السيره أطول من العمر
بقلم: داليا جمال

النشرة الدولية –

اخبار اليوم المصرية –

لا أذكر أنني قد شاهدت مراسم جنازة شارك فيها الاف الالاف من البشر بمحبة وبدعوات صادقه خرجت من قلوب المشيعيين رجالا ونساء وأطفالا كما شاهدت في مراسم وداع  الناس للحاج محمود العربي شيخ بندر التجار ، الرجل الذي أفني حياته في تجارة مع الله بفتح ابواب الرزق ل٣٤ الف  شاب وبواقع ١٠٠٠ وظيفه جديده كل عام، وبتبرعاته السخيه لكل باب من ابواب الخير ، سواء لأسر فقيره او لمستشفيات في حاجه لأجهزه لعلاج الفقراء، أو بإنشاء دور للايتام ورعاية الارامل وغيرها من ابواب الخير التي لم ينساها له الناس ، كما ادهشتني جنازة البرلماني السابق دكتور هيرماس رضوان أيقونة بني عبيد ، والتي شهدت ملامح حب جارف من كل اهالي بلده ومحافظته وفاء لكل ماقدمه لأهله وناسه من خدمات بحب ووفاء وإخلاص ، فكانت جنازته مهيبه وحناجر المشيعيين تلهج بالدعاء ، بينما جلس الأطفال يتلون القرآن علي روحه في خشوع يزلزل الأبدان ، وكذلك جنازة رجل الصناعه محمد فريد خميس الذي شيعه آلاف البشر من عمال مصانعه، مع الاف من البسطاء ممن كفلهم في حياته ومن أبناء مدرسة النسيج التي أنشأها لتعليم صناعة النسيج.

ولم أنس مطلقا مشهد  جنازة رجل بسيط إسمه صلاح عطيه ، في قرية تفهنا الأشراف والذي حول قريته لواحده من أغني قري محافظة الغربيه، بإنشاء مزارع الدواجن وفتح الاف البيوت من هذه الصناعه .

لقد رحل محمود العربي وهيرماس رضوان وفريد خميس وصلاح عطيه…ولكن..بقيت لهم المحبه في القلوب والذكر الحسن جزاء ووفاء لما قدموه من خير لمجتمعهم وبلدهم.   ويبقي الدرس والعظه والعبره لكل قادر يضن بمساعدة الناس أو إعانة محتاج علي الحياه ، ولكل صاحب مال وجاه ونفوذ اعتقد ان الحياة  ستدوم له ، ونسي او تناسي أن التراب قد ضم رفات ملوك وسلاطين ورؤساء ، لم يبق منهم سوي السيره والأعمال  ، وأننا جميعا علينا أن نعي أن  الالاف بل وملايين البشر سيفنون ..ولكن. قليل منهم فقط سيذكرهم الناس لأن  سيرتهم العطره ستبقي مؤكدة أن السيره أطول كثيرا من العمر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى