بلقيس خليفة: أنا مع الانسان حيثما كان، مع الحرية، مع الحب، وضد التمييز والاستغلال والاستعباد.

النشرة الدولية – حاورها طلال السكر –

تقول الأديبة التونسية بلقيس خليفة، أن عائلتها قدمت لها الدعم، حتى وصلت الى ما هي عليه الآن.

وتصيف، احب الصالونات الثقافية رغم أني لا أرتادها كثيرا، أحب أي احتفاء بالكتاب مهما كان شكل الاحتفاء  وان كنت أرى في هذه المواعيد الثقافية  أحيانا خدمة لمصالح بعض على حساب بعض.

النشرة الدولية اجرت معها هذا الحوار

من هي الأديبة بلقيس خليفة؟

هي كاتبة من تونس، أصيلة ولاية صفاقس، متخرجة من كلية الآداب والعلوم الانسانية  شعبة الاداب واللغة والحضارة العرية

متى بدأت بلقيس الكتابة؟

بدأت الكتابة منذ سنوات مبكرة جدا، لكني لم أعلن عن نفسي وعن نصوصي إلا في الجامعة.

كيف ساهمت سنوات النشأة الأولى في تشكيل وعيك الثقافي وذائقتك الإبداعية؟

ولدت لأم ابنة مناضل حمل السلاح ضد الاستعمار الفرنسي وهو المرحوم صالح بوحاجب ومن أب فقد بصره في سنوات شبابه الأولى فواصل تعليمه بطريقة البراي وخط  طريقه بنجاح في الحياة رغم الصعوبات الكثيرة التي صادفته، عزف عن الصورة واهتم بالمذياع والأخبار العربية وكل ماهو مكتوب وكان يكلفني في الغالب بأن أقرأ له الصحف والكتب  منذ كنت طفلة وذاك ما وطد علاقتي المبكرة بالكتابة والقراءة، وما جعلني أتبنى ما كان يعتنقه والدي من أفكار عروبية واشتراكية

فضلا عن أن عائلتي لوالدي (عمي تحديدا وابن عمتي) كان مهتمين بالقضايا العربية وبالقضية الفسطينية بشكل خاص، وقد زرعا هذا في وجداني مما شكل وعيي السياسي وحتى الثقافي فأقبلت على قراءة غسان كنفاني ومحمود درويش وفدوى طوقان وجبرا ابراهيم جبرا وعبد الرحمان منيف وأعمال محفوظ في المرحلة الاشتراكية وغيرها ثم طورت قراءاتي تدريجيا.

من كان يدعم ويؤازر بلقيس حتى وصلت الى ما انتِ عليه الآن؟

والدي كان يدعمني دائما ومازال ولم يكف يوما عن دعمي، بالاضافة إلى أمي وان بدرجة أقل وأختي جيهان التي تعتبر أكثر قرائي وفاء واهتماما، دون أن أنسى أساتذتي بالجامعة مثل الأساتذة عامر الحلواني ومحيي الدين حمدي والاستاذ أحمد السماوي.

والكتاب العرب وخاصة الكاتب العراقي عبد الرحمان مجيد الربيعي والكتاب التونسيين من أمثال فاطمة بن محمود ومحمد عيسى المؤدب والكاتب لسعد بن حسين.

هل للصالونات الثقافية أهمية في زمننا الحالي؟

أنا شخصيا احب الصالونات الثقافية رغم أني لا أرتادها كثيرا، أحب أي احتفاء بالكتاب مهما كان شكل الاحتفاء  وان كنت أرى في هذه المواعيد الثقافية  أحيانا خدمة لمصالح بعض على حساب بعض وإعلاء لأسماء على حساب أسماء، وتبدو في غالب الأوقات محكومة بولاءات شخصية ومواقف ذاتية قد تقصي أقلام جيدة تستحق الظهور.

ما الرسائل التي تحملها مقالاتك؟

أنا مع الانسان حيثما كان، مع الحرية، مع الحب، وضد التمييز والاستغلال والاستعباد.

ما المواصفات الواجب توافرها في الأديب؟

على الأديب أن يقرأ …يقرأ أكثر مما يكتب، من لا يقرأ لا يمكن أن يكتب نصا جيدا، وعليه أن يتواضع، ويدرك أنه لا ينافس أحدا سوى ذاته.

هل تعترضين على نجومية بعض الشعراء والكتاب؟  

لا أعترض على نجومية أحد ولكني أعترض على النفخ في البالونات الفارغة، أعترض على الاحتفاء بنصوص رديئة لمجرد أن أصحابها شخصيات مهمة أولها شهائد علمية معينة.

متى بدأتِ تتعرّفين على النصوص والتجارب الأدبية الحديثة؟

أعتبر نفسي من المواكبين للتجارب الأدبية بحكم اختصاصي في الدراسة وبحكم شغفي المتجدد بالقراءة.

كم تمنحكِ أو منحتكِ الحريّة في صوغ النصّ، في كتابة النصّ؟

منحتني الحرية مجموعتي القصصية الثانية ابتسم انها تمطر التي حطمت فيها كل أقانيمي وأنجزت فيها ثورتي الداخلية

تجربة ندمت عليها؟

التعجل في اصدار المجموعة الثانية في إخراج ظلمها وظلمني.

ماذا تعني لك المفردات التالية: المرأة، الرجل، الأرض، الحب؟

المرأة: الحياة

الرجل: الأنانية

الأرض: الأصل

الحب: الحلم

ما هي اللغات التي تجيدينها إضافة للعربية؟

أجيد الفرنسية وبدرجة أقل الانجليزية

هل فكرت في الكتابة بغير العربية للتواصل مع قارئ من ثقافة مغايرة؟

لا لم أفكر، أفضل أن أكتب بالعربية وأجري الحوار باللهجة المحلية، أحب أن يبذل الآخر مجهودا ليتعرف إلى ثقافتي، الكتابة بلغة أخرى غير العربية سيفقدني الكثير من خصوصيتي وتونسيتي ..

ما المحرّك الأكبر في أعمالك الإبداعيّة؟

الوجع

ما هو الحلم الدّائم الذي يداعبك في رواياتك جميعها؟

الانتصار …الانتصار على كل شيء… على الضعف… على العجز… على المرض …على الفقر على الظلم …على القهر… على الاحتلال…

هناك اتّجاه إلى تداخل الأجناس الإبداعيّة في المنتج الإبداعيّ العربيّ. فكيف ترين ذلك؟

انا مع هذا التداخل ومع التجريب وسيكتشف القراء في روايتي القادمة تداخلا جريئا بين الأجناس.

ما رأيك بخارطة الجوائز الإبداعية العربيّة؟

الجوائز الحالية مهمة ومحفزة جدا وساهمت في تنشيط الحركة الابداعية وفي التعريف بعدة أسماء عربية وفي الاطلاع على عدة نصوص جريئة ومختلفة تنقل واقعا لا يشبه واقعا آخر في الغالب وتعرض قضايا قد لا تخطر على بال من لم يكن من بلد صاحب النص ولكن أغلبها تدعمها الدول النفطية الغنية ما عدا جائزة الطيب صالح طبعا، لكني بصراحة كنت أتمنى جائزة مغاربية كبيرة في الابداع لم توجد بعد للأسف، لتوسيع دائرة التثاقف والالتقاء والتنافس الجميل.

ماذا تقرأ بلقيس خليفة؟ ولمن تقرأ؟ ومن هم الكتّاب والرّوائيون الذين أثّروا في توجّهها الأدبيّ؟

أقرأ الروايات والقصص القصيرة وبدرجة أقل نسبيا الشعر، أقرأ للكتاب العرب رواد الرواية المعروفين ومن تلاهم مثل نجيب محفوظ وحنا مينة وعبد الرحمان منيف وجبرا ابراهيم جيرا وغيرهم ولأغلب الأسماء العربية التي اشتهرت أخيرا بسبب فوزها في جوائز البوكر أو الشارقة أو كتارا أو للأسماء التي وصلتنا عنها أصداء جيدة كما أقرأ للكتاب التونسين القدامى المعروفين من امثال المسعدي والبشير خريف والمطوي وغيرهم من الجدد وهم كثيرون … وذوي تجارب متنوعة وثرية ومختلفة..

بالإضافة إلى الأدب العالمي في أقدم أعماله وأشهرها من أمثال أعمال تولستوي وديستوفسكي ثم لاحقا أعمال كازانزاكي وماركيز وأمادو  وفيما راج في السنوات الأخيرة من أعمال لسراماغو وكونديرا وموراكي وافونسو كروش و غيرهم…

وعموما تأثرت بدرجة كبيرة بالكاتب التركي عزيز نيسين وبالكاتب البرازيلي جورج أمادو.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى