الإدارة الفاشلة.. والحكومتان!
بقلم: أسرار جوهر حيات
لنشرة الدولية –
لم نكن بحاجة لأكثر من جرعة تفاؤل حتى نشعر أننا بأيدٍ أمينة، بلغة بسيطة منحنا إياها وزير الدفاع الشيخ حمد جابر العلي، داعياً الكويتيين للسفر، ولكن مع التطعيم والحذر، لكن، المفارقة أن زميل العلي، وزير الصحة الشيخ د.باسل الصباح، والمفترض أنه يمثل الحكومة نفسها، دعانا لعدم السفر، فأي توجه حكومي نصدق؟!
المتتبع لإدارة أزمة كورونا صحياً في الكويت، بلا شك لا يستطيع إلا أن يصفها بالفاشلة، وبامتياز، فحتى أولئك الذين يريدون الدفاع عن الإدارة الصحية لا يملكون الحجة الكافية للدفاع عنها، فيحرجون غالباً عقب تصريحاتهم، (اللي كله تدخلهم الطوفة)، فلا حققنا المناعة المجتمعية في التطعيم، ولا استطعنا أن نخفض الحالات، ومازلنا نتعامل بمنطق التجربة والخطأ، والمصيبة أن الادارة الصحية التي فشلت، والكل يعلم أنها فشلت، مازالت تعاند ومستمرة بالنهج عينه، فلا هي الراغبة بترك الأمور لمن يخرجنا من الأزمة، ولا هي براضية أن تغير نهجها!.
ولم يعد مقبولاً، أن يلتمس البعض العذر للادارة الصحية، وعلى رأسهم الشيخ د.باسل الصباح بالقول، إنها أزمة عالمية ودخلناها دون خبرة بالتعاطي معها، فعلى الأقل وزارة الصحة الآن لديها خبرة تربو على عام ونصف العام منذ بداية الأزمة الى الآن، فعن أي قلة خبرة تتحدثون؟!.
في بداية الأزمة صفقنا، وشددنا على يد وزارة الصحة، إلا أن الأخطاء تكررت، والعثرات زادت، فحتى في الحظر لم نستطع أن نخفف الحالات، ولا استطعنا أن نخفف الوفيات، إلا أن الأدهى والأمرّ اليوم، أننا ومع وجود اللقاحات، نسجل حالات مرتفعة يومياً، ووفيات وصلت الى سقف العشرين وفاة يومياً، ولايزال مبدأ الشفافية مغيباً.
وتحاول وزارة الصحة عبثاً، أن توهمنا أن ارتفاع الحالات يأتي نتيجة لعدم إقبال الناس على التطعيم، بينما العكس هو الصحيح، فالوزارة لم تتعامل مع اللقاحات بمبدأ صحي، بل تعاملت معها بمبدأ مواطن ومقيم، فبدل أن تكون الأولوية اللقاح للفئات العمرية والصحية الأكثر خطورة، كانت الأولوية للمواطن، أياً كان عمره أو حالته الصحية، بينما بقي المقيمون بيننا بلا لقاحات، وقد يكونون ضمن الفئات الأكثر خطورة صحياً وعمرياً، إضافة الى كونهم أغلبية وسيكونون ناقلين للوباء، فلم نستطع أن نحقق المناعة التي نريد.
وظلت الوزارة تماطل في الإعلان عن عدد المحصنين باللقاحات، واستمرت ترسل لنا الأنباء مسربة للصحف على لسان مصادر مسؤولة، فتارة تقول المصادر المسؤولة المجهولة أننا طعمنا 3 ملايين جرعة، وتارة تقول 3 ملايين شخص!! في حين أن الوزارة عندما اضطرت للاعلان الرسمي عن اللقاحات تبين أن عدد المحصنين بجرعتين لم يصل الى مليون شخص فقط! وبالمناسبة قلة عدد المطعمين ليس لعدم إقبال الناس، فهناك مسجلون في النظام منذ أشهر لم يتلقوا التطعيم بعد! فعن أي عزوف عن التطعيم تتحدثون؟!
وعلى وزارة الصحة ممثلة بالوزير ووكلائه، أن تعي أن أي وزارة خدمية يتحقق نجاحها عندما ترعى مصالح الجمهور من مواطنين ومقيمين، وتكسب رضاهم، أليست الوزارة مقدمة خدمات؟! إلا أنها فشلت فشلاً ذريعاً في كسب رضا الناس.
نحتاج إدارة صحية جديدة، أو على الأقل نهجاً جديداً في التعاطي مع الأزمة، فالدول المحيطة استطاعت أن تعيش وتتعايش بوضع أفضل منا، عبر بدائل لا تبدو صعبة التحقيق علينا، إلا أننا ابتلينا بإدارة تعاند النصح وتنفرد بالقرار، فإلى متى سنبقى تحت رحمة نهج وزارة الصحة في التجربة والخطأ، بينما تحاول بين حين وحين أن تحملنا وتحمل الاقتصاد المحلي وزر أخطائها بالتلويح بالحظر..!