انقسامات وهتافات وصيحات استهجان أثناء تصويت الكنيست على حكومة ما بعد نتنياهو
النشرة الدولية –
من المنتظر أن تنتهي الأحد هيمنة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على السلطة والتي استمرت 12 عاما عندما يصوت الكنيست على حكومة جديدة تعهدت بمعالجة انقسام شديد تواجهه البلاد بفعل رحيل أطول رئيس وزراء بقاء في السلطة.
وكان الانقسام واضحا في جلسة صاخبة للكنيست قبل التصويت.
وقاطع الموالون لنتنياهو مرارا كلمة القومي المتطرف نفتالي بينيت الذي من المقرر أن يحل محله وهو يشرح السياسات الجديدة للتحالف وصاحوا قائلين “عار” و “كاذب”.
وأخفق نتنياهو (71 عاما) أبرز الساسة الإسرائيليين في جيله في تشكيل حكومة بعد رابع انتخابات خلال عامين في 23 مارس/آذار.
ومن المقرر أن يترأس بينيت، المليونير في مجال التكنولوجيا العامة، حكومة جديدة تضم نوابا من اليسار والوسط والعرب قام بتشكيلها مع زعيم المعارضة يائير لابيد. ومن المحتمل أن يكون تحالفا هشا بأغلبية ضئيلة.
وبدأ البرلمان جلسته الساعة الرابعة عصرا (13:00 بتوقيت غرينتش) للتصويت على الحكومة الجديدة في اقتراع على الثقة تعقبه كلمات ومناقشة قد تستغرق أربع ساعات. وبعد المصادقة على الحكومة سيؤدي أعضاؤها اليمين.
وسيتولى بينيت (49 عاما) المليونير المتشدد الذي حقق ثروته في مجال التكنولوجيا الفائقة، منصب رئيس الوزراء لمدة عامين قبل أن يتولى لابيد، وهو مقدم برامج تلفزيوني شهير سابق، المنصب.
وقال بينيت في كلمة في بداية الجلسة “شكرا لك يا بنيامين نتنياهو على خدمتك الطويلة الحافلة بالإنجازات”.
وتخطط حكومته، التي تشمل لأول مرة حزبا يمثل فلسطينيي 1984 لتجنب القيام بتحركات كبرى بشأن القضايا الدولية الساخنة مثل السياسة تجاه الفلسطينيين والتركيز على الإصلاحات المحلية.
وقال بينيت إن حكومته ستعزز الخطوات الاقتصادية تجاه الفلسطينيين لكنه أوضح أنها سترد بقوة على أي عنف من جانب الفلسطينيين.
وقال بينيت “تجديد الاتفاق النووي مع إيران خطأ.. خطأ من شأنه أن يمنح الشرعية مرة أخرى لأحد أكثر الأنظمة ظلاما وعنفا في العالم … إسرائيل لن تسمح لإيران بتزويد نفسها بأسلحة نووية”.
ووجه بينيت الشكر لبايدن على “سنوات من تعهده بأمن إسرائيل” وعلى “وقوفه إلى جانب إسرائيل” خلال القتال مع نشطاء حماس في غزة الشهر الماضي. وقال بينيت إن حكومته ستواصل إقامة علاقات جيدة مع الديمقراطيين والجمهوريين في الولايات المتحدة.
وأضاف “ستبذل الحكومة جهدا لتعميق وتعزيز علاقاتنا مع كلا الحزبين (الديمقراطي والجمهوري)”.
من جهته قال نتنياهو في كلمته أمام الكنيست “إذا كان من المقدر لنا أن ندخل المعارضةفسوف نفعل ذلك ورؤوسنا مرفوعة حتى نتمكن من الإطاحة بها (الحكومة)”.
وأضاف أن بينيت لا يحظى بالمكانة الدولية أو المصداقية أو القدرة على “الاعتراض حقا” على الاتفاق النووي مع إيران.
ظل نتنياهو لفترة طويلة يمثل وجه إسرائيل على الساحة الدولية. وتولى رئاسة الوزراء في إسرائيل لأول مرة في التسعينيات ثم فاز بأربع ولايات متتالية منذ عام 2009 وكان شخصية مثيرة للانقسام في أغلب الأحيان سواء في الداخل أو الخارج. وغالبا ما يشار إليه باسم بيبي الذي يطلقه عليه أنصاره.
ونتنياهو شخصية محبوبة للغاية من أنصاره ومكروهة من معارضيه. ولم تؤد محاكمته الجارية بشأن الفساد- بتهم ينفيها- إلا لتعميق الانقسامات.
ويندد خصوم نتنياهو منذ مدة طويلة بما يرون أنه خطابه السياسي الداعي للفرقة وأساليبه السياسية السرية وإخضاع مصالح الدولة لبقائه على المسرح السياسي. ووصفه البعض بوزير الجريمة واتهموه بإساءة التعامل مع أزمة فيروس كورونا وتداعياتها الاقتصادية.
وأثار بينيت الغضب من داخل المعسكر اليميني لخرقه تعهدا انتخابيا من خلال الانضمام إلى لابيد واتهام نتنياهو له بأنه خدع الناخبين. وقال بينيت إن إجراء انتخابات جديدة وهي النتيجة المحتملة في حالة عدم تشكيل حكومة ستكون كارثة.
وقال بينيت ولابيد اللذان تحدثا أمام البرلمان أيضا إنهما يريدان إنهاء الانقسامات السياسية وتوحيد الإسرائيليين في ظل حكومة ستعمل بجد من أجل جميع مواطنيها.
ونال الاثنان بعض الهتافات والتصفيق خلال الجلسة وسط مضايقات متواصلة من خصومهما.
وبدأت احتفالات خصوم نتنياهو بانتهاء عهده مساء السبت خارج مقر إقامته في القدس والذي شهد احتجاجات أسبوعية في العام الأخير حيث علقت لافتة سوداء على جدار كتب عليها “مع السلامة يا بيبي مع السلامة” في إشارة إلى اسم التدليل الذي يطلقه عليه أنصاره.
وردد المتظاهرون الأغاني ودقوا الطبول ورقصوا في إطار احتفالاتهم.