجه التحديد، فقد ذكر مصدر سعودي غير رسمي أن القرار يشمل أيضًا فروعه في بلدان أخرى، بما فيها حماس.
*سويسرا:
لا تصنف سويسرا حركة حماس كمنظمة إرهابية. ووفقًا للحياد السويسري، فإن سياستها المتعلقة بالاتصال بالجهات الفاعلة الرئيسية في صراع ما تتسم بالشمول المحايد والسلطة التقديرية والواقعية. وتجري سويسرا اتصالات مباشرة مع جميع أصحاب المصلحة الرئيسيين في الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني، بما في ذلك حماس.
*تركيا:
اجتمعت الحكومة التركية مع قادة حماس في فبراير 2006، بعد فوز المنظمة في الانتخابات الفلسطينية. في عام 2010، وصفهم رجب طيب أردوغان بـ”المقاومين الذين يناضلون من أجل الدفاع عن أرضهم”.
*المملكة المتحدة:
أدرجت اسم كتائب عز الدين القسام بوصفها منظمة محظورة بموجب قانون الإرهاب منذ عام 2001، لكن حماس ككل غير مدرجة في القائمة.
*الولايات المتحدة: تعتبر حماس “منظمة إرهابية أجنبية” وفقًا لما ذكره توبياس باك، فإنه في حين أن حركة حماس تعتبر بوصفها منظمة إرهابية من قبل إسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، فإن عددًا قليلًا يعاملها على هذا النحو. في العالم العربي والإسلامي، فقدت حماس حالة النبذ، ويرحب بمبعوثيها في عواصم البلدان الإسلامية. وفي أغسطس 2014، دعا جيمي كارتر وماري روبنسون في ذروة النزاع الإسرائيلي على غزة لعام 2014 إلى الاعتراف بحماس بوصفها جهة فاعلة سياسية مشروعة، وأن المجموعة شكلت مؤخرًا حكومة وحدة مع السلطة الفلسطينية، ووافقت بذلك على شجب العنف، والاعتراف بإسرائيل، والالتزام بالاتفاقات السابقة.

.. وعن تصنيف الولايات المتحدة لحماس:
قررت وزارة الخارجية إضافة حماس إلى قائمة وزارة الخارجية الأمريكية للمنظمات الإرهابية الأجنبية في أبريل 1993. لا تزال حماس مدرجة، اعتبارًا من عام 2009.

وتقول الولايات المتحدة إن موقفها القوي ضد حماس ينبع من استخدام الجماعة للعنف، ومعارضتها لمصالح الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، ولأن حماس تتلقى الدعم من إيران وتتعاون مع جماعة حزب الله اللبنانية. ونفى ممثل حماس في إيران الادعاء بأنها تلقت 30 مليون دولار من إيران في عام 1992، لكنه أقر بالمساعدة الإيرانية للجماعات الفلسطينية. وبصورة خاصة، تدعي الولايات المتحدة أن جنودًا من حركة حماس قد لجأوا إلى جنوب لبنان، حيث يتلقون التدريب والدعم من مقاتلي حزب الله.

كما ذكر مكتب التحقيقات الفيدرالي ووزارة العدل في الولايات المتحدة عام 2004 أن حماس تهدد الولايات المتحدة من خلال خلايا سرية على الأراضي الأمريكية. وادعى الباحث ستيفن إمرسون في عام 2006 أن للجماعة «بنية أساسية واسعة النطاق في الولايات المتحدة. وهي تركز في المقام الأول على أنشطة جمع الأموال، وتجنيد الأعضاء وتدريبهم، وتوجيه العمليات ضد إسرائيل، وتنظيم الدعم السياسي، والعمل من خلال جماعات تنشط في جمال حقوق الإنسان». وأضاف إمرسون أنه في حين أن الجماعة لم تعمل قط خارج إسرائيل أو الأراضي الفلسطينية، فإنها تمتلك القدرة على شن هجمات في الولايات المتحدة «إذا قررت توسيع نطاق عملياتها». وأدلى مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي روبرت مولر في عام 2005 بشهادة إلى لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ مفادها أن تقييم مكتب التحقيقات الاتحادي في ذلك الحين كان وجود «تهديد محدود بشن هجوم إرهابي منسق في الولايات المتحدة، من المنظمات الإرهابية الفلسطينية» مثل حماس. وأضاف قائلًا إن حماس «حافظت على سياسة طويلة الأمد لتركيز هجماتها على أهداف إسرائيلية في إسرائيل والأراضي الفلسطينية»، وأن مكتب التحقيقات الفيدرالي يرى أن المصلحة الرئيسية لحماس في الولايات المتحد ستظل «جمع الأموال لدعم أهدافها الإقليمية». وذكر مولر أيضًا «من جميع الجماعات الفلسطينية، أن لحماس أكبر وجود في الولايات المتحدة، مع وجود هيكل أساسي قوي، يركز في المقام الأول على جمع الأموال، والدعاية للقضية الفلسطينية، والتبشير». ورغم أنه سيكون تحولًا استراتيجيًا كبيرًا لحماس، فإن شبكة الولايات المتحدة لديها قادرة نظريًا على تسهيل أعمال الإرهاب في الولايات المتحدة.

في 2 مايو 2011، أدان زعيم حماس ورئيس الوزراء، آنذاك، الشهيد إسماعيل هنية قتل أسامة بن لادن في باكستان من قبل الولايات المتحدة. أشاد هنية ببن لادن، مؤسس تنظيم القاعدة الجهادي، بوصفه «شهيدًا» و«مجاهدًا عربيًا». أدانت الحكومة الأمريكية تصريحاته بوصفها «مشينة». وأفادت التقارير بأن حماس أبقت على علاقات عملياتية ومالية مع القاعدة.

*.. الآتي عودة إلى الحرب… أو..؟

في دولة الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني بدأ رئيس أركان الجيش الإسرائيلي المتطرف اليميني “إيال زامير”، ولايته بالقول إن “حماس لم تهزم، والمهمة لم تستكمل بعد”، فيما أفاد موقع “واللا” بأن رئيس الأركان يخطط لمناورة واسعة في غزة لزيادة الضغط العسكري على حماس.
وفي خطاب ألقاه خلال مراسم تسلمه المنصب، قال زامير إن “الجيش الإسرائيلي وصل إلى إنجازات كبيرة في ميدان القتال. وانتصرنا في المعارك في غزة ولبنان. وهاجمنا في اليمن وإيران. ورغم أن حماس تلقت ضربة شديدة، لكنها لم تُهزم بعد، والمهمة لم تستكمل حتى الآن”.
زامير، فيما يبدو، يتحرك تجاه الحرب، كل المؤشرات تعيد قطاع غزة ورفح والضفة الغربية والقدس، إلى الحرب. يبدو أيضًا ان الإدارة الأمريكية تريد ذلك. قال “زامير” مهددًا: علينا ألا ننسى أن الشعب اليهودي هو شعب الكتاب، شعب التوراة ولكنه شعب العمل أيضًا. وأدعو كل فئات المجتمع الإسرائيلي إلى المشاركة بفريضة الدفاع عن الوطن. وهذه مسئولية مشتركة”.

.. الحالة مشحونة، لاعب الشطرنج الرئيس ترامب، والسفاح نتنياهو في حالة ترقب، هل يعلن الحرب ترامب، أم الكابنيت، أم أن هناك بعض الأسرار.
موقع “واللا” الإسرائيلي قال إن زامير يخطط لمناورة واسعة النطاق في قطاع غزة وزيادة الضغط العسكري على حركة حماس.
المتوقع عسكريًا أن يغير رئيس الأركان مفهوم الحرب في غزة، من خلال مناورات برية كبيرة واستمرار السيطرة على الأراضي، وسوف يصاحب هذه الخطوة إطلاق نار كثيف من الجو والبر، بهدف ممارسة ضغوط شديدة على حماس.
وأضاف “واللا” أن الجيش الإسرائيلي استلم كميات كبيرة من الذخيرة والصواريخ والقنابل منذ دخول الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، كما أن الوضع الأمني على الحدود مع لبنان وسوريا والضفة الغربية يسمح بتخصيص قوات احتياط كبيرة للمعركة في غزة.
ونقل الموقع عن مصادر أمنية قولها: “إذا نفذّت مناورة واسعة في غزة سيقيم الجيش الإسرائيلي مناطق إيواء للمدنيين وممرات إنسانية، ولكن هناك خشية من المساس بالمختطفين والكثافة السكانية العالية في المناورة المقرر تنفيذها في غزة”.
وتابع أنه قبل بضعة أسابيع، أجرى السفاح نتنياهو تقييمًا للوضع في القيادة الجنوبية، بالاشتراك مع وزير الأمن يسرائيل كاتس، ورئيس الأركان هرتسي هليفي، وجنرالات من هيئة الأركان العامة، كما انضم اللواء إيال زامير إلى تقييم الوضع، وخلال الاستعراضات، قدم قادة القيادة الجنوبية خطط الحرب في مراحلها المختلفة.
وذكر الموقع نقلًا عن مصادر أمنية، أن زامير الذي خدم سابقًا في القيادة الجنوبية، عبّر عن موقفه من النظام القائم، وأوضح أن القتال تحت قيادته سيكون مختلفًا.
وتوقعت المصادر أن “يعزز زامير نهجًا أكثر عدوانية، ويسعى إلى تقصير مدة القتال وممارسة الضغط على حماس لإجبارها على التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن”.

.. تداعيات الشباك في أحداث المنطقة مؤهلة للتصعيد، العالم قد لا ينجو من فتح جبهات. لهذا يفهم ما قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض “كارولين ليفات”، عن أن
الرئيس ترامب يؤمن بأن المحادثات المباشرة مع حماس تبذل من أجل مصلحة الشعب الأمريكي. هذه المحادثات لا تزال مستمرة، وهناك أرواح أمريكية على المحك.
.. مباشرة نشرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية أن الدول الوسطاء أبلغوا إسرائيل بأن حركة حماس الفلسطينية ترفض إبداء المرونة ومناقشة مخطط مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى المنطقة، وقد تُستأنف المعارك في وقت مبكر من الأسبوع المقبل.
.. وفي الأخبار المضللة، قيل إن تل أبيب تعتقد أن حماس سوف تتراجع في اللحظة الأخيرة، مع العلم بأن إسرائيل تقترب كل يوم من العودة إلى القتال، كما يقال في دولة الاحتلال الإسرائيلي إن حماس ستختار طريقة التسوية، عندما تدرك أن إسرائيل تنسق بشكل كامل مع الأمريكيين، وتحظى بدعم واسع من الرئيس الأمريكي.
وأشارت الصحيفة إلى أن الاحتلال قدر أن الأمر سيستغرق بعض الوقت قبل عودة القتال، لكنها لا تستبعد حدوث ذلك في وقت مبكر من الأسبوع المقبل.
.. الحرب فعليًا بدأت:
وقف المساعدات الإنسانية إلى غزة وزيادة الضغوط على حماس، بما في ذلك قطع المياه والكهرباء عن القطاع.

.. مرحليًا، المنطقة ساخنة، المجتمع الدولي يتراجع أمام تصدر الأحداث، التي تختلقها الولايات المتحدة، وهي تروج من خلال الإدارة الأمريكية لمؤشر الحرب الساخن، وهذا ما لفت إليه وزير الخارجية الأمريكي، عندما قال إن الرئيس ترامب (فقد صبره) إزاء ما يجري بشأن الرهائن.
.. وأن على حماس أن تأخذ تهديد ترامب على محمل الجد لأنه لن يقول شيئًا إلا إذا كان جادًا.
.. عمومًا خاسر الشطرنج يضع نقطة تحول، تجعلنا نعرف كيف خسر المعركة، والأهم كيف سيعاود اللعب؟.

زر الذهاب إلى الأعلى