سياسة أم مَسَاسة؟
بقلم: اكرم كمال سريوي

النشرة الدولية –

تساءل رئيس مجلس النواب نبيه بري في الأمس، غامزاً من قناة رئيس الجمهورية وتياره، عن السياسة التي يتّبعها في إدارة شؤون البلاد، ورفضه أي تشكيلة حكومية لا يحصل فيها على الثلث المعطّل، غير آبهٍ بمعاناة الناس والأزمات التي دمرت البلد وأوصلته إلى جهنم ، ودمّرت وعطلت بالدرجة الأولى السلطة التنفيذية، التي لو تشكّلت لكان يُفترض بها أن تجد الحلول، وتُجنّب الشعب أسبوع الآلام، الذي امتد لسنتين وما زال مستمراً، وجلجلة الصلب في طوابير الذل وعلى خشبات الجوع والفقر.

ما هذه؟ سياسة أم مَسَاسة ؟؟؟ سأل رئيس المجلس !!!

«السياسة هي مسلك شريف لأن لها علاقة بقيادة الرجال» وفق تعبير ورؤية كمال جنبلاط. أما «المَسَاسة» فهي في اللغة العربية تعني التعرّض والإساءة، وأن تمسّ بشيء يعني تُفسده وتُحدث فيه الضرر أي بمعنى الأذية، وتأخذ هذه الكلمة في الفقه الإسلامي بُعداً آخر فيُقال «رجُل ممسوس» أي مسَّه الشيطان وأصابه الجنون.

فأي مَسَاسة قصد الرئيس بري ، وهو يسأل عن السياسة التي دمرت نفسها بنفسها ، ودمرت صاحبها وأخذت البلاد معه إلى قعر الهاوية.

لقد مر عام من دون حكومة، والعام المُتبقّي من عهد الرئيس عون لم يعد يتسع لإحداث معجزات هِرقل وإنقاذ لبنان، لذا باتت أقصى طموحات فريق الحكم، الحصول على أكبر قدر ممكن من المكاسب، في التوظيفات المرتقبة في المراكز الشاغرة العديدة في الفئة الأولى، خاصة تلك المحسوبة عرفاً على المسيحيين، إضافة إلى معركة إنقاذ التيار ورئيسه جبران باسيل، ومحاولة تكرار التجربة السابقة، بوضع لبنان واللبنانيين أمام خيارين لا ثالث لهما: إمّا جبران باسيل رئيساً للجمهورية، وإمّا الفراغ وخراب لبنان.

هذا يعني ببساطة أن لا حكومة، لا الآن ولا بعد أشهر!!! إِلَّا وفق شروط ومصلحة الرئيس عون وتياره . وفي ظل رفض الرئيس المكلف نجيب ميقاتي (كما اللذين سبقاه أديب والحريري)، إعطاء عون الثلث الضامن للتحكم بالحكومة ، فإن البلاد قادمة على كارثة وانفجار بات وشيكاً ويترقّبه الجميع في نهاية أيلول.

فاستعدوا أيها اللبنانيون فالقادم من الأيام قد يكون أسوأ مما تظنون.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى