حصاد مشروع «هومز»… تأهيل أكثر من 100 بيت ومدرسة
النشرة الدولية –
بينما وضعت جائحة “كورونا” العالم وراء الحواجز والكمامات، كانت مؤسسة “لوياك” على الأرض، تواجه الآثار الكارثية لانفجار بيروت.. مثلما نجحت من قبل في الوصول إلى المدارس الفقيرة في الأردن والبيوت الأقل حظًا في الكويت.
ففي تلك الأجواء الصعبة التي يسقط فيها الإنسان، وتنهار العمارة، مدت “لوياك” يد المساعدة كي تنهض المدن والقرى العربية، وسعت لاستعادة البيوت والمدارس مرة أخرى من بين الأنقاض ومخالب الإهمال.
قطعا المهمة ليست سهلة، فهي تتطلب تكاليف مادية عالية، وخبراء ومهندسين، وعشرات المتطوعين. لكنها رسالة “لوياك” لإنجاز حلم بيئة متزنة وخضراء تنبض بالحياة… بيئة سلام تقول: لا للحروب.
انطلق مشروع هومز في لبنان منذ عام 2011 ونجح، حتى الآن، في ترميم وتأهيل حوالي عشرين بيتا في مناطق عدة أبرزها صيدا وطرابلس والشوف. من أحدثها على سبيل المثال بيت في حي الفلل في صيدا، يضم عائلة متعففة من خمسة أولاد كان أحدهم يعاني متلازمة داون. ونجح متطوعو لوياك لبنان خلال خمسة أيام في اعادة تأهيل المنزل بأكمله وتحويله إلى مكان آمن للعائلة وتغيير شكل حياتها تماما على نحو إيجابي.
وفي مطلع هذا العام توجهت “لوياك” إلى طرابلس خصوصا حي التنك حيث توجد بيوت بالغة القدم، لإجراء عمليات تأهيل، لكن بسبب “كورونا” تعثر استكمال المشروع مؤقتًا، ثم جاء انفجار بيروت فانتقل التركيز على تداعياته.
لبى مشروع “هومز” نداء الإنسانية منذ وقوع الانفجار الكارثي بمشاركة عشرات المتطوعين لاسترداد وجه بيروت ست الدنيا، عبر جولات ميدانية لإحصاء المباني المتضررة، وبالفعل تم رصد حوالي 82 بيتًا ضمن خطة التأهيل والصيانة إضافة إلى التعامل مع القصص الإنسانية المتعلقة بأصحاب هذه البيوت.
ومن بيروت إلى عمان، سعى شباب “لوياك الأردن” إلى المدارس الأقل حظًا في مختلف مناطق المملكة والتي كانت بحاجة إلى تأهيل وصيانة وتوفير الأدوات الأساسية للعملية التعليمية، حيث تم وضع خطة لكل عملية تأهيل تتراوح ما بين أسبوع إلى عشرة أيام. بمشاركة عشرات المتطوعين من الشباب والشابات، وحتى الآن أعيد تأهيل حوالي 15 مدرسة وثلاثة بيوت.
ومن عمان الى لوياك – عدن قام متطوعو لوياك عدن في مشروع هومز عام 2015 بترميم وتأهيل المباني الأثرية بدءاً بكنيسة سانت ماري التي تدمر زجاجها في الحرب ثم قصر السلطان في لحج.
في الكويت يواصل مشروع هومز نشاطه المكثف منذ عام 2008 بمشاركة أكثر من مئة متطوع من الشباب والشابات، ونجح خلال هذه السنوات في تأهيل وإعداد حوالي 70 منزلا.
وفي عام 2019 تم وضع خطة لترميم وتأهيل عشرين منزلًا لأسر متعففة ولم يتبق منها سوى ثلاثة منازل تأخر تنفيذها بسبب جائحة كورونا.
في كل صيف يجتمع الشباب من الكويت والأردن ولبنان واليمن ضمن برنامج هومز حيث حرصت لوياك على جمع الشباب العربي في مشاريع تطوعية تبني الصداقات فيما بينهم.
ولا يهدف البرنامج إلى ترميم البيوت أو المدارس فقط وإنما يسعى إلى تعزيز الحس بالمسؤولية الإنسانية وتطوير مهارات التواصل وخلق الشخصية القيادية، إضافة إلى غرس روح التعاون ومبدأ العمل الجماعي والتطوعي والاحتفاء بالثقافات المختلفة، كما يشتمل البرنامج إضافة الى نشاط الترميم اليومي على زيارات ثقافية وورش عمل موازية.
لعل أهم الصعوبات التي يواجهها “هومز” هي التكلفة العالية نسبيًا لهذه العمليات، وكذلك العمل في بيئات فقيرة أو متضررة من مآسي الحروب والانفجارات، كما حدث أخيرًا في بيروت. وأيضًا أثرت جائحة كورونا سلبًا على سرعة الإنجاز، في ظل اتباع الإجراءات الوقائية والتباعد الاجتماعي.
اكتسب الشباب المتطوعون خبرات كبيرة منذ انطلاق المشروع قبل نحو تسع سنوات، ما جعلهم موضع ثقة الأهالي أصحاب البيوت وكذلك أساتذة وطلاب المدارس التي عملوا عليها. وبذلوا جهودًا كبيرة لساعات متأخرة من الليل أحيانًا.
ولا يتعلق العمل بعمليات الترميم والطلاء فقط بل يشمل أيضًا إعداد البيوت والمدارس بما تحتاج إليه من أدوات وأجهزة وأثاث مثل أجهزة الكمبيوتر والمقاعد. كما لم يغفل المتطوعون اللمسة الجمالية من خلال تزيين جدران المدارس أو زرع الشتلات واسترداد جمال الحدائق المحيطة.
ونتيجة لتراكم الخبرات ونجاح البرنامج في استقطاب أعداد كبيرة من الشباب في كل بلد عربي وتعلق الشباب بمضمون البرنامج واهدافه استطاعت لوياك ان تستقطب شركاء مهمين كشركة زين الأردن والأهلية للتأمين ثم شركة الغانم للتجارة العامة والمقاولات التي أبدت اهتماما مضاعفا بالمشروع ودخلت شريكاً رئيسيا في هومز الكويت ثم مؤخرا شريكا في هومز لبنان بعد الكارثة كما استقطبت لوياك بسبب مصداقيتها وشفافيتها واحترافيتها العالية شراكة مجلس الأعمال اللبناني في الكويت وشركة دار الهندسة.