هل أعد الغرب مصيدة للجيش المصري في ليبيا..؟!!* صالح الراشد

النشرة الدولية –

أنهت الولايات المتحدة وأوروبا الجيش العراقي من الوجود، وأنهكت الجيش السوري بإرهاب عابر للحدود، وفتحت الطريق للجيش السعودي لخوض حرب دون مردود، واليوم تسعى لزج الجيش المصري في المستنقع الليبي تحت شعار طرد الغازي التركي الذي تعتبره غالبية الدول العربية العدو اللدود، واذا نجحت واشنطن وحلفائها في صناعة مواجهة عسكرية مصرية تركية على الأراضي الليبية فإن المستقبل العسكري للجيش المصري سيكون غير معلوم، فتركيا دخلت بغطاء أوروبي أمريكي لحماية الحكومة الشرعية “حسب الأمم المتحدة”،  وبالتالي فإن تدخلها لدى الغرب يعتبر شرعي، وهذا يعني أنها قد تقف في صف الغازي التركي لا سيما أنه عضو في حلف الناتو، وأصبحت تركيا اليوم تشكل رأس حربته في الدفاع عن مصالح دول الحلف في الشرق الأوسط،  لذا تدخل لإطالة أمد الحرب في سوريا وليبيا والغاية واضحة جلية لإنهاك الدولتين حتى لا يبقى فيهما مؤسسة أو مشروع قائم إضافة إلى تدمير البنية التحتية، لتكون دول الغرب الرابحة بعد زراعة عملاء للسيطرة على إقتصاد ليبيا وسوريا كما فعلت من قبل بالعراق ثم نهب خيرات البلدين ومنح شركاتها أولوية إعادة الإعمار.

ان الشراكة الأمريكية الأوروبية التركية تجعلنا نشكك في نوايا الغرب، لذا فإنني أعتقد أن ما يجري هو محاولة لجر الجيش المصري العظيم لمعركة لا رابح فيها، بل ستشكل إنهاك للقوات المتقاتله، والذي يجعلنا نشكك في هذه النوايا الرسائل الإعلامية العفنة التي يروج لها المرجفون في الأرض من إعلاميي الظلام، حيث يركزون على أن الجيش المصري غير قادر على هزيمة تركيا في ليبيا، والغاية جعل المصريين يتسرعون في قرار خوض الحرب دون حساب الخسائر المتوقعة والتي أبرزها تراجع القوة العسكرية في حال تدخل الناتو لصالح الشريك التركي، وفي هذه الحالة سيكون الكيان الصهيوني المحتل للأراضي الفلسطينية هو الرابح الأبرز ،  فيما تخسر فلسطين قوة عسكرية ضخمة تشكل مع الجيش الأردني الحُلم الأخير بالتحرير.

لقد نفذت الولايات المتحدة وأوروبا مخططها العسكري بإضعاف الجيوش العربية بكل حرفية، فأنهت القوة العراقية بتهمة إمتلاك أسلحة الدمار الشامل التي ظهر كذبها، وبعد ذلك ركزت على إضعاف الجيش السوري بزيادة أمد الحرب بإدخال ثلاثمائة ألف مرتزق اإلى سوريا، وعندما إقترب الجيش السوري وبمساعدة روسية إيرانية من حسم المعركة تدخلت تركيا بكل قوتها وخباثتها لإشعال فتيل الحرب من جديد، وتكرر المشهد مع الجيش السعودي في اليمن حيث تدخلت إيران كقوة إقليمية لإطالة الحرب التي كان من المتوقع أن تنتهي خلال أشهر، وهذا السيناريو سيتكرر مع الجيش المصري في حال تدخله في ليبيا، حيث ستقوم الدول الأوروبية والولايات المتحدة والكيان الصهيوني بدعم الإرهابين لتشتيت الجهد المصري ومحاولة إضعاف قدرات الجيش.

نتوقع من مصر ذات الفكر الراشد والقادرة على معرفة مكامن الخطورة من المشاركة في حرب دون تفويض دولي، أن لا تُسارع للزج بجنودها في مستنقع دموي قد يكون مرسوم بدقة لإغراق جيشها في بحر من الدماء، وبالتالي على الحكومة والإعلام المصري أن يتعاملوا مع الحدث بحرفية عالية وبُعد نظر،  وأن لا يؤججوا مشاعر الشعب رغبة في الحرب، وعليهم أن يدرسوا الموقف بكل دقة وعناية لأن هناك قضايا مصيرية تنتظر المصريين وأهمها سد النهضة المدعوم صهيونياً، والنهضة الإقتصادية التي أطلقتها الدولة ويتوقع الخبراء أن تنقل مصر لموقع إقتصادي عالمي متقدم وهذا ما يُرعب دول القارة العجوز والكيان الصهيوني والولايات المتحدة ، لذا لا أتمنى على الدولة المصرية أن تفتح عليها عدة جبهات في وقت واحد حتى لا يتأثر  جيشها الأقوى في افريقيا والمنطقة ، ومصر  تضم بين جنباتها العديد من الخبراء والحكماء القادرين على رسم طريق الأمان والإنتصار في قضايا الشعب المصري ثم الأمة العربية دون أن يتضرر الجيش والإقتصاد والشعب وهذا ما يُريده كل عربي حُر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button