الاحتجاجات رفيقة أزمات اللبنانيين
النشرة الدولية –
الوطن السعودية – أسماء وهبة –
اندلعت الاحتجاجات في لبنان، في مواجهة جديدة لرفع الدعم بشكل شبه تام عن المحروقات، وهو ما يعني ارتفاعا جنونيا في أسعار فواتير الكهرباء والبنزين، ووسائل المواصلات وكل السلع في البلاد.
وتركزت الاحتجاجات في شوارع العاصمة بيروت، ومدينة طرابلس وبعض القرى، ويأتي ذلك بمزيد من التدهور في الليرة اللبنانية مقابل الدولار، حيث وصلت إلى 18 ألفا، مع غياب الإجراءات الحكومية لضبط الانهيار.
ومن هنا أكدت المحللة السياسية سوسن مهنا، على أن الحل الوحيد أمام المواطن اللبناني لتغيير واقعه، هو بالنزول الى الشارع والتظاهر أمام بيوت المسؤولين والمؤسسات الحكومية، لأن السلطة – على حد تعبيرها – تظن أنها أعادت الإمساك برقاب الناس بعد فشل المبادرة الفرنسية.
تهريب علني
كما تتحدث المصادر أن لا حكومة في الأفق، ففريق رئيس الجمهورية ميشال عون سيستمر في العرقلة، لضمان وصول رئيس التيار الوطني الحر، إلى رئاسة الجمهورية في 2023، وحزب الله يناسبه الانفلات الأمني والاقتصادي والسياسي، حتى يتضح مسار المفاوضات الأمريكية الإيرانية، لينتزع ما يعتبره حقا له في الدستور والسلطة، إضافة إلى استفادته من عمليات التهريب والمضاربة في البورصة، وغياب دور الدولة في ضبط الحدود، ما يمنحه حرية حركة غير مسبوقة، في ممارسة عمليات التهريب كما يحلو له.
وهذا ما أكدت عليه بعض مصادر «الوطن» في منطقة البقاع وتحديدا بعلبك – الهرمل الواقعة بشكل تام تحت نفوذ حزب الله، حيث أشار المصدر إلى «قيام الميليشيا وأعوانها بجميع أنواع التهريب من مخدرات وأدوية، وبنزين ومواد غذائية بشكل علني، أمام القوى الأمنية التي تأتمر بأوامر الميليشيات، دون حسيب أو رقيب، حيث حقق أتباعها ثروات كبيرة بسبب أزمة الجوع التي يعاني منها اللبنانيون منذ عام ونصف».
حل الأزمة
وفي هذا السياق ترى مهنا في تصريح خاص، أن الأزمة الاقتصادية اللبنانية، تزامنت مع أزمة سياسية حادة في المنطقة، كما أن انتفاضة 17 أكتوبر كشفت إفلاس لبنان الذي لم تجرؤ الطبقة السياسية على الإعلان عنه.
ونفت أي إمكانية لحل الأزمة اللبنانية في الوقت الراهن، لكونها مرتبطة بالمفاوضات الأمريكية الإيرانية.
الجيش اللبناني
كان لافتا دعوة اللبنانيين للجيش اللبناني، من أجل التدخل في الأزمة المعيشية – السياسية وهو ما نفت مهنا إمكانية حدوثه لعدة أسباب قائلة: «يأتمر الجيش من السلطة السياسية. كما أن إعلان قائد الجيش أنه لن يكون حكما بين الأطراف المتنازعة، كي لا يؤدي ذلك إلى انقسام الجيش نفسه، والأهم عدم قدرة الجيش على دخول مناطق الأمن الذاتي التابعة لحزب الله، مثل ضاحية بيروت الجنوبية، والبقاع والجنوب، وبالتالي لا إمكانية لتحقيق رغبة الناس، وحتى القوى الثورية بتشكيل حكومة عسكرية، أو انقلاب عسكري بهدف الإطاحة بالسلطة والأحزاب القائمة في لبنان».