عنكبوت حامل* صالح الشايجي

النشرة الدولية –

خلال حرب تحرير الكويت يناير فبراير 1991 أحس صدام حسين، بمرارة الهزيمة التي حلت بجيشه الذي غدا كالجراد يهيم على وجهه لا يعرف كيف ينجو من حمم الموت التي لاحقت أفراده وحاقت بهم وصهرت حديد دباباتهم ومركباتهم ومدافعهم وامتلأت صحراء الكويت بذلك الحديد المصهور وبأشلاء عشرات الآلاف من أفراد ذلك الجيش الفار من أرض المعركة مجللا بالعار والخزي والجبن.

وبينما كان الوضع بمثل هذه الصورة المخزية المذلة لجيش قالوا إنه خامس جيوش العالم والجيش العربي الأول وهي كلها تصنيفات القصد منها نفخ صدام حسين وإلباسه تاج الغرور والنفخة الكاذبة، فراح هذا «العبقري» يفكر بطريقة يخفف بوساطتها من ذل الهزيمة ومرارتها، ففكر بمهاجمة إسرائيل من أجل جر رجلها للدخول في حرب معه، وبالتالي فإن الدول العربية المشاركة في حرب تحرير الكويت سيكون موقفها محرجا بحيث تبدو وكأنها في حلف مع إسرائيل ضد بلد عربي، وهو الأمر الذي تنبه له الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد وحذر صدام حسين منه وكشف لعبته التي لم تنطل على أحد.

وقد قام صدام حسين بتوجيه تسعة وثلاثين صاروخا خائبا لضرب إسرائيل، ولكن كل هذه الصواريخ سقطت في الضفة الغربية ولم يصل إلى إسرائيل حتى غبارها ولم يكن لها ضحايا لا من البشر ولا من الحجر، ما عدا واحدا سقط على بيت عنكبوت فسبب خدوشا في أحد جدرانه وخدشا بسيطا في ظفر عنكبوت حامل!

و«ما أشبه الليلة بالبارحة» فما فعله صدام حسين قبل تسعة وعشرين عاما تقريبا وخاب به خيبته الكبرى، تكرره إيران الآن من خلال تحرشها بدول العالم والقرصنة في مياه الخليج العربي واحتجاز البواخر العائدة ملكيتها إلى بعض الدول القادرة على محو إيران دون ان تحرك جنديا واحدا، ولكنها تترك إيران وتتجاهلها دون رد عليها، لأنها تدرك ما تريده ايران وهو استفزاز هذه الدول من أجل الدخول في حرب معها، ولكن هذه اللعبة لم تنطل على هذه الدول ولن تنطلي لأنها تعلم علم اليقين أن النظام الإيراني يتهاوى من الداخل وليس في حاجة إلى تدخل عسكري حتى يتهاوى، وأنه ساقط بأيدي الإيرانيين لا بيد«ترامب»!

الأنباء الكويتية

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى