تحليل يحذر من “قلب الموازين” في اليمن لصالح الحوثيين… “سيكون له تداعيات وخيمة”
النشرة الدولية –
في مقال له بمجلة ناشيونال إنترست، يصف الباحث آري هيستين رغبة الولايات المتحدة في إنهاء دعمها للصراع في اليمن بـ”الشعور النبيل”، لكنه حذر من قلب الموازين لصالح الحوثيين، المتحالفين مع إيران.
وقال هيستين: “قلب الموازين لصالح الحوثيين يمكن أن يكون له تداعيات وخيمة ليس فقط على الأمن الإقليمي، بل على شعب اليمن المحكوم عليه بالعيش في ظل ديكتاتورية الحوثي القاسية”.
وتدخل تحالف عسكري تقوده السعودية في اليمن عام 2015 لدعم القوات الحكومية التي تقاتل الحوثيين. ويُنظر إلى الصراع المستمر منذ أكثر من ست سنوات على أنه صراع بالوكالة بين السعودية وإيران.
وينفي الحوثيون ما يتردد عن أنهم دمى في يد إيران، ويقولون إنهم يحاربون نظاما فاسدا.
وجعل الرئيس الأميركي جو بايدن إنهاء الصراع في اليمن أولوية منذ توليه منصبه الشهر الماضي، وعين مبعوثا خاصا، وأنهى الدعم الأميركي للعمليات الهجومية التي تنفذها السعودية في اليمن.
وأضاف هيستين “لا جدال في الطبيعة المأساوية للصراع الذي قتل فيه العديد من الأبرياء”. وتصف الأمم المتحدة اليمن بأنه أكبر أزمة إنسانية في العالم، حيث يحتاج 80 في المئة من السكان إلى المساعدة.
وتابع هيستين أنه في أوائل 2015، واجهت الولايات المتحدة قائمة من الخيارات “غير المرغوب فيها” بعد إبلاغها بحملة وشيكة بقيادة السعودية في اليمن لإعادة الحكومة المعترف بها دوليا للرئيس عبد ربه منصور هادي.
وكانت جماعة الحوثي أزاحت الحكومة بعيدا عن السلطة في العاصمة صنعاء أواخر عام 2014، وعلى وشك الاستيلاء على المدينة الثانية في البلاد، عدن، التي كانت “ولا تزال” عاصمة مؤقتة، مما دفع التحالف الذي تقوده السعودية للتدخل بعد ذلك بشهور.
وفقا للمسؤولين الأميركيين السابقين الذين خدموا في ذلك الوقت، قرر البيت الأبيض تقديم دعم محدود للتحالف الذي تقوده السعودية من أجل طمأنة الحلفاء في الرياض وأبوظبي بالتزام الولايات المتحدة بالدفاع عنهم، وكذلك لمنع الأخطاء المأساوية المحتملة.
وعلق هيستين على مقال لمجلة “فورين أفيرز”، كتبه كل من روبرت مالي وستيفن بومبر، وقالا فيه إن “السعودية كانت ستتدخل بشكل شبه مؤكد في اليمن حتى لو رفضت إدارة الرئيس السابق باراك أوباما دعوتها للمساعدة، مع مراعاة أقل لقوانين الحرب في غياب الإشراف المعيب للولايات المتحدة”.
وبحسب هيستين، فإنه اعتبارا من مارس 2021، تراوحت تقديرات عدد المدنيين الذين قتلوا خلال ست سنوات من القصف الجوي السعودي بين 4800 و9 آلاف.
وعلى سبيل المقارنة، أشار إلى تقرير أصدرته حكومة المملكة المتحدة في أغسطس 2020 عن الحرب الأهلية السورية، وجاء فيه أن القوات الروسية وحدها كانت مسؤولة عما يقرب من 7 آلاف قتيل مدني على مدار الصراع، بينما قتلت قوات النظام السوري ما يقرب من 200 ألف مدني.
كما أشار إلى تقرير صادر عن وزارة الخارجية الأميركية في مارس 2020، وذكر أنه في أبريل 2019 وحده قتلت القوات الجوية والبرية الموالية للنظام السوري آلاف المدنيين في شمال غرب سوريا.
وأوضح قائلا: “هذه المقارنة لا يقصد بها بأي حال من الأحوال التقليل من مأساة الأبرياء الذين قتلوا في اليمن، بل إلقاء الضوء على حقيقة أنه بدون توجيه من الولايات المتحدة، التي تصر على الالتزام بقواعد الحرب، فإن تداعيات الحرب الأهلية في اليمن ربما كانت أسوأ بكثير”.