المطلوب “حراك” يصون الوطن ولا يقتل الأمل* صالح الراشد
النشرة الدولية –
أصابت الصور التي تم تناقلها لعمليات التخريب المتعمد في العاصمة عمان أبناء الوطن بالذهول، ووقفنا نتساءل هل لدينا قلوب غلفها الحقد والكرة حتى أصبحت لا تميز الخبيث من الطيب، وأيادي تحولت إلى خناجر تريد النيل من الوطن؟، فهذا الوطن الطيب الذي يذود عنه كل أردني بكل غال ونفيس، فهل تغير الوطن وهل أصبحت الأرض ليست لأبناء الأردن، أليس هو ذات الوطن وذات الشعب الذي وقف سنداً للأجهزة الأمنية في الكرك حين تحصن الضلاليون بالقلعة، وأليس هم ذاتهم الرجال الأبطال الذين كانوا كالأسد حين حاول البعض إدخال الرعب للسلط الأبية، فهل تغيرنا ومن قام بتغيرنا؟، ومن يحاول العبث في هذا الوطن؟، ألم تظهر للبعض خفايا ما يجري من دور إقليمي صهيوني للعبث بالأردن بسبب مواقفه التي لم تعد خافية على أحد؟!
فالشعب الأردني عبر التاريخ ومنذ الأجداد لا زال على العهد، لذا دعونا نميط اللثام ونتحدث بصراحة أكبر، فالأردن ومنذ الإنبطاح العربي للصهيونية أصبح الهدف الأول لجميع هؤلاء، والمطلوب رأس الأردن وكل طفل فيه كونه شعب لا يركع ولا ينحني إلا لمن خلقه، وحاولت العديد من الجهات الإقتصادية والسياسية اللضغط على الأردن لكن الفشل تواصل كون جميع الأردنيين في خندق واحد، وحين فشل تجار الموت والضلال قرروا أن يغيروا أبجديات اللعبة والإعتماد على بعض من يدعون أنهم معارضة وهم معرون تماماً أمام الأردنيين، ومعروفة مواقفهم وأوضاعهم وكيف أصبحوا نابحون عند أسياد المال، وسعى هؤلاء جاهدين لزيادة الكذب على أمل تمزيق المجتمع الأردني وضربه ببعض في ظل الجهل والسطحية المنتشرة عند البعض والقائمة على نظرية “كل شتم في الدولة صحيح”، متناسين أنهم أينما كانوا فهم جزء من الدولة.
وللأسف فإنني كأردني متابع للمشهد العام، أستغرب من صمت الإعلام الرسمي والحكومي وشبه الحكومي وحتى الإعلام الحر من صمت القبور المطبق حولهم، فيكف لا يدافع كل إعلامي عن حق الوطن في الحياة ؟، وكيف لا تقوم الحكومة بوضع الحقائق أمام الشعب ليدرك الجميع حجم الخطورة التي يتعرض لها الوطن من مجموعة من العابثين عبر الحدود وآخرين تحت جنح الظلام، فإعلامي واحد يدرك معاني الوطن العظيمة قد يعيد الامور إلى نصابها ويستعيد بهاء الوطن، فهل هناك من يقف ويقول هذا يومي للدفاع عن حق الوطن في الحياة أم سنشاهد العديد من طيور النعام تغرس رأسها في الرمل.؟
وندرك أن في الوطن تيارات وأحزاب لكل منها أهدافها، لكن حتى هذه الأحزاب لا تقدم ولا تؤخر في عملها كونها ضلت طريق الأولويات، فيما الحراك يخرج عن طريقه لأن الغاية من أي حراك حماية الوطن ومقدراته وخيراته، وإن خرج عن هذه القيم والمثل يصبح خراب وليس حراك، ونحن في وقت نحتاج لتضافر جهود جميع أبناء الوطن للرد على الغادرين من الخارج والرد يكون عبر الحراك الوطني القادر على تقييم الحقائق وليس على مجرد الإكتفاء بالكذب القادم عبر الحدود، وعندها سنستيعد ذاكرة الأجداد ونقول:”نحن على الوعد والعهد”.