منظمة الصحة العالمية: المعركة ضد كورونا في أوروبا لا تزال بعيدة عن النهاية
النشرة الدولية –
أكدت منظمة الصحة العالمية أن المعركة ضد فيروس كورونا المستجد في أوروبا لا تزال بعيدة عن النهاية، وحذرت حكومات دول المنطقة من الاستعجال في تخفيف الإجراءات المفروضة لردع الوباء.
وصرح مدير الفرع الأوروبي للمنظمة، هانس كلوغي، أثناء موجز صحفي عقده، الأربعاء، من العاصمة الدنماركية كوبنهاغن، بأن الارتفاع الدراماتيكي في عدد الإصابات بالفيروس المعروف بـ»كوفيد-19» في الولايات المتحدة يجب ألا يصرف النظر عما لا يزال «وضعا مقلقا للغاية» في القارة العجوز.
وتابع: «لا يزال أمامنا طريق طويل في هذا الماراثون، والتقدم الذي أحرزناه في المعركة ضد الفيروس هش للغاية، ومن الخطير الاعتقاد أننا نقترب من نقطة النهاية، والعدوى لا تترك مجالا للأخطاء أو الرضا على النفس».
ودعا كلوغي الدول الأوروبية إلى الاستمرار في توخي الحذر والحيطة، لافتا إلى أن بعض دول القارة تشهد حاليا ارتفاعا حادا في عدد الإصابات، أو موجة جديدة من الوباء.
ونصح كلوغي الدول الأوروبية بإجراء «دراسة دقيقة جدا» قبل المضي في تخفيف الإجراءات التي اتخذتها بغية السيطرة على تفشي الفيروس، بما في ذلك تعليق عمل المدارس والمشاريع وإجراءات التباعد الاجتماعي. وتابع: «يتطلع كثيرون منا إلى الاحتفال بعيد الفصح مع تحسن الطقس، لكن الوقت الحالي ليس مناسبا لخفض مستوى الحذر، وعلينا الاستمرار في المضي قدما».
من جانبه، تطرق كبير مستشاري الأمين العام للمنظمة، بروس أيلوارد، إلى الوضع في إسبانيا التي تحتل المرتبة الثانية بعد إيطاليا في قائمة الدول الأكثر تضررا بالوباء في العالم من حيث عدد الوفيات. وقال أيلوارد الذي عاد مؤخرا من إسبانيا إنه من السابق لأوانه الحديث عن أي تفاؤل بشأن الوضع في هذا البلد، مقرا في الوقت نفسه بأن وتيرة الجائحة هناك تنخفض تدريجيا.
وبلغ عدد الإصابات بفيروس كورونا حول العالم، أمس الأربعاء، مليون و434 ألف و353 شخص. وبحسب موقع «Worldometer» الإلكتروني المتخصص في تحديث المعطيات الخاصة بالفيروس، وصلت حصيلة الوفيات حول العالم إلى 82 ألفا و148. ووفقا لمعطيات الموقع، تصدرت الولايات المتحدة الأمريكية بلدان العالم، مسجلة 400 ألفا و546 إصابة، تلتها إسبانيا بـ141 ألف و943 إصابة. وجاءت إيطاليا في المرتبة الثالثة مسجلة 135 ألفا و586 إصابة، ثم فرنسا بـ109 آلاف و069 إصابة. وجاءت ألمانيا في المرتبة الخامسة بـ 107 آلاف و663 إصابة، ثم الصين بالمرتبة السادسة مسجلة 81 ألف و802 إصابة. ثم إيران 62 ألفا و589 إصابة، وبريطانيا 55 ألفا و242 إصابة، وتركيا بـ34 ألفا و109 إصابات.
وبحسب الموقع، تصدرت إيطاليا بقية البلدان من حيث عدد الوفيات، مسجلة 17 ألفا و127 وفاة، تلتها إسبانيا بـ14ألفا و45، ثم الولايات المتحدة 12 ألفا و857. وجاءت فرنسا في المرتبة الرابعة بـ 10 آلاف و328، ثم إيران بـ 3 آلاف و872.
وأفادت السلطات الصحية البريطانية، أمس الأربعاء، بتسجيل 828 وفاة جديدة بفيروس كورونا في مستشفيات إنجلترا، ليرتفع العدد الإجمالي للوفيات إلى 6483 حالة. وقالت هيئة الصحة الوطنية إن 46 من بين 828 حالة وفاة جديدة لم يكن أصحابها يعانون من أمراض سابقة، كما تتراوح أعمارهم بين 35 و96 سنة.
وتدخل المملكة المتحدة ما قال الباحثون إنها المرحلة الأشد فتكا في التفشي، كما تشهد جدلا حول مسألة متى يتم رفع إجراءات العزل العام. وحتى صباح أمس الأربعاء، تجاوز عدد مصابي كورونا حول العالم مليونا و444 ألفا، توفي منهم أكثر من 83 ألفا، فيما تعافى ما يزيد على 309 آلاف.
واستبعد عمدة لندن، صادق خان، أمس الأربعاء، أن تنتهي في المستقبل القريب إجراءات العزل التي تطبقها البلاد لمنع انتشار فيروس كورونا المستجد. وقال خان خلال مقابلة أذيعت على إذاعة «بي بي سي» ردا على سؤال عما إذا كان يجب رفع الإغلاق يوم الاثنين المقبل، قال العمدة: «أعتقد أننا لم نعد قريبين من رفع الإغلاق.. نعتقد أن الذروة، وهي أسوأ جزء من الفيروس، ربما لا تزال على بعد أسبوع ونصف».
وسبق أن قال مستشار حكومي بريطاني بارز إن الحكومة لن تخفف إجراءات العزل المنزلي العام الصارمة حتى نهاية مايو المقبل، إلا بعد أن يتباطأ انتشار فيروس كورونا أولا، وتقوم بإجراء فحوص مكثفة للسكان. وبلغ إجمالي الإصابات بالفيروس في عموم بريطانيا الثلاثاء 55242، والوفيات 6159.
وأعلنت السلطات الألمانية، أمس الأربعاء، ارتفاع حصيلة الوفيات بفيروس كورونا إلى 2015، إثر تسجيل 207 حالات خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. ووفقا لبيانات وزارات الصحة في مقاطعات البلاد، بلغ إجمالي الإصابات 107 آلاف و659، إثر تسجيل 4 آلاف و284 حالة خلال المدة نفسها. وذكرت البيانات، أن إجمالي الأشخاص المتعافين عقب تلقي الرعاية الصحية في المستشفيات بلغ 33 ألفا و300. وتصدرت مقاطعة بافاريا الحصيلة، مسجلة 27 ألفا و775 إصابة، و550 وفاة. تلتها شمال الراين وستفاليا بـ22 ألفا و702 إصابة، و405 وفيات، ثم بادن فورتمبيرغ 22 ألفا و195 إصابة، و507 وفيات.
وارتفعت حصيلة إصابات فيروس كورونا في بلجيكا، إلى 23 ألفا و403، إثر تسجيل 1209 إصابة في الساعات الـ24 الماضية. وذكر «مركز الأزمة» البلجيكي الخاص بمكافحة كورونا، في بيان الأربعاء، أن الوفيات جراء الفيروس بلغت 2240، عقب تسجيل 205 وفيات.
وأوضح البيان، أن 487 شخصا دخلوا المستشفى في الساعات الـ24 الماضية، ليرفع عدد المرضى في المستشفيات إلى 6 آلاف و499 مريضا. وأشار أن إجمالي عدد المرضى في العناية المركزة بلغ 1276.
إلى ذلك، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الدولة بدأت تدخل مرحلة حرجة في معركتها ضد الفيروس، مقترحا على حكام أقاليم البلاد سلسلة إجراءات يجب اتخاذها في سبيل محاربة الوباء.
وشدد بوتين، في كلمة ألقاها في مستهل اجتماع افتراضي عقده مع حكام الأقاليم وكبار المسؤولين الحكوميين، على أن أهم أولويات الحكومة تكمن حاليا في مكافحة تفشي الفيروس وحماية صحة وحياة المواطنين وضمان استدامة الاقتصاد والحفاظ على وظائف وأرباح الناس. وطالب الرئيس سلطات جميع الأقاليم بالتركيز برفع مستوى استعداد المؤسسات الطبية وزيادة طاقاتها وقدراتها في وجه كورونا.
في موضوع آخر، انتقدت منظمة الصحة العالمية أمس الأربعاء خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتعليق مساهمات حكومة الولايات المتحدة إلى ميزانيتها على خلفية أزمة تفشي فيروس كورونا المستجد “كوفيد-19”.
وقال مدير الفرع الأوروبي للمنظمة التابعة للأمم المتحدة، هانس كلوغي، أثناء موجز صحفي عقده أمس الأربعاء، ردا على سؤال عن تعليقات ترامب الأخيرة بهذا الشأن: “لا نزال نواجه حتى الآن مرحلة حادة من الجائحة، وهذا الوقت ليس مناسبا لخفض التمويل”.
من جانبه، دافع كبير مستشاري الأمين العام للمنظمة، بروس أيلوارد، عن علاقات المنظمة مع الصين، ورفض اتهامات ترامب بانحياز “الصحة العالمية” لبكين. وأوضح المسؤول أن التعاون مع الصين بغية “الوصول إلى كل ما يمكن” في المراحل المبكرة من الجائحة كان يحظى بأهمية حرجة، بغية دراسة الفيروس الجديد الذي بدأ تفشيه في العالم من مدينة ووهان الصينية أواخر ديسمبر الماضي. وتابع: “هذا ما فعلناه مع كل دولة متضررة أخرى مثل إسبانيا، ولم يكن هناك أي شيء استثنائي في تعاملنا مع الصين”. كما دافع أيلوارد عن التوصيات التي قدمتها المنظمة إلى الإدارة الأمريكية بترك الحدود مفتوحة مع الصين (والتي استدعت انتقادات شديدة من قبل ترامب)، مشيرا إلى أن السلطات الصينية كانت تعمل بدأب على تحديد جميع حالات الإصابة وقائمة اتصالاتها بغية منع انتشار الفيروس إلى خارج حدود البلاد.