وأدرك جيجي الصباح* د. نرمين يوسف الحوطي

النشرة الدولية –

بدأت درجات الحرارة بالانخفاض وبدأ الجو ليلا في التحسن، مما يدعو البعض منا للجلوس في حدائق منازلهم.. وها نحن الأصدقاء نجتمع بـ «يمعة الأسبوع»، وها هي صديقتي «جيجي» تحدثنا مع عبير الليل وضوء القمر في منتصف السماء يشع نور بدره علينا في فضاء سمائنا.. في كل مرة يختلف حديث الاصدقاء، وبالأمس القريب اقترح البعض من صديقاتي بأن كل واحدة منا تقص قصة بشرط أن تكون تلك القصة لها مغزى وتؤخذ منها العبرة والحكمة.. بدأت القصص تحكى، وكل منا أخذت تروى قصتها إلى أن وصل الدور عند «جيجي» وبالفعل هي من فازت في ذلك اليوم بقصتها.. ولكم ما روته علينا جيجي.. فتقول:

 

يحكي أن ملكا أعرج ولا يرى إلا بعين واحدة وفي أحد الأيام دعا هذا الملك «الرسامين» ليرسموا له صورة شخصية بشرط ألا تظهر عيوبه في هذه الصورة! فرفض كل الفنانين رسم هذه الصورة! فكيف سيرسمون الملك بعينين وهو لا يملك سوى عين واحدة؟ وكيف يصورونه بقدمين سليمتين وهو أعرج؟ وسط هذا الرفض الجماعي تقدم أحد الفنانين وقبل أن يرسم الملك وكانت الصورة جميلة وفي غاية الروعة.. قام هذا الفنان المبدع برسم الملك ممسكا ببندقية الصيد، فبالطبع وجب عليه بأن يغمض إحدى عينيه ويحني قدمه العرجاء.. وها هو ذلك الفنان المبدع قام بكل بساطة برسم صورة الملك بلاعيوب.. انتهت قصتي لكم والتي تحمل الكثير من المعاني الجميلة أهمها أن الإنسان لابد أن يحاول أن يرسم صورا جميلة وجيدة للآخرين مهما كانت عيوبهم واضحة.. فعندما ننقل تلك الصور الجميلة لهم لدى الآخرين نكون قد أخفينا عيوبهم.. فلا يوجد إنسان خال من العيوب.. وبرغم من تلك العيوب لابد علينا عندما ننظر للآخر ننظر له بنظرة إيجابية ونبتعد عن الجانب السلبي لراحتنا وراحة الآخرين.. وأدرك جيجي الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

 

مسك الختام: قال الإمام الشافعي:

 

لسانك لا تذكر به عورة امرئ … فكلك عورات وللناس ألسن

 

وعينك إن ابدت إليك معايبا … فدعها وقل يا عين للناس أعين

 

وعاشر بمعروف وسامح من اعتدى … وفارق ولكن بالتي هي أحسن

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button