رئيس الوزراء العراقي يثير غضب المتظاهرين بارتدائه سترة “الحشد الشعبي”
النشرة الدولية –
بارتدائه سترة “الحشد الشعبي” العراقي أثار رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي الكثير من الجدل في العراق، هل هي رسالة دعم للميليشيات رغم أنها متورطة في قتل المتظاهرين؟ أم مناورة سياسية للإمساك بالعصى من النصف؟
ويقول مراقبون إن العراقيين يتوقعون – أو يأملون – بموقف أكثر صرامة في هذا الملف، لا أن يضع يده على صدره أمام من يعتقد أنه خليفة أبو مهدي المهندس، وقائد ميليشيا كتائب حزب الله، التي اتهمت الكاظمي صراحة بالتورط في مقتل المهندس وقاسم سليماني.
الصورة التي انتشرت بقوة في مواقع التواصل الاجتماعي، للكاظمي وأبو فدك، عبد العزيز المحمداوي، اعتبرت دليلا على “خضوع الكاظمي” للميليشيات، أو على الأقل “تصالحه” مع نفوذها وفق مراقبين.
رئيس مجلس الوزراء @MAKadhimi يحذر من وجود بعض الأصوات النشاز التي تحاول ايجاد فجوة بين الحشد وبين الدولة، ويؤكد إن هذا التشكيك يجب أن يتوقف، وأن الحشد تأسس استجابة لفتوى المرجعية الدينية ممثلة بالسيد علي السيستاني وأن الانتقاص من شهدائه من قبل أية جهة كانت أمر مرفوض تماماً. pic.twitter.com/pEgnqnJZOG
— المكتب الاعلامي لرئيس الوزراء 🇮🇶 (@IraqiPMO) May 16, 2020
Looks like Kadhimi reassured Mohandes’s replacement Abu Fadak – that all is well.
So much for the “Kataib Hezbollah is against Kadhimi & that’s why he’s strong” narrative
These photos mean something.
Kadhimi looks submissive & intimidated – he looks like he’s in their pocket. pic.twitter.com/sXRFvnNh7Q
— Michael P Pregent (@MPPregent) May 16, 2020
المتظاهرون غاضبون
ويقول ناشطون عراقيون إن لقاء الكاظمي بقادة الميليشيات، في الاجتماع الذي ضم فصائل الحشد الشعبي وممثلين عن المرجعية، هو لقاء بـ”الطرف الثالث” المتهم بقتل المتظاهرين.
وبحسب الناشط في التظاهرات، حسين محمد، فإن “من الغريب أن يجتمع الكاظمي بقتلة المتظاهرين الذين تعهد بإعادة حقوقهم والدفاع عنهم، خاصة وإن الجميع يعرف كيف تورطت الميليشيات بعمليات القمع خلال فترة حكومة عادل عبد المهدي”.
ويقول ناشطون آخرون إنه كان من الأجدى أن يلتقي الكاظمي بالمقاتلين الموجودين على السواتر، بدلا من “المسؤولين عن قتل أكثر من 800” شخص في التظاهرات وإصابة “20 ألفا”، وسجن وتغييب آخرين”.
سيادة الرئيس أذا انت تريد تلقي بالحشد
ف الحشد موجود على الساتر
هذولة الي التقيت بيهم هذولة هم (الطرف الثالث
هذولة هم المسؤولين عن قتل اكثر من 800 شهيد متظاهر واصابه 20 الف
واختطاف المتظاهرين والزج بهم بالسجون السرية (مزرعة شبل الزيدي) وغيرهن
انت تدري لو ما تدري؟#الكاظمي pic.twitter.com/IXRaiPdrZJ— Bahaa mageed (@HNoDRYlyjAEenMQ) May 17, 2020
ويعتبر مؤيدو الميليشيات في العراق فإن الاجتماع يعتبر “نصرا” للأجندة التي تعتبر الميليشيات جزءا لا يتجزأ من الحشد الشعبي، وبالتالي فإن أي محاولة لـ”نزع سلاحها” لن تكون ضمن خطة رئيس الوزراء.
رئيس مجلس الوزراء @MAKadhimi يحذر من وجود بعض الأصوات النشاز التي تحاول ايجاد فجوة بين الحشد وبين الدولة، ويؤكد إن هذا التشكيك يجب أن يتوقف، وأن الحشد تأسس استجابة لفتوى المرجعية الدينية ممثلة بالسيد علي السيستاني وأن الانتقاص من شهدائه من قبل أية جهة كانت أمر مرفوض تماماً. pic.twitter.com/pEgnqnJZOG
— المكتب الاعلامي لرئيس الوزراء 🇮🇶 (@IraqiPMO) May 16, 2020
ويقول الصحفي العراقي مصطفى ناصر إن في الاجتماع علامات على عمق الخلاف في داخل الهيئة ” بين الحشد الشعبي التابع للسيستاني وبين الفصائل المسلحة التي تمتلك النفوذ الأكبر داخل الحشد”.
على الجانب الايمن حشد المرجعية.
على الجانب الايسر ماعرف لهم تسمية، باعتبار ان صاحب الفتوى المرجع السيستاني يمثله الجانب الايمن.بعيدا عن ذلك ..
الصورة تبين عمق الخلاف في داخل الهيئة وعدم مقدرة الفياض على احتوائها.هذا تحدي الكاظمي الاخر.. هل ينجح بازاحة الفياض لترميم الهيئة؟ pic.twitter.com/jWTh1jbSza
— mustafa nasser (@mustafanasser4) May 16, 2020
اللعب على الخلافات؟
ويقول المراقب لشؤون الجماعات المسلحة في العراق سنان إسماعيل إن “الخلافات داخل الحشد الشعبي هي حقيقة واقعة خاصة في الفترة الأخيرة بعد إعلان الفصائل التابعة للمرجعية الانفصال عن هيئة الحشد”.
ويضيف إسماعيل لموقع “الحرة” أن “جهود قادة الحشد مثل هادي العامري لرأب الصدع لم تتكلل بالنجاح حتى بعد اجتماعه الأخير مع وكيل مرجعية السيستاني لمحاولة إرجاع فصائل المرجعية إلى الهيئة، واستعادة الشرعية التي كان يمنحها وجود تلك الفصائل لعموم ألوية الحشد بضمنها تلك الخاضعة لنفوذ إيران”.
ويقول إسماعيل إن “الصورة التي يظهر فيها قادة الميليشيات يظهر فيها أيضا قادة فصائل المرجعية، وهذا يعتبر تعزيزا كبيرا لتلك الفصائل في مواجهة نفوذ الميليشيات”.
وبحسب مصادر مطلعة تحدثت لموقع “الحرة” فإن الخلافات بين الجانبين لم تناقش بشكل كبير في الاجتماع، لكن رئيس الوزراء أكد على ضرورة وحدة “الحشد” وأن يكون قراره عراقيا ويعمل لخدمة العراق.
مع هذا، بحسب تلك المصادر، فإن مسألة نزع سلاح الميليشيات لم تناقش أيضا في الاجتماع، كما لم يناقش دمجها بشكل كلي ضمن هيئة الحشد.
ويقول الصحفي العراقي حسن الوزان لموقع “الحرة” إن “رئيس الوزراء تعهد بحصر السلاح بيد الدولة، وهذا الوعد يمكن تحقيقه بطرق عدة”، بحسب الوزان الذي أضاف “في حال دمجت الميليشيات في الحشد الشعبي فإن هذا يعتبر ولو نظريا حصرا لسلاحها بيد الدولة”.
وفي مسألة حساسة مثل موضوع سلاح الميليشيات فإن “من الحكمة التعامل بالتدريج وعدم استعدائها بشكل مباشر وفوري”، كما يقول الوزان مضيفا أن “حشد المرجعية ورقة هامة بيد رئيس الوزراء مقابل الميليشيات، وتعزيز قوتها سيأخذ من قوة تلك الميليشيات بشكل كبير، مما سيجعلها أكثر خضوعا للقرار الرسمي”.