لا تخذلوا أسبوع الوئام العالمي بين الأديان* د. دانيلا القرعان
النشرة الدولية –
أسبوع الوئام العالمي بين الأديان هو حدث سنوي يُحتفل به خلال الأسبوع الأول من شهر شباط ابتداء من عام 2011، وفي عام 2021 شرعنا بالاحتفال باليوم الدولي بالأخوة الإنسانية في 4 شباط من كل عام.
أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة أسبوع الوئام العالمي بين الأديان في قرارها رقم 5/65 الذي اتخذ في 20 تشرين الأول 2010، وأشارت الجمعية العامة في قرارها الى أن التفاهم المتبادل والحوار بين الأديان يشكلان بُعدين هامين من الثقافة العالمية للسلام والوئام بين الأديان، مما يجعل الأسبوع العالمي وسيلة لتعزيز الوئام بين جميع الناس بغض النظر عن ديانتهم،واعترافًا منها بالحاجة الملحة للحوار بين مختلف الأديان ولتعزيز التفاهم والانسجام بين الناس تُشجع الجمعية العامة جميع الدول الى دعم هذا الأسبوع لنشر رسالة الوئام من خلال مساجد وكنائس ومعابد العالم على أساس طوعي وفقا للقناعات والتقاليد الدينية الخاصة بهم.
اعتمد أسبوع الوئام العالمي بين الأديان الذي اقترحه الملك عبد الله الثاني في الأمم المتحدة في 2010 لتعزيز السلام الثقافي ونبذ العنف، وتبنت الجمعية العامة ذلك الاقتراح فاعتمدته في قرارها معلنة الاحتفاء بالأسبوع الأول من شهر شباط بوصفه أسبوعا عالميا للوئام بين الأديان، ودعت المؤسسات والحكومات والمجتمع المدني الى الاحتفاء به بمختلف البرامج والمبادرات من شأنها تعزيز غايات ذلك الهدف.
يسعى الاردن على الدوام، إلى نشر قيم التسامح والمحبة بين الأديان، من اجل تحقيق الأمن والاستقرار، لشعوب العالم انطلاقا من ايمانه بان قيم المحبة والتسامح وقبول الاخر ونبذ الاختلاف هي التي يجب ان تسود بدلا من اشعال الحروب والقتل والتدمير ونشر سياسة الكراهية والتطرف والعنصرية البغيضة.ان الاردن بقيادة جلالته وانطلاقا من ايمانه بضرورة التقريب بين الشعوب واتباع الديانات السماوية المختلفة لم يبخل بأي جهد؛ من اجل تحقيق هذه الاهداف النبيلة، فعمل على تشجيع ثقافة الحوار بين الحضارات والأديان وذلك بالمساهمة في الأنشطة التي من شانها ان تعظم القواسم المشتركة، بين حضارات الشعوب المختلفة واديانها سواء كانت تلك الانشطة والفعاليات داخل الاردن او خارجه، كما نظم المئات من الندوات والمؤتمرات التي تعنى بحوار الحضارات والتقارب بين الشعوب والاديان.
إننا نفخر في الاردن بأن الله منّ علينا بقيادة هاشمية حكيمة كرست جهدها على الدوام في العمل على نشر ثقافة العيش المشترك والمحبة، والعمل على تعزيز القيم الانسانية ونبذ ثقافة الكره، فجاءت رسالة عمان ترجمة لرؤية جلالة الملك في الدفاع عن الاسلام وحضارة الإسلام، وللتعريف بحقيقة الدين الاسلامي القائم على الوسطية والاعتدال والمحبة ولتكون رسالة عمان وفق رؤية جلالته عنوانا لآخوه انسانية تعظم الجوامع المشتركة بين البشر وتتجاوز الاختلافات في الاجناس والاعراق والاديان.
إن رسالة عمان كانت بمثابة عنوانا كبيرا يجب ان ننطلق منها إن كنا جادين في احداث حوار بناء بين الاديان والحضارات ينقلنا من حالة الاختلاف الى حالة التقارب، ومواجهة التحديات التي تعصف في مختلف دول العالم، فهذه الرسالة يمكنها ان تشكل مرتكز أساسيا لكافة الجهود التي تعمل على نشر الامن والاستقرار لما تحمله من قيم مثلى تسهم في استقرار الانسانية وامنها وتطورها وتدعوا الى احترام الاديان، ونبذ العنف والتطرف والغلو.
ان الديانات السماوية بتعددها وبما تحمله من قيم انسانية وروحية تدعونا جميعا الى السمو الروحي والأخلاقي، وفعل الخيرات ونشر قيم العدل، لذلك يجب ان تكون هناك خطوات اممية تسهم في انجاح حوار الاديان والحضارات بين الشعوب والتقريب فيما بينها بتعظيم الجوامع المشتركة وهذا الامر يدعوني هنا لأن اطالب الى ضرورة ان يتبنى المجتمع الدولي من خلال الامم المتحدة إصدار قانونا ملزما لكافة الدول الاعضاء فيها يمنع فيه الإساءة الى الاديان واصحاب الرسالة السماوية، كما ان حوار الاديان لا معنى له إذا لم يتضافر أتباع الأديان على تمكين الشعوب المظلومة من استعادة حقوقها وعلى رأسها تمكين الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة .