أردوغان.. والنهاية القريبة!!
بقلم: صالح القلاب
النشرة الدولية –
الواضح أنّ رجب طيب أردوغان مصرٌّ على استعادة أمجاد “الإمبراطورية العثمانية” التي كانت قد تفككت وسقطت قبل قرن كامل من السنوات، أي في عام 1922، وهذا يعني أنّ الرئيس التركي الذي هناك أدلة واضحة ومؤكدة على أن رحيله بات قريباَ، ينفخ في قربة مثقوبة وأنّ هذه الإمبراطورية التي يتغنى بأمجادها قد رحلت بلا أي عودة وأنّ مصطفى كمال “أتاتورك” الذي اعتبره البرلمان التركي “أبو الأتراك” قد دفنها بيده وهال عليها التراب وأنها قد أصبحت نسياًّ منسياًّ ولم يعد يذكرها إلا الغارقون في الأوهام وهنا مع التقدير والإحترام للشعب التركي ولأحزابه وقواه السياسية.
إنه لا يعيب أردوغان أن يكون قد بدأ حياته العملية: “بائعاَ للبطيخ” وأنه بقي يكافح إلى أن أصبح رئيساً بـ “ضربة حظ”، كما يقال، لكن ما يعيبه ويؤخذ عليه أنه قد ذهب بعيداً في “تطلعات” إحياء قبرٍ دارس في مقبرة لم يعد هناك وجوداً لها بعد مائة عام من دفن الدولة العثمانية وإهالة أكوام من الأتربة عليها وأصبحت هناك هذه الدولة العظيمة التي أقامها “أتاتورك” الذي يستحق أن يوصف حتى بعد كل هذه السنوات الطويلة بأنه “أبو الأتراك”.
ثم إنّه مقبول أن يذهب أردوغان بعيداً في تمدد تركيا، التي أسسها وبناها “أتاتورك”، إذ أن كل الدول المقتدرة تسعى دائماً للركض وراء مصالحها في القارات والدول البعيدة ولكن بدون محاولات استعادة أوهام قد مرت عليها سنوات طويلة وإذْ أنّ بإمكان رجب طيب أردوغان أن يسعى جاهداً، مثله مثل غيره إنْ في أفريقيا وإنْ في أبعد مكان في الكرة الأرضية، من أجل مصالح بلده لكن بدون هذه الإدعاءات التي تتكىء على تاريخ بات بعيداً وعلى أمجاد الدولة العثمانية التي كانت قد زالت من الوجود قبل كل هذه السنوات الطويلة والتي أصبحت قبور قادتها وخلفائها دارسة وأصبحت تلك الفترة بعيدة جداًّ ونسياًّ منسياًّ!!.
ربما أنّ من حق تركيا، كإحدى الدول الكبرى، أنْ تبحث عن مصالحها “المشروعة” إنْ في دول الجوار وحتى إنْ في المناطق والدول البعيدة لكن ما هو غير مقبول هو أن يعتبر رجب طيب أردوغان أنه أحد رموز الإمبراطورية العثمانية عندما كانت في ذروة تألقها وعلى هذا الاساس أنْ يسعى للتمدد في القارة الإفريقية وفي البحر الأبيض المتوسط وفي العديد من الدول القريبة والبعيدة إن هذا ليس مقبولاَ وفقط لا بل أنّ تركيا ستدفع ثمنه غالياً وحقيقة أنها قد باتت تدفع هذا الثمن من خلال تمددها العسكري في بعض الدول المجاورة والبعيدة .. وتحديداً في كردستان العراقية.
وهكذا فإنّ المعروف أنّ هذه المنطقة هي الأكثر تأثراَ بمستجدات بعد ما يسمى: “الربيع العربي” الذي قد ثبت أنه كان وبالاً على الشرق الأوسط كله لا بل على معظم دول الكرة الأرضية وهذا من المفترض أن يدركه ويعرفه رجب طيب أردوغان وذلك إذْ أن تركيا إن هي لم تتراجع عما قامت به إنْ في ليبيا، الدولة العربية، وإنْ في قبرص ومياه البحر الأبيض المتوسط وفي كردستان العراقية وأيضا في سوريا فإنها ستدفع الثمن غالياً بالتأكيد وإنّ هذا الرئيس، التركي الذي يبدو أن رأسه محشواًّ بأوهام كثيرة، إنْ هو لن يتراجع عما يقوم به خارج بلده فإن مصيره سيكون لاجئاً سياسياًّ في إحدى الدول البعيدة أو نزيلاً دائماً وعلى مدى سنوات ما بقي من عمره في إحدى زنازين السجون التي باتت محشوة بأعداد غير معروفة من المعارضين وقادة القوى والأحزاب التي ترفض هذه المسيرة الأردوغانية.