وزير الصحة الكويتي: قانون المسؤولية الطبية سيعرض على مجلس الأمة قريبا
النشرة الدولية –
كشف وزير الصحة الشيخ د ..باسل الصباح أن قانون المسؤولية الطبية سيعرض على مجلس الأمة قريبا بهدف إقراره، مبينا أن القانون القديم مطبق منذ الثمانينيات قبل أن تعكف وزارة الصحة مع الجمعيات الطبية وجمعيات النفع العام المختلفة، لوضع القانون الجديد الذي تطرق للعديد من المواضيع المستجدة.
جاء هذا ضمن تصريح للوزير الشيخ د.باسل الصباح على هامش افتتاح المؤتمر العالمي للمنظمة الإسلامية للعلوم الطبية الذي أقيم برعاية سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد، وجاء تحت عنوان «الوثيقة الإسلامية لأخلاقيات العاملين في الخدمات الصحية» وتنظمه المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية بالتعاون مع مجمع الفقه الإسلامي بجدة والمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية وجائزة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم في الفترة من 15 إلى 17 الجاري في فندق ملينيوم.
وقال الشيخ د.باسل الصباح ان المؤتمر يجمع فقهاء وأطباء تحت سقف واحد، بهدف تسليط الضوء على ابرز التحديات التي تواجه الطواقم الطبية، وتعتبر أفكاره تجسيدا للعمل الجماعي للفريق الصحي بشكل عام، دون تفرقة بين أي من أعضائه العاملين، مؤكدا انه يطرح مواضيع مهمة تثري المسيرة الصحية بأسلوب أخلاقي سليم مستمد من الدين الإسلامي الحنيف.
وأكد الوزير في كلمته ان المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية قدمت صورة رائعة للعالم عن إمكانية احتواء الإسلام لكل المستجدات وبتها في المشكلات التي عجز الغرب حتى يومنا هذا عن إصدار قرار حتمي فيها لعدم وجود نصوص لهم، مشيرا الى ريادة المنظمة في إنجازاتها ومتابعتها جميع المستجدات التي ظهرت في العالم وتدارسها بأسلوب علمي واقعي يتماشى مع واقعنا في الدول العربية والإسلامية، موضحا أن هناك العديد من الأمثلة التي استطاعت المنظمة بطريقتها الفريدة في الجمع بين الأطباء والفقهاء والمستقلين بالفلسفة وعلم الاجتماع أن تصدر فيها توصيات لها سندها القوي.
كما لفت الى ان كل هذا وضع المنظمة على ثغر مهم، إذ أثبتت أن الإسلام يصلح لكل زمان ومكان فنالت احترام المنظمات العالمية فتم اختيارها عضوا فيها، لافتا إلى أنه ليس من السهل أن تقبل تلك المنظمات اي منظمة الا بعد مراقبتها عن قرب وتفحص توصياتها، مشيرا إلى أنها تعد مرجعا أساسيا في مجال الأخلاقيات الصحية.
وقال وزير الصحة: من المؤسف أننا فقدنا رمزا وطنيا رائعا، حيث خلت القاعة اليوم من المرحوم د.عبدالرحمن العوضي صاحب فكرة إنشاء المنظمة ودعمها ومؤسسها، ولطالما كان أول المستقبلين لزواره، لافتا إلى أنه ترك بصماته الواضحة على المجال الصحي واستمرت حتى يومنا هذا، نرى أثرها الذي امتد إلى سائر أنحاء الكويت، كما قدم مبادرات كثيرة في مجالات عديدة كانت لها صداها، وانعكس ذلك على الكويت وسائر الدول الإسلامية.
وأكد أن فكرة المؤتمر تجسد العمل الجماعي للفريق الصحي دون تفرقة بين أي من أعضائه العاملين، ويطرح موضوعات مهمة تثري المسيرة الصحية بأسلوب أخلاقي سليم مستمد من ديننا الإسلامي.
من جانبه، قال رئيس اللجنة العليا المنظمة للمؤتمر د.محمد الجارالله ان المؤتمر يشهد مناقشة ابرز التحديات التي تواجه الأطباء خلال عملهم وإجرائهم العمليات بهدف تزويدهم بالآراء الصحيحة المستمدة من الشريعة الاسلامية، خاصة فيما يتعلق بنقل الأعضاء والاستنساخ والموت الرحيم وغيرها من القضايا المطروحة مؤخرا.
وأشار إلى أن المؤتمر يركز على ضرورة إلمام الطواقم الطبية والهيئات التمريضية بالآراء الصحية السليمة، بينها المحافظة على السرية وخصوصية المريض، وواجب الفريق الصحي تجاه المعاقين والمرضى النفسيين والمجتمع والمؤسسة التي يعمل بها، مع الالمام بمستجدات الفقه في الطب الحديث.
وبين الجارالله ان المؤتمر يقام ضمن اطار أهداف المنظمة الاسلامية للعلوم الطبية التي انشئت عام 1984 بالكويت بهدف احياء تعاليم الدين الاسلامي المتعلقة بالممارسات الطبية، والجمع بين الاطباء والفقهاء لتكوين رأي شرعي موحد حول القضايا التي تطرح في المجال الطبي، فضلا عن تحديد اسلوب وخصاص البحث الطبي الحيوي واخلاقياته، واحياء التراث الاسلامي الزاخر، مبينا انها تتعاون مع منظمة الصحة العالمية والازهر الشريف واليونسكو وغيرها من الجهات.
وأضاف: إن العمل الصحي لم يعد مقتصرا على فئة واحدة بل أصبح أمرا جماعيا، لافتا الى ان على الجميع أن يراعي القواعد العامة للممارسات الصحية من السرية والخصوصية والإذن الحر المستنير وإدخال البيانات في الحاسب الآلي وغير ذلك مما يمكن أن يثير مخاوف سنتعامل معها أثناء مناقشة أعمال الوثيقة.
وقال الجارالله: ان المنظمة رأت أن تقوم بإعداد الوثيقة داخليا ومراجعتها مرات عدة إما بالإضافة أو الحذف أو التغيير مع الاستعانة بعديد من المراجع من معظم دول العالم إذ انتقينا منها ما يناسبنا مما لا يتعارض مع ديننا الإسلامي الحنيف ولتأتي الوثيقة متوافقة مع أهداف المنظمة.
وأشاد بما ما أنتجته المنظمة وحاز القبول والإعجاب عند الجميع سواء على المستوى المحلي أو العالمي وذلك بجهد وإخلاص العاملين في المنظمة من مجلس الأمناء إلى اللجنة التنفيذية والأمانة العامة التي قامت بجهد متميز واستطاعت أن تقدم عملا متميزا.
كما تضمن المؤتمر كلمة سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي ووزير المالية رئيس جائزة الشيخ حمدان بن راشد للعلوم الطبية في دولة الامارات العربية ألقاها د.أحمد الهاشمي أشاد خلالها بالدور الذي قام به د.عبدالرحمن العوضي تجاه المنظمة، مستذكرا مساهماته الخلاقة في سبيل السعى نحو مشارف القرن الـ 21.
وقال ان المنظمة خطت خطوات كبيرة في عهده وحققت اكبر فائدة لجميع العاملين في المجال الطبي في الامور والمسائل التي يحتاجها الطبيب المسلم بين الحلال والحرام في الممارسات الطبية واصدار التشريعات الفقهية من قبل علماء الطب والشريعة.
واوضح ان ديننا حث على الاخلاق الحميدة في جميع المعاملات والارتقاء بالعمل وحفظ الامانة وحسن التعامل واحترام كرامة الانسان وخصوصيته بغض النظر عن اعتبارات العرق والدين والخلفية الثقافية، لافتا الى ان هذه الصفات يجب ان تترجم الى عمل يتحلى به جميع القائمين على تقديم الخدمات الطبية.
وأكد أن الوعي بالجوانب الأخلاقية للعاملين في الطب والخدمات الصحية يشكل عنصرا مهما من عناصر الارتقاء بمستوى الرعاية الصحية وهو ما تؤكده قيم ديننا الإسلامي والتراث والمزيج الثقافي لمجتمعنا العربي والأسس العالمية المتعارف عليها في هذا المجال لكى يكفل احترام جميع حقوق المرضى.