إشارات إسرائيلية ببدء هجوم برّي.. ومقاومة غزة تنفي.. ومجلس الأمن يعقد الأحد جلسة طارئة
الشرة الدولية –
أرسلت إسرائيل إشارات تشير إلى بدء هجومها البرّي على قطاع غزة، في الساعات الباكرة من فجر الجمعة، وهو الأمر الذي نفته عناصر من المقاومة لـ”العربي الجديد”. وبالتزامن أعلنت واشنطن عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي، غدا الأحد، “بشأن الوضع في إسرائيل وقطاع غزة”.
وكان المتحدث باسم جيش الاحتلال للإعلام الأجنبي، جوناثان كونريكوس، قد بث رسالة مقتضبة لوسائل إعلام دولية، قال فيها إن القوات البرية والجوية “تنفذ حاليا عملية في غزة”، وهو ما تُرجم خطأ على أنه توغّل برّي، وفق ما أكّدته هيئة البث الإسرائيلية الرسمية في وقت لاحق.
ورد المتحدث ذاته على سؤال لوكالة “فرانس برس” بالقول إن جنودًا إسرائيليين توغلوا في القطاع المحاصر، من دون أن يحدد عددهم.
لكن هيئة البث أوضحت أن المتحدث ذاته استخدم عبارة “التوغّل داخل جيب” في القطاع، وهو ما تُرجم خطأ أيضًا على أنّه تجاوز للجانب الفلسطيني من الحدود.
وفي ظلّ حالة التأهب القصوى على حدود القطاع، قد يحمل ذلك الأمر تفسيرات أخرى تتجاوز الخطأ البشري، إذ ربّما يكون المتحدث باسم الجيش قد تعمّد استخدام مفردات فضفاضة بشكل مضلل لإثارة البلبلة في صفوف المقاومة، وإطلاق إنذارات كاذبة لديها، قبل التوغّل الفعلي.
وكانت مصادر في المقاومة الفلسطينية قد أكدت، لـ”العربي الجديد”، أنه حتى الساعة 1.35 بالتوقيت المحلي لم يتم رصد أي عملية توغل إسرائيلي داخل حدود قطاع غزة.
وقالت المصادر إنّ الاحتلال يروج لهذا الأمر في بعض وسائل الاعلام فقط، لكنه على الأرض لم يفعل ذلك.
ويحشد جيش الاحتلال آلياته على حدود القطاع منذ أمس الخميس إيذانًا بهجوم برّي وشيك، تعزّزه أيضًا معطيات أخرى، من ضمنها استدعاء 7 آلاف جندي إضافي من الاحتياط إلى المنطقة الجنوبية، وتأكيد متحدث باسم الجيش للإعلام الإسرائيلي، أمس، أن خطط التدخل البرّي جاهزة في انتظار موافقة المستوى السياسي، فضلًا عن القصف العنيف، البري والجوي والجوي، الذي نفّذته قوات الاحتلال مع ساعات منتصف الليلة، وتركيزها على مناطق شمال غزّة الحدوديّة مع دولة الاحتلال التي تتوغّل منها عادة بعد أن تمهّد لذلك بتمشيط ناريّ كثيف.
ومن جانبها قالت المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة السفيرة ليندا توماس غرينفيلد، فجر الجمعة، إن “الولايات المتحدة ستواصل الانخراط بنشاط في الدبلوماسية على أعلى المستويات لمحاولة تهدئة التوترات” بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني.
وأضافت، في تغريدة عبر “تويتر”: “تقرر أن يجتمع مجلس الأمن الأحد؛ لمناقشة الوضع في إسرائيل وقطاع غزة”.
يأتي ذلك بعد دقائق من تأكيد دبلوماسيين بالأمم المتحدة، أن واشنطن رفضت عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن بالخصوص، الجمعة؛ بزعم منح الفرصة للجهود الدبلوماسية الدائرة حاليا لوقف التصعيد العسكري بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة. وأيضا في وقت وزعت البعثة الإسرائيلية رسالة إلى مجلس الأمن تطلب منه الإنعقاد للنظر في الصواريخ التي تطلق على المناطق الإسرائيلية.
وأوضح الدبلوماسيون، الذي فضلوا عدم الكشف عن هويتهم، أن تونس (العضو العربي الوحيد بمجلس الأمن) والصين (تتولى رئاسة أعمال المجلس للشهر الجاري)، إضافة إلى النرويج طلبوا عقد جلسة طارئة علنية، الجمعة، حول التصعيد في الأراضي الفلسطينية المحتلة وإسرائيل.
بيد أن السفيرة الأميركية لم توضح ما إذا كانت جلسة الأحد ستُعقد خلف أبواب المجلس المغلقة أو ستكون جلسة علنية.
وحالت الولايات المتحدة، الحليف الأول لإسرائيل، دون صدور بيان من مجلس الأمن في جلستين مغلقتين عقدتا الإثنين والأربعاء الماضيين، بشأن الهجمات الإسرائيلية “الوحشية” على قطاع غزة والمسجد الأقصى في مدينة القدس المحتلة.
ومنذ الإثنين، استشهد 109 فلسطينيين، بينهم 28 طفلا و15 سيدة، وأصيب 621 بجروح جراء غارات إسرائيلية “وحشية” متواصلة على غزة، فيما ارتقى 4 شهداء ومئات الجرحى في مواجهات بالضفة الغربية ومدينة القدس المحتلة، وفق مصادر فلسطينية رسمية.
وتفجرت الأوضاع في الأراضي الفلسطينية كافة، جراء اعتداءات “وحشية” ترتكبها الشرطة ومستوطنون إسرائيليون، منذ 13 أبريل/ نيسان الماضي، في القدس، وخاصة منطقة باب العامود والمسجد الأقصى ومحيطه، وحي الشيخ جراح، حيث تريد إسرائيل إخلاء 12 منزلا من عائلات فلسطينية وتسليمها لمستوطنين.
النشرة الدولية والعربي الجديد ووكالات