كورونا مؤامرة أمريكية.. والعالم سيصبح طوع واشنطن ..!!* صالح الراشد

النشرة الدولية –

ستتحكم الولايات المتحدة الأمريكية في العالم أجمع دون ان تُطلق رصاصة واحدة، بل سيأتيها العالم راغباً طائعاً حتى يبقى على قيد الحياة، فواشنطن أجادت إستغلال جائحة كورونا أو خططت مسبقاً لنشر الوباء للتحكم بالعالم بطريقة سهلة سلسة لا يشعر بها العالم، وهذا يجعلنا ندرك حجم خطورة المفكرين وقادة الولايات المتحدة، وأيضاً خطورة رأس المال الذي يملك العديد من شركات العالم من أدوية وسلاح ونفط وأسوق المال، ويبدو أن هذه جميعاً لم تمنحهم السلطة المطلقة ليخططوا للسيطرة على جميع خدمات وصناعات العالم.

فجائحة كورونا ساهتمت في إلحاق أضرار بليغة في الإقتصاد العالمي، حيث تجاوز المبلغ الأربعة ترليون دولار وهذا الرقم ليست ثابتاً، فكلما زاد تأثير الوباء ستتزايد الخسائر لا سيما في ظل وجود موجة ثانية من الوباء يعتبرها خبراء الصحة أخطر من سابقتها، وبالتالي فإن كلفة الإقتصاد العالمي بسبب الجائحة قد يصل إلى أكثر من ستة ترليون دولار،  بسبب  فقدان فرص العمل والرعاية الصحية وزيادة كلفة تداعيات الوباء وبالذات في مجال السياحة والرحلات الجوية والطاقة والصناعة، وتأتي هذه الخسائر بسبب ترابط وتشابك الإقتصاد بين الدول.

 

في المقابل فإن الولايات المتحدة صاحبة الناتج القومي الأضخم في العالم وحتى تحافظ على قدراتها، قامت بضخ حوالي ثلاثة ترليون دولار في المرحلة الأولى، ويتوقع أن يتم ضخ ملبغ آخر، وبالتالي فإن مجموع المبالغ المتوقع أن تضخها الولايات المتحدة الأمريكية قد يفوق الستة ترليون دولار، وهذا يفوق الناتج القومي العربي بضعفين ويعادل ثلث الناتج القومي الأوروبي ، وأقل من نصف الناتج القومي للصين وأكثر من الناتج القومي لليابان، وجاء قرار ضخ المال في السوق الأمريكي بموافقة الحزبين الجمهوري والديموقراطي المتنافسين على قيادة البلاد، وكلاهما يدرك أهمية وجود دولة قوية إقتصادياً في ظل تراجع الآداء الإقتصادي العالمي.

وبحسبة بسيطة تخلو من التعقيد فإن الولايات المتحدة تضخ مليارات الدولارات لمزودي الخدمات الصحية وللصناعات المتضررة وتمويل مدفوعات لملايين الأسر ولدعم الشركات الصغيرة وإعانة البطالة، وهذه المبالغ التي تصل إلى أرقام فلكية ستجد طريقها في نهاية الأمر تتجه صوب البنوك وصناديق الإستثمار فيها أو إلى حسابات رجال الأعمال، وهنا تتحرك هذه المبالغ إلى خارج الولايات المتحدة بغية الإستثمار الخارجي في وقت لا يوجد مال ولا عمل في بقية دول العالم، ويرافق ذلك هبوط حاد في القيمة السوقية للشركات والمؤسسات، لتشتري البنوك الأمريكية ورجال الأعمال الشركات المتعثرة في السياحة كالفنادق وشركات الطيران إضافة إلى عدد كبير من الشركات الصناعية وبالذات في مجال السيارات والطاقة، وقد يصل الأمر إلى السيطرة على شركات الإنتاج والزراعة، وبالتالي فإن الولايات المتحدة ستتحكم بالعالم أجمع دون طلقة واحدة وستهدم الإقتصاد الصيني كونها تملك المال الوفير والمؤسسات العالمية.

هذه هي الخطة الأمريكية للسيطرة على العالم بدلاً من شن حرب ضروس على الصين يُقتل فيها الملايين وتتغير بفعلها مواقف دول العالم ما بينها وبين بكين، وقد تتعرض الولايات المتحدة في هذه الحرب إلى خسارات قاسية كما جرت العادة في حروبها الخارجية، بل قد تتضرر سياستها وتصبح دولة غير مرغوب فيها، لذا فقد وجد خبراء واشنطن أن السيطرة الإقتصادية أفضل من الحرب وأقل خسائر بل ربحها مضمون، لذا فقد سارعت لإستغلال جائحة كورونا باسوء الطُرق لتحويل العالم إلى مجموعة عبيد يطوفون حول البيت الأبيض الأمريكي يقدسون بسره.

ولن يدرك العالم بأن واشنطن قامت بالسيطرة على العالم مقابل مال قليل بفضل نظام نقدي اضحوكة، كون القيمة الحقيقية للستة ترليون التي ستشتري فيها الولايات المتحدة مقدرات العالم تبلغ ستة مليار دولار فقط، وهي قيمة الورق وطباعة الدولار، كما أن القيمة السوقية للشركات والمصانع العالمية بفضل كورونا تراجعت إلى ربع قيمتها الحقيقية، وبالتالي فإن القيمة التي ستشتري بها الولايات المتحدة مقدرات العالم تعادل “2.5” / “10000” دولار، بعبارة أخرى “بتراب المصاري” كما يقال في العامية، وبعد ذلك ستعمد الولايات المتحدة إلى ربط الدولار بوحدة الطاقة التي ستسيطر عليها، ليصبح الدولار عملة مرتفعة الثمن وتجبر جميع العالم على التعامل بها لتكون العملة الوحيدة في مجال التجارة بين الدول رغم قناعة الكثيرين بأن فقاعة الدولار كذبة سرعان ما تنتهي إلا أن واشنطن تدافع بكل شراسة عن مصدر قوتها الحقيقي في العالم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى