الأمين العام يجدد دعوته لوقف إطلاق نار عالمي، وتقديم التمويل لمساعدة الضعفاء والتعافي بصورة أفضل من كوفيد -19
الأمم المتحدة – النشرة الدولية –
أكد الأمين العام للأمم المتحدة على أن استمرار ارتفاع انعدام الثقة بين الأطراف المتنازعة، جعل من الصعب الانتقال إلى مرحلة التنفيذ لدعوته التي أطلقها في 23 مارس الماضي، والتي ناشد خلالها العالم بوقف إطلاق النار وصب كل الجهود لمواجهة العدو المشترك المتمثل بوباء كوفيد-19.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده الأمين العام اليوم الخميس عبر تقنية الفيديو، أوضح خلاله بأن ممثلي ومبعوثي الأمم المتحدة يعملون بلا كلل لتحويل النوايا المعلنة إلى وقف فعّال لإطلاق النار.
وقد أعرب الأمين العام في بداية المؤتمر، عن حزنه إزاء فقدان الأرواح بسبب استمرار جائحة كـوفيد-19 لمسارها المدمر، مما أسفر حتى اليوم عن وفاة ما يزيد عن 200 ألف شخص حول العالم، وحذر من استمرار انتشار الوباء في المناطق الأقل قدرة على التعامل مع المرض.
ونوه إلى أنه ومنذ ظهور الفيروس، حشدت الأمم المتحدة كل الهمم المتاحة بالكامل لإنقاذ الأرواح ودرء المجاعات وتخفيف الألم والتخطيط للتعافي من المرض، وذلك في وقت واصلت فيه أيضا دعوتها للمجتمع الدولي إلى التضامن والوحدة والأمل.
وناشد الأمين العام خلال مؤتمره الصحفي إلى تمويل خطة الاستجابة الإنسانية العالمية بقيمة 2 مليار دولار بالكامل لمساعدة أكثر المجتمعات ضعفا، من بينهم اللاجئون والنازحون داخليا، وتعهد المانحين بتقديم مليار دولار.
وقال “يجب أن يكون اللقاح ضد المرض والعلاج متاحا للجميع في كل مكان، ودعا المانحين إلى المساعدة في بدء هذا الجهد بمساهمات سخية في قمة إعلان التبرعات التي ستُعقد يوم الاثنين في بروكسل”.
وحول الأوضاع في سوريا قال الأمين العام “لا يزال وقف إطلاق النار في إدلب صامدا، لكننا لا نزال نأمل في إنهاء الأعمال العدائية في عموم البلاد.
وحول تطورات المسألة الليبية، عبر عن قلقه إزاء استمرار التصعيد المتواصل في طرابلس على الرغم من جميع الجهود التي بذلتها الأمم المتحدة والعديد من الأطراف الأخرى في المجتمع الدولي. وقال “إن تصريحات الأمس تمنح بصيص من الأمل بأن وقف الأعمال العدائية في ليبيا لا يزال ممكنا”.
وبشأن المسألة اليمنية، أعرب الأمين العام عن اعتقاده بأن فرصة السلام لا تزال قائمة، ونوه إلى إعراب جميع الأطراف عن دعمها لندائه وقف إطلاق النار، لافتا إلى مبادرة المملكة العربية السعودية القاضية بالوقف المؤقت لإطلاق النار أحادي الجانب، وقال “نحن نشارك بنشاط مع جميع الأطراف والجهات الفاعلة الإقليمية والعالمية الرئيسية بهدف تحقيق الوقف الدائم لإطلاق النار، وطائفة من التدابير الأخرى التي من شأنها أن تعيد بناء الثقة وإمكانية بدء عملية سياسية”. وأشار إلى أنه مع تسجيل أول حالتي وفاة بكوفيد-19 في اليمن مؤخرا، فإن الوقت قد حان للإقرار بأن الشعب اليمني عانى الكثير.
كما تطرق للوضع في أفغانستان، داعيا إلى بذل المزيد من الضغوطات من أجل التوصل إلى وقف إطلاق نار إنساني بين الحكومة وحركة طالبان.
وأعرب الأمين العام عن أمله في أن يتمكن مجلس الأمن من توحيد جهوده واتخاذ قرارات يمكن أن تساعد في جعل وقف إطلاق النار هادفا حقيقيا.
وتطرق الأمين العام في كلمته للاحتياجات الفورية للأشخاص الذين يواجهون محنة اقتصادية أكثر شدة، في وقت أفادت فيه منظمة العمل الدولية مؤخرا بأن القوى العاملة في العالم ستعاني بما يعادل خسارة أكثر من 300 وظيفة.
كما أثار أيضا وضع ملايين الأطفال حول العالم الذين يواجهون خطر فقدان اللقاحات المنقذة للحياة، حيث تشير التقارير إلى إمكانية أن يضاف 500 مليون شخص إلى براثن الفقر، وهي أول زيادة منذ ثلاثة عقود.
وقال “لا أزال أدافع عن حزمة إغاثة عالمية على الأقل 10% من حجم الاقتصاد العالمي. ويمكن لمعظم البلدان المتقدمة القيام بذلك باستخدام مواردها الخاصة. ولكن الدول النامية تحتاج إلى دعم هائل وعاجل”.
وقد صادق صندوق النقد الدولي حتى الآن على 12.3 مليار دولار لتمويل الطوارئ يقدمها لمجموعة أولى تتكون من 36 دولة نامية من أكثر من 100 دولة طلبت ذلك.
كما دعا الأمين العام خلال مؤتمره الصحفي إلى تمديد تأجيل دفع الديون المستحقة لجميع الدول النامية غير القادرة على سداد الديون، وللعمل نحو اتباع نهج شامل إزاء القضايا الهيكلية في بنيان الدين الدولي، لمنع التخلّف عن السداد والذي يؤدي إلى أزمات مالية واقتصادية طويلة الأمد.
وقال الأمين العام “يمكن أن يساعد التعافي من كوفيد-19 في توجيه العالم إلى مسار أكثر أمانا وصحة وأكثر استدامة وشمولا”.
وشدد على أهمية معالجة نقاط الضعف والتفاوت والثغرات في الحماية الاجتماعية التي كُشف النقاب عنها مؤخرا. وأيضا العمل نحو تعزيز وضع النساء والمساواة بين الجنسين.
وشدد أيضا على أهمية مواصلة جهود التعافي في الأزمة الحالية جنبا إلى جنبا مع العمل المناخي، ودعا الحكومات للتأكد من أن الإنفاق من أجل إنعاش الاقتصادات ينبغي معالجته بإزالة الكربون من جميع جوانب الاقتصاد وإنشاء ما أسماه “بالوظائف الخضراء”.
وأكد على عدم جواز استخدام أموال دافعي الضرائب لدعم الوقود الأحفوري أو إنقاذ الصناعات الملوثة كثيفة الكربون. وطالب جميع الدول، وخاصة تلك المتسببة بأكثر الانبعاثات، بتقديم مساهمات واستراتيجيات محددة وطنيا للوصول إلى صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050.
وأضاف: “الآن هو وقت عقد العزم لهزيمة كوفيد-19، والخروج من هذه الأزمة من خلال بناء عالم أفضل للجميع”.
وردّا على أسئلة الصحفيين بشأن دور المجتمع الدولي المهم في محاربة الجائحة، قال الأمين العام إن المهم أن تجتمع الدول معا وتتغلب القوى الكبرى على المصاعب ليتسنى لمجلس الأمن أن يكون فاعلا أكثر فيما يتعلق بجوانب السلام والأمن المرتبطين بكوفيد-19 والمساعدة في الضغط باتجاه وقف إطلاق النار في العديد من الحالات التي تعاني من انعدام الثقة. وشدد على الحاجة إلى الوحدة والقوة من المجتمع الدولي.