واقع التعليم عن بُعد في جامعة الكويت* د. أمل إسماعيل الأنصاري
النشرة الدولية –
بدأت جامعة الكويت في الاهتمام والتخطيط للتعليم الإلكتروني منذ عام 2004 من خلال تشكيل اللجنة الأكاديمية للتعليم الإلكتروني وبمشاركة أعضاء من هيئة التدريس من جميع الكليات التي كانت من أهم إنجازاتها تأسيس نظم وقواعد التعليم الإلكتروني والمنصات التعليمية المناسبة للمخرجات التعليمية الجامعية مع التركيز على أسلوب دمج التعليم الإلكتروني مع التعليم التقليدي، بما يتماشى مع سياسات التعليم في الكويت، وتم وضع خطة تنفيذيه لتطبيق هذا النمط من التعليم والنظم المساندة له، وأقيمت الدورات وورش العمل بشكل دوري ومستمر لعدة برامج تقنية في أنماط التعليم، ولكن بالرغم من كل هذه الجهود إلا أن استخدامها لم يتخذ صفة الإلزام لعضو هيئة التدريس بسبب الخوف من مخالفات قوانين الاعتماد الأكاديمي للشهادة الجامعية، واقتصر استخدامها من قبل عضو هيئة التدريس اختياريا، وبما أن جامعة الكويت هي إحدى مؤسسات التعليم العالي المرتبطة ارتباطا وثيقا بنظام التعليم في الكويت، وتعمل بشكل متكامل لتحقيق خطط الكويت التربوية، فهي لم تستطع في السابق دفع هذا النمط من التعليم في ظل غياب القوانين والتشريعات المساندة له، ولكن حرصت على مواكبة التطوير في مجال التعليم عن طريق بناء هذا النظام التكنولوجي بخطوات تدريجية داخل مؤسستها التعليمية، فلولا هذه الجهود التخطيطية السابقة لما استطاعت جامعة الكويت إدارة نظام التعليم عن بعد في كلياتها في ظل الأزمة الصحية العالمية.
والسؤال الذي يطرح نفسه هو كيف نقيم هذه التجربة؟، وفي ضوء اطلاعنا على مستوى جاهزية جامعة الكويت في توفير المنصات التعليمية، والدعم الفني، التشريعي، والتدريبي أرى أنها نجحت في تفعيل المنصات التعليمية واستخدامها من قبل المستفيدين منها بفترة زمنية قصيرة، ولكن تتفاوت درجة التمكن من استخدامها سواء من قبل أعضاء هيئة التدريس أو من قبل الطلاب، لذلك تعتبر تجربة جامعة الكويت في التطبيق الكامل لنظام التعليم عن بعد في مؤسستها تجربة جديدة على النظام التعليمي وعلى المجتمع الكويتي والتربوي، وتحتاج عملية الحكم على نجاحها إجراء دراسة مسحية تقييمية للمخرجات التعليمية وربطها بجودة معايير التعليم العالي، حيث إن هذه التجربة التعليمية تمت الموافقة على استخدامها وتفعيلها عندما تعذرت استمرارا الدراسة التقليدية، وأنه في حال انتهاء الأزمة الصحية العالمية سوف تعود الدراسة التقليدية.
فهل من المعقول عدم الاستمرار في إجازة هذا النوع من التعليم خصوصا بعد هذه التجربة الثرية التي تعمل على تحقيق رؤية واستراتيجية جامعة الكويت 2018-2022 بتأكيدها على أهمية استخدام الأنظمة الالكترونية الحديثة التي تساند النظام التعليمي لتحقيق الأغراض التعليمية، البحثية، والإدارية الفنية، لذلك نحتاج من أصحاب القرار التربوي الى التعاون في وضع رؤية تخطيطية شاملة ومتكاملة لتطوير التعليم في الكويت بما يتماشى مع خطة وتطلعات الكويت التنموية 2035 التي أكددت على أهمية تنمية وتطوير رأس المال البشري؛ بغية رفع من مستوى أداء الكوادر الوطنية لزيادة النمو الاقتصادي من خلال توفير قوى عاملة ذات مهنية عالية.