دعم مشاركة المرأة في العمل السياسي* د. دانيلا عدنان محمد القرعان
النشرة الدولية –
ما زال موضوع مشاركة المرأة في صنع القرار السياسي موضوعًا جدليًا يستحوذ اهتمام الناشطين في مجال السياسة والديمقراطية وحقوق الإنسان والمواطنة خاصة في المنطقة العربية التي تشهد حراكًا سياسيًا، ورغم كل ذلك ثمة تطورات قد حدثت في بعض الدول العربية لا يمكن إغفالها فبعض المجتمعات التي لم تكن تعترف بأي دور سياسي للمرأة بدأت تُعيّن نساء في بعض المجالس والهيئات، وكذلك البرلمانات بدأت تفسح المجال للمرأة ولو بصورة رمزية ونخبوية ويمكن القول بصورة عامة أن بعض الحواجز التي كانت قائمة منذ ما يقارب عقدين قد شهدت تحسنًا نسبيًا لكن ما سبق لا يعني ان الوضع الحالي يدعو للإسترخاء بل على العكس فإن الوضع القائم يطرح تساؤلات من نوع جديد بشأن مشاركة المرأة ومستوى أدائها وكيفية ومدى قدرتها على التأثير في الحياة السياسية والحزبية ومؤسسات المجتمع المدني والحريات العامة وحقوق الإنسان وبشأن تأطير عمل النساء كي يمثلن نصف الهيئة الناخبة وقدرة المجتمع المدني على تعبئة النساء والرجال المؤيدين لحقوق النساء لإحداث تغيير في النظرة السياسية لأهمية الاستفادة مما يشكل نصف المجتمع.
كيف يمكن دعم مشاركة المرأة في الحياة السياسية؟ تمثل المرأة نصف المجتمع لكن الحضارة البشرية عاشت فترة طويلة لا تعي حقيقة دور المرأة ولا تمنحها حقوقها العادلة مقارنة بنصف المجتمع الآخر مما أثر في مشاركة المرأة في الحياة العامة ومنتوجها الحضاري،وتتفاوت نسبة مشاركة المرأة في الحياة السياسية من دولة إلى اخرى ومن مجتمع إلى آخر حسب منظومة القوانين والقيم والأفكار التي تحكم هذا المجتمع،وشهدت العقود الأخيرة زيادة واضحة في وتيرة دعوات تمكين المرأة وإفساح المجال أمام مشاركتها في الحياة السياسية كفاعل أساسي.
إن جهود انخراط المرأة في الحياة السياسية والبرلمانية قد يواجه عقبات عدة أهمها قبول المجتمع نفسه بإضطلاع المرأة بدور قيادي وكذلك انفتاح الأحزاب السياسية على مشاركة المرأة في كوادرها،ولعل تخصيص عدد مقاعد البرلمان للنساء «الكوتا» والذي تبنته دول عربية ومنها الأردن لإجبار أحزابها على الدفع بمرشحات ضمن قوائمها يعد في نظر البعض خطوة جيدة لتعزيز مشاركة المرأة في العمل السياسي.
وتُطرح أسئلة حول مدى جدية ورغبة الأنظمة في إفساح المجال أمام مشاركة المرأة في صنع القرار،وما إذا كانت دعوات المسؤولين نابعة من قناعات حقيقية بأهمية دور المرأة في العمل السياسي أم أن الغرض هو كسب أصوات النساء في الانتخابات والحصول على دعمهن دون مشاركتهن الفعلية في صنع القرار السياسي.
أي مدى تستخدم المرأة كأداة سياسية لبلوغ أهداف بعينها من قبل البعض؟وكيف يمكن ضمان مشاركة المرأة لتولي مناصب قيادية في الحياة العامة؟وهل هنالك إرادة حقيقية في الأردن للسماح للمرأة بولوج الحياة السياسية والمشاركة فيها؟أم أنه مجرد خطاب سياسي؟وهل يمثل نظام الحصص النسبية «الكوتا» السبيل الأمثل والاضمن لوصول المرأة إلى دوائر صنع القرار؟وما هي المعوقات التي تقف في وجه مشاركة المرأة الأردنية في الحياة السياسية؟وما الطموحات التي تتطلع إلى تحقيقها المرأة في مجال العمل السياسي؟ أسئلة برسم الإجابة.
نقلاً عن جريدة “الدستور” الأردنية