سيناريوهات متباينة لزجاجة “الخصاونة زواتي”!
بقلم: صالح الراشد
النشرة الدولية –
استغربت منظر قيام وزيرة الطاقة هالة زواتي بتقديم زجاجة من النفط الخام لرئيس الوزراء الاردني الدكتور بشر الخصاونة، وشاهدت الصورة بعدة أوجه أحلاهم مر كالايام التي قال عنها رئيس الوزراء السابق عمر الرزاز ” كل مُر سيمر”، لكن مرارة المشهد متفاوته وربما اقول ربما تحمل رسائل متعددة، لكن الرسالة الأهم بأن زواتي في طريقها للخروج من الحكومة وربما يلحق بها الرئيس الذي لم يجيد قرائة المشهد وآليات التعامل، فهذه الزجاجة من حق جلالة الملك ويجب أن تقدم له شخصياً في حفل مهيب وليس لاي فرد آخر، كون البحث عن النفط لم يجري في عصر خصاونة وزواتي بل منذ سنوات سابقه وأن الملك هو من أمر بالبحث عن النفط في الأردن.
هذه هي الصورة الأولى والتي تناساها الرئيس والوزيرة، لكن البعض قد يرى المشهد بطريقة مختلفة وأن الرئيس سيُخرج الشعب من عنق الزجاجة بهمة وزرائه، كون المعروف أن النفط يشكل العامل الرئيسي في رفاهية الشعوب، ونحن أكثر الشعوب معاناة من نقص موارد الطاقة وندفع ثمن مرتفع لفاتورة الطاقة، وفي حال استخراج النفط والغاز سيشعر الشعب بالرخاء، والخوف أن تكون هذه الزجاجة خدعة سحرية، غايتها كسب المزيد من الوقت في التلاعب بالشعب الصابر على القرارات الإقتصادية السيئة، التي اتخذتها الحكومات على مدار سنوات طوال، وتُريد هذه الوزارة الإقتداء بهم والسيرعلى نهجهم في تخدير الشعب.
والخوف ان نجد بأننا أمام صورة مغايرة لسابقتيها، وان الشعب سيبقى داخل الزجاجة المليئة بالنفط القابل للإشتعال والغاز السام القاتل، وهذه إشارة إلى أن الحكومة ستمارس المزيد من الضغط على الشعب الصابر دوماً على مصائب ومصاعب الحياة، وفي هذه الحالة على الحكومة أن تدرك بأن الشعب لن يحتمل المزيد كون الحزام الذي يشده على خاصرته قد تجاوز اللحم ووصل للعظام، وأصبح غالبية المواطنين غير قادرين على تلبية الإحتياجات الضرورية للحياة في ظل الارتفاع المتواصل للأسعار وتجمد الرواتب والدخل، مما يعني تناقص القدرة الشرائية للعائلة الأردنية لتصبح رفاهيات الحياة البسيطة جزء من الخيال.
المنظر الرابع هو الأشد إيلاماً وندعوا ونبتهل لله أن لا يحدث، وهو أن تتحول هذه الزجاجة إلى سائل للفتنة يُثير الفوضى في حال عدم مصداقية الحكومة حيث سيرفض الشعب هذا التلاعب، وعندها سيدفع الرئيس والوزيرة مغبة هذا الإستهتار، أما إن كان الخبر صادقاً فإن الخوف سيكون خارجيا، حيث سيسيل لعاب الدول القوية لفرض هيمنتها على الأردن كما تفعل مع جميع الدول النفطية في العالم، وعندها سنملك المال لكننا سنفقد القرار وبالذات القرارات العربية المصيرية، فما هو السيناريو الذي ستتسبب به زجاجة “الخصاونة زواني”؟ الإجابة لن تطول والايام القادمة شواهد.!!