لا هو عثمانيّ.. ولا هم “يحزنون”!!
بقلم: صالح القلاب
النشرة الدولية –
حسب ما جاء في كتاب هيلاري كلينتون: “الخيارات الصعبة”، التي الأهم من أنها كانت وزيرةً للخارجية الأميركية أنها كانت زوجة الرئيس الأميركي بيل كلنتون، فإنّ الإدارة الأميركية ليس في هذا العهد: “عهد جوبايدن”، الذي عندما كان يتردّدُ إسمه “يتضاحك” حتى الأفغانيّون حتى “يقعون” على أقفيتهم، وإنما في عهد زوجها كانت قد بحثت عن زعيمٍ سنيٍّ وزعيمٍ شيعيٍّ يضبط أوضاع هذه المنطقة التي كانت ولا تزال بالنسبة لأميركا وأيضاً لغيرها مثل كالصين التي باتت كسهْمٍ منطلقٍ من قوسٍ مشدودة الوتر وروسيا وأيضاً مثل دولٍ أخرى، كانت في فترةٍ تاريخيةٍ ذهبت وهي لن تعود إطلاقاً، تعتبر دولاً عظمى كبريطانيا وكفرنسا وأيضاً كألمانيا، ليس “الهتلرية” بالطبع وكاليابان التي تُتّهم بأنها كانت وراء إختراع هذه الآفة المرعبة التي إسمها الـ “كورونا”!!
والمهم أنه قد جاء في كتاب هيلاري كلنتون: “الخيارات الصعبة”، وهنا فإنَّ الواضح أنَّ خياراتها كلها كانت صعبة، كأن أصبحت وزيرة خارجية الولايات المتحدة والبعض يقول وكأن اختارت بيل كلنتون زوجاً لها: أنّ الإدارة الأميركية في عهدها وعهد زوجها قد بحثت عن زعيمٍ “سنيٍّ” وزعيمٍ “شيعيٍّ” فوقع الخيار على الولي الفقيه “آية الله العظمى” علي خامنئي وعلى رجب طيب أردوغان الذي أصبح زعيماً: “إخوانياً”، حسب الطلب، والذي بادر إلى إزاحة “الإخوان” المصريين التاريخيّين من طريقه وحيث أنهم قد “تناحروا” وقد “تفرّقوا” أيدي سبأ كما يقال!!
وحقيقةً أنّ الزعيم الشيعي هذا الذي وقع “خيار” العائلة الـ”كلْنتونية” عليه، أي علي خامنئي، لم يذهب بعيداً في “تصوّراته” وأنه اكتفى بما اختاره أصحاب القرار في “قُمْ” وطهران له وعلى أساس أنه من أصولٍ عربيةٍ تعود به، كما يقول هو وكما يقول غيره، إلى آل البيت الأوائل فإنّ المعروف أنّ كل الذين يرتدون “العمائم السوداء” حتى بمن فيهم الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الذي “يوصف”،والعياذ بالله، أنه قاتلاً محترفاً وأنّ يديه ملطختين بدماء الأبرياء من الإيرانيين ومن غيرهم.. وأنه لا علاقة له بما يدّعيه وذلك حتى وإنْ هو وضع العمائم السوداء كلها على رأسه منذ إنقسم المسلمون إلى سنةٍ وشيعةٍ!!
إنّ هذا هو: “الشيعي” الذي وقع “خيار” هيلاري كلنتون وبالطبع وزوجها بيل كلنتون عليه وهو خياراً معقولاً إذا كان لا بُدّ من المقارنة بينه وبين هذا الذي إسمه رجب طيب أردوغان الذي لا هو زعيماً سنياً و”لا هم يحزنون”، والذي كُلُّ ما قدمه لأهل “السُنّة” هو عبوره “الأسطوري” للبحر الأبيض المتوسط مروراً بجزيرة قبرص ووصوله إلى ليبيا التي انتزعها من ورثة “الزعيم” معمر القذافي إنتزاعاً وعلى أساس أنها من أملاك “العثمانيّين” وأنه وريث “الإمبراطورية العثمانية”!!.
وهكذا وفي النهاية فإنّ هذا الـ”رجب طيب أردوغان” لو أنَّ مصطفى كمال (أتاتورك) لا يزال حياً أو لو أنه هو قد كان في ذلك “العهد الكمالي” الذي بات بعيداً فلما وصل إلى ما وصل إليه ولما نصَّبَ نفسه مرشداً أعلى لـ”الإخوان المسلمين”.. وأيضاً ولما عبر بأوهامه وأحلام يقظته البحر الأبيض المتوسط وعلى اعتبار أنه الأحقُّ بأنْ يكون وريث “الإمبراطورية العثمانية” .. وهذا مع العلم بأنّ بعض الذين يعرفونه عن قربٍ يدّعون “أنه ليس من أبوين عثمانيين ولا هم يحزنون.. ولا من أبوين “كرديين” وبالطبع ولا من أبوين “عربيين”.. وأيضاً ولا من: أبوين “علويّين”.. وعليه وعلى أيِّ حالٍ فإنّ: “القادم أعظم” وإنّ كل من برز في هذه المرحلة التاريخية الضبابية سيعود إلى أصله.. وحقيقةً أنّ حكاية الأصل والفصل قد ولَّتْ وانتهت وبلا أيِّ رجعة!!.