مجموعة جداريات لشخصيات ورموز تاريخية فلسطينية بمحافظة الخليل
النشرة الدولية –
ينفذ الفنان التشكيلي الفلسطيني يوسف كتلو مجموعة من الجداريات لبلدته “دورا” التي تقع غربي مدينة الخليل بالضفة الغربية على بعد نحو خمسين كيلومترا جنوب القدس المحتلة.
وتتضمن جداريات كتلو شخصيات ورموزا وإيماءات يتم نحتها بدقة عالية بأنامل بنائين مهرة من نفس البلدة على قطع صخرية صلبة وصغيرة، وتركب إلى جانب بعضها لتعطي الصورة كاملة.
فمن أصل 14 جدارية نفذها كتلو في الأراضي الفلسطينية كان لبلدته “دورا” غربي مدينة الخليل بالضفة الغربية حصة الأسد، بتصميم وتنفيذ 12 جدارية غاية في المهارة والحرفية والدقة والجمال.
وتختلف مقاسات جداريات كتلو في دورا، لكن أكبرها لوحة ناجي العلي على جدار مدرسة في البلدة بطول نحو 10 أمتار، وارتفاع 3 أمتار.
أما عناوين تلك الجداريات فهي إما شخصيات محلية أو وطنية تتضمن مناضلين وأدباء ومثقفين أو شخصيات عالمية ناصرت القضية الفلسطينية.
ويحرص الفنان كتلو على تدعيم لوحاته بنقوش، ورسوم لها دلالات تاريخية كالرموز الكنعانية والإسلامية، أو معاصرة تعكس حرف ومهن سكان البلدة حاليا وفي الماضي.
أول لوحة فنية تستقبل زائر البلدة جنوب غرب مدينة الخليل “لوحة الحلم الفلسطيني” على مدخل البلدة، وتزين قاعدتها أبيات للشاعر الفلسطيني ابن مدينة الناصرة توفيق زياد (1929- 1994).
وبخلاف باقي الجداريات، صممت جدارية “الحلم الفلسطيني” بشكل عمودي بارتفاع 18 مترا، تعلوها سارية تحمل علم فلسطين.
ثم يمر الزائر بجداريات لشخصيات فلسطينية تتضمن الشاعر محمود درويش، والشاعر توفيق زياد، والمناضل والمفكر ماجد أبوشرار، ثم جدارية رسام الكاريكاتير ناجي العلي في أعلى نقطة ببلدة دورا (ترتفع نحو 900 متر عن سطح البحر).
وغير بعيد عن جدارية ناجي العلي، يرى الزائر للبلدة جدارية “الحرية” متضمنة صور مناصرين للقضية الفلسطينية وهم الرئيس الجزائري الراحل هواري بومدين، والزعيم الكوبي الراحل فيدل كاسترو، والثائر الأممي تشي جيفارا، والرئيس الفنزويلي الراحل هوغو شافيز، يتوسطهم الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.
وجدارية “لا لكاتم الصوت” كناية عن الاغتيالات، أو “ناجي العلي” الذي اغتيل في العاصمة البريطانية لندن عام 1987، وهي أحدث هذه الجداريات وهي قيد الإنشاء.
وعنها يقول كتلو: “في جدارية فنان الكاريكاتير الفلسطيني ناجي العلي، استخدمت رموزا استخدمها هو، ومنها: حنظلة، وأبو محمود، وزينب، وفاطمة، وكلها أسماء العائلة الحنظلية التي كان ناجي يحكي باسمها، ولسانها عن فلسطين”.
ويتابع: “ناجي ابتدع شخصية حنظلة، وهو ذلك الولد الشقي الظاهر في كل رسوماته، والذي قاله إنه أراد من ذلك تذكر طفولته، وألا تنسيه العواصم والحضارة، انحيازه للفقراء”.
ويقول كتلو، إن جدارياته “تحكي عن بلدته دورا ذات الاسم الكنعاني بمعنى التلين، وعن فلسطين، وجذورها الضاربة في عمق التاريخ”.
أما عن الشخصيات المستخدمة في لوحاته فيقول كتلو: “هم مناضلون ومفكرون ومثقفون فلسطينيون، ضحوا لأجل وطنهم وتركوا أثرا يستحقون بموجبه التخليد، وشخصيات ساندت القضية الفلسطينية”.
ويلفت كتلو، إلى أن “تصميم الجداريات يمر بمراحل لوحات جاهزة الأولى التصميم، وتأخذ وقتا طويلا، ثم تنفيذ العمل على الحجر، ثم البناء والتركيب.
ووفق الفنان الفلسطيني، فإن “تكلفة كل جدارية تتراوح بين 30 و40 ألف دولار أميركي، كلها يتبرع بها المجتمع المحلي”.