تاريخ حق المرأة في التصويت بإسبانيا* د. أفراح ملا علي

النشرة الدولية –

«إذا كانت المرأة تعد نصف المجتمع ولها دور فعال فيه، فلماذا لا يحق لها أن تختار من يمثلها ويدافع عن حقوقها سياسيا؟» كانت هذه الجملة في القرن الثامن عشر كفيلة ببدء الصراع من أجل حق النساء في التصويت.

 

بدأ الصراع من أجل منح حقوق المرأة السياسية في فرنسا خلال حقبة الثورة عام 1789، والتي كانت تطالب بوضوح بالمساواة في حقوق الرجل والمرأة.

 

وفي العام 1848 بالولايات المتحدة الأميركية بدأت تحركات سينيكا فالس، التي لم تكتف بالمساواة بين المرأة والرجل، بل طالبت أيضا بأن يكون لها صوت وحق في الاقتراع.

 

بعد الكثير من المحاولات وإنشاء جمعيات تطالب بحق تصويت المرأة بدأ العالم يلتفت إلى هذه المطالبات التي بدت مطلبا شعبيا وسياسيا وتجاريا أيضا.

 

وبفضل إلحاح النساء ومطالبتهم بأبسط حق من حقوقهم الا وهو حق العمل حق التصويت وحق التعليم في العام 1893 نيوزيلندا تصبح أول دولة توافق وتقر حق تصويت المرأة.

 

وبعد 13 عاما كانت فنلندا أول دولة أوروبية توافق على قانون حق تصويت المرأة. وفي أميركا اللاتينية كانت أوروغواي أول دولة توافق على هذا القانون عام 1917، وبعد عام وافقت إنجلترا على حق المرأة في التصويت.

 

وفي العام 1920 بدأت المرأة بالتصويت في الولايات المتحدة الأميركية، تلتها بـ 4 سنوات فرنسا، وفي العام 1953 أصبح للمرأة المكسيكية حق للتصويت أيضا. لكن ماذا عن المملكة الإسبانية؟

 

في 19 نوفمبر تمت الموافقة على قانون حق التصويت للمرأة الإسبانية تحديدا في 1933، والتي تكمل خلال هذا الشهر 85 عاما على ذكرى حق التصويت والاقتراع للنساء.

 

في إسبانيا آنذاك كانت المرأة تستطيع أن ترشح نفسها وتكون عضوا بالبرلمان لكن لا يحق لها التصويت.

 

كان الأمر في غاية الصعوبة لكن مع ظهور الأيقونة السياسية النسائية التاريخية المهمة السيدة كلارا كامبو أمور، نائبة في الحزب الراديكالي وأيضا حاملة للواء حق الاقتراع للنساء، استطاعت أن تنال، بعد العديد من المشاحنات بالبرلمان، الموافقة على حق المرأة بالانتخاب في أكتوبر عام 1931، لكن الأمر استغرق أكثر من عامين لكي لا تكون الحقوق صورية.

 

وفي عام 1933 من 18 نوفمبر صوتت المرأة لأول مرة في تاريخ إسبانيا، والتي ذكرتها الصحف الإسبانية بالخطوة العملاقة نحو المساواة. 7 ملايين امرأة صوتت في 1933، ما جعل السيدة كلارا ترى حلمها يتحقق وتحتفل بهذا الفوز الذي كلفها خسارة مقعدها في البرلمان الذي شغلته لمقاطعة مدريد فيما بعد.

 

كان طريقا وعرا ومحاربا حتى من بعض النساء كالسيدة فيكتوريا كينت، التي دافعت عن تأجيل الاعتراف بصوت المرأة، لكن السيدة كلارا كامبو أمور ألقت خطابا شهيرا آنذاك دافعت فيه عن المرأة ودورها المهم في المجتمع.

 

وأيضا الأحداث التاريخية الإسبانية لم تسهم كثيرا، كالثورة الإسبانية والانقلاب على الحكم عام 1963، الحرب الأهلية الإسبانية، 40 عاما من الديكتاتورية، حتى عادت الأمور إلى نصابها في عام 1977 مع الديموقراطية.

 

مشاركة المرأة الإسبانية في الانتخابات اليوم هي السائدة في جميع مراكز الاقتراع، ويمكننا ان نقول إن عدد الناخبات أعلى من عدد الناخبين بنسب هائلة.

 

بينما في الكويت في العام 1973 مرر البرلمان الكويتي قانونا يحق للمرأة التصويت وخوض الانتخابات وشغل المناصب لكنه ألغي بسبب الضغوط من قبل بعض المحافظين، وبعد مرور 10 أعوام أي عام 1984 دعم المغفور لهما بإذن الله سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد وسمو ولي عهده الراحل الشيخ سعد العبدالله حق المرأة في التصويت، فكان من حقها الاقتراع منذ 1985 لكنه ألغي لاحقا أيضا.

 

وفي العام 2005 منحت المرأة الكويتية مجددا حق التصويت.

 

يرحل الأشخاص وتبقى سيرتهم العطرة. يدوم خير ما صنعوه من عطاء وولاء لأرضهم.

 

الصوت أمانة بعنق كل منا، فلنحسن الاختيار ولنحكم ضمائرنا، ونوصل إلى قبة عبدالله السالم من نراه ممثلا مستحقا لنا، يمثلنا ويخدم الكويت بضمير.

 

دمتم بحب الأوطان.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى