تقرير: التصدّي الفاعل للمعلومات المغلوطة عن الجائحة له دورٌ أساسيّ في السّيطرة على انتشار فيروس كورونا وتسطيح منحنى الإصابات

النشرة الدولية –

تنتشرُ عادةً معلومات مُضلّلة خلال الجوائح والظّروف الطارئة، كما هو الحال منذ انتشار فيروس “كورونا” المستجدّ، وكما كان الحال عند انتشار فيروس “إيبولا” في غرب إفريقيا، وحينما أثّرت المعلومات المضلّلة في السّابق سلباً على جهود التّرويج للقاح الحصبة. لكنّ جائحة “كورونا” على وجه الخصوص رافقها طوفان هائل ومستمرّ من المعلومات المغلوطة بشأن كلّ ما يخصّ الجائحة، وشكّكت بأهميّة ارتداء الكمامات، والالتزام بالتّباعد الجسديّ، وبمدى فعاليّة الاختبارات الهادفة لإنتاج لقاحات.

وأظهرت دراسة حديثة أجراها المكتب القوميّ للأبحاث الاقتصاديّة، وهو مؤسّسة بحثيّة مقرّها الولايات المتّحدة، أنّ المناطق التي شهدث بثّاً لبرامج تلفزيونيّة قلّلت من خطورة الجائحة سجّلت أعداد إصابات ووفيات أكثر من غيرها؛ بسبب عدم التزام الأشخاص في هذه المناطق بتعليمات الوقاية من الفيروس.

في الولايات المتّحدة، ازداد عبء الجائحة بسبب سلوكيّات وسائل الإعلام، وقادة الرأي، والأفراد الذين نشروا أخباراً مُضلّلة ومعلومات غير دقيقة، إضافة إلى ممارسات خاطئة عديدة عبر منصّات التّواصل الاجتماعيّ. وبالمحصّلة، فإنّ الولايات المتّحدة، التي يُشكّل عدد سكّانها 4% فقط  من عدد سكّان العالم، سُجّل فيها ما نسبته 22% من وفيات فيروس “كورونا”.

ومن المتوقّع أن يشهد فصل الشّتاء لهذا العام زيادة في المعلومات المُضلّلة في ظل انتظار استحداث لقاح للفيروس، الأمر الذي يزيد من أهميّة توعية الجماهير وتزويدهم بالحقائق والمعلومات الدّقيقة لتجنّب وقوعهم في شرك المعلومات المُضلّلة.

وقد يكون هناك خلل ما في طريقة إيصال المعلومات الطبيّة الموثوقة للجمهور غيرالمختصّ، لذلك يُنصح الخبراء والمختصّين والأطبّاء بمراعاة الآتي:

أوّلاً: التنسيق مع شخصيّات مؤثّرة في المجتمع من سياسيين ومشاهير لتنظيم حملات توعويّة عبر منصّات التّواصل الاجتماعيّ تُساعد في الوصول لأكبر عدد ممكن من مستخدمي هذه الوسائل.

ثانياً: تفعيل التّعاون بين الحكومات وشركات مواقع التّواصل الاجتماعيّ لتحديد المُحتوى المُضلّل عن فيروس “كورونا” وحذفه عن منصّاتها بسُرعة؛ للحدّ من تداوله.

ثالثاً: استحداث حملات مجتمعيّة تفاعليّة تهدف إلى توعية النّاس بشأن المعلومات المُضلّلة وخطورتها بطرق غير تقليديّة، وعدم الاكتفاء بالإشارة إلى الأخبار والمعلومات غير الدّقيقة.

رابعاً: تحليل المعلومات الخاطئة عن الفيروس وتفنيدها بصورة تُساعد المتلقّين على فهم أسباب عدم صحّتها.

خامساً: التعرّف على حاجات الجمهور بدقّة وتحديد المواضيع التي لا يعرفون عنها ما يكفي بما يخصّ الفيروس والمرض، وتركيز المعلومات والرّسائل الإعلاميّة بهذا الاتجاه.

التصدّي الفاعل للمعلومات المغلوطة عن الجائحة له دورٌ أساسيّ في السّيطرة على انتشار الفيروس وتسطيح منحنى الإصابات، ففي زمن التواصل الاجتماعيّ، يُشكّل انتشار المعلومات المغلوطة والأخبار المُضلّلة تحدّياً كبيراً أمام جهود احتواء الجائحة وتطوير الطريقة المُثلى للتعامل مع هذه الأزمة.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى