المزاوم يمتطي ناقته بدلا عن السيارات ويشرب حليبها بدلا من الماء
النشرة الدولية –
الوطن السعودية – فريح الرمالي –
مع دخولنا عقدا ثالثا جديدا من الألفية الجديدة، ما زال في زمننا هذا من يعيش وكأنه «خارج الزمن»، بلا واتساب ولا تويتر ولا حتى هاتف محمول، ولا حتى ركوب سيارة.
هذا الرجل الذي يعيش خارج الزمن، يكاد ينهي العقد السابع من عمره، ويدعى سعود مزاوم الشمري، وقد زهد بالدنيا من أجل إبله، فعاش وحيدا معها، وعايشها أكثر مما عايش أهله، فصارت هي عائلته التي جال بها الصحراء وقطع الحدود بحثا عن المراعي، ملتحفا السماء متوسدا الرمال.
ولعل حالة الخذلان التي تعرض لها مزاوم حين باع 25 من إبله، لتاجر استغل طيبته وأعطاه شيكا بلا رصيد ثمنا لها، قد زادت في عزلته، حيث وجد لدى الإبل وفاء لم يلمسه عن البشر، فعقد معها صلحا دائما وصارت صديقته التي يحدو لها، والتي تسقيه لبنها.
مجاهل النفود
كثيرا ما ظهر مزاوم مع إبله في مجاهل ومضامي صحراء النفود الكبير، بحثا عن الكلأ والعشب، فيقضي أحيانا شهورا طويلة لا يكلم فيها أحدا، ولا يسمع سوى رغاء إبله، ولا يقول سوى حدائه لها بصوت محدد ومعروف.
يؤكد مزاوم أنه عايش الإبل منذ نعومة أظفاره، حيث رعى إبل والده وارتبط ارتباطا وثيقا بها، وأمام ناظريه تكاثرت وزاد عددها، وبدأت تأخذه بعيدا عن أهله حيث يغيب عنهم لأشهر، ويقطع مسافات طويلة معها، حتى أنها أخذته خارج الحدود، ووصل فيها حتى سورية، وقضى جل حياته في فيافي صحراء النفود بين منطقة حائل والجوف.
يقول مزاوم «حليب الإبل هو مائي والزاد في أغلب الأحيان، والتمر هو الوجبة الرئيسة لي، عندما نكون في فصل الربيع لا تشرب الإبل الماء لأشهر، وأتكيف معها فلا أشرب إلا حليبها، وعند دخول فصل الصيف والعودة لموارد المياه نشرب الماء».
الترحال على ناقة
يوضح مزاوم أنه لا يعرف عن الجوال إلا اسمه، وأنه لم يقتنه ولم يستخدمه طوال حياته، كما أنه لا يعرف السيارة وليست لديه أي فكرة عن قيادتها، ولم يمتلك سيارة يوما، وكانت ناقته هي سيارته ومركبه طوال حياته، ويقول «قبل 17 سنة اضطررت أن أبيع 25 من إبلي لأحد التجار، ولم أستلم منه مقابلها، وحتى اللحظة لم أستلم ريالا واحدا من سعرها.. كنت أثق بذاك التاجر، فأعطاني شيكا دون رصيد، لقد استغل طيبتي».
وأضاف «بعد ذلك جاورت قريتي قناء شمال حائل، أنا وما تبقى من إبلي التي ما زلت أقوم على رعايتها والاهتمام بها على أمل أن تعود إبلي التي فقدتها».
رجل خارج الزمن
سعود مزاوم الشمري
في نهاية العقد السابع من العمر
عاش حياته كلها مع إبله
قبل 17 سنة باع 25 من إبله ولم يستلم ثمنها
استغل الشاري طيبته وأعطاه شيكا بلا رصيد
لا يعرف وسائل التقنية الحديثة ولم يقد سيارة
لا يعرف من الجوال سوى اسمه