نموت ليستفيقوا..فيصحو لنزداد ألماً وموتاً
بقلم: صالح الراشد

النشرة الدولية –

يتنقل الموت بيننا كما يتنزه عاشق في بستان ممدود، خاطفاً أجمل الورود فيما الموت يخطف أمل الوجود، يغادرون بأخطاء يندى لها الجبين رغم كثرة الوعود ، فالأطفال يحلمون بحياة هانئة ولا يسعون للخلود، ويدركون رغم صغر عمرهم أن الحياة لها حدود، وتؤلمهم دمعة تترقرق على خد الأم كالبارود، وأب يخبيء حزنه فهو لربه كنود، وهنا يستفيق المسؤول من غفوته بسهود، ويصدر صوتاً مرعباً كالرعود، معتقداً أنه سيخفي تقصيره بعد أن يعود للبرود، فالضمير  غائب والإنسانية طريقها مسدود، فالمنصب هو الأمل والحلم والنقود، لتصبح طريق الإدارة ضعف وترهل وكذب وجحود، ليكون الموت مجرد موعد مع العهد المعهود.

 

التقصير ينتشر في كل مكان، حتى أصبحنا لا نفرق بين المستشفى والدكان، والمقبرة والبستان والوزير والفران، فكله متشابه والفساد تجاوز الآذان، فالحس والوطني  غائب من زمان، كون العمل بلا تجديد ونسير كما سابق الأوان، فعند هؤلاء المصلحة فقط من الأركان، والعمل ليس عبادة ومرح ولهو ودخان،  ليضيع العمر هدراً دون بنيان، فالأخطاء تتكرر والرئيس نعسان، يترنح في مسيره فاقد للإتزان، ويصرخ بجنون أوقفوا الفلتان، وربما لا يعلم ان في النظام أمان، ومراقبة الذات عنوان والخوف من الله يدخل الجنان، لكننا نجد كل مفيد يخدم الوطن في خبر كان، ليزيد الإقبال على الأكفان فالحل أصبح يحتاج للسحرة وللجان.

 

الفساد يحيط بنا كما السوار في المعصم، لذا نجدهم لا يخجلون حين يوقع أحدهم ويبصم، معتقداً أنه المحمي الأعصم، فلا يصيبه سوء حتى إن نهب وخاصم واختصم، فالمال بلا رقيب والعمل بلا حسيب والمناصب توزع حسب قوة المعتصم، واصرخ يا فقير ويا مظلوم ما شئت فأصحاب القرار عندها يصابون بالصمم، وتصبح إن قلت الحقيقة العدو والخصم، ولن تنجوا فالقافزون على المناصب بغير حق لهم ألأف عاصم ومعتصم.

 

فتموت إمرأة وتلحق بها طفلة فيهتف شيخ قضاء وقدر، فالموت حق ولا مجال لاتهام البشر، فالمستشفيات لها ألف عذر وعذر، فالبعض يزورها كل يوم لانهاء الكدر، فيخطيء العاملون بين مريض ومن يتندر، يموت رجل فنقول أين النظام ولماذا يُصاب العالمون بالخدر، فالجهد كبير والمسؤول ينام في بيته من العصر حتى لا يُصاب بالكدر، فإن كنت غير قادر على حماية الشعب والبشر، فارحل ففي سماء الوطن ألف قمر وقمر، ومن الخبرات فهنا الكثير من الدرر، هي المظلات التي ترسل من يقود الوطن إلى القهر، فالشعب يحتاج الأفضل فنحن لسنا فقط بشر بل خير البشر، فناموا ولا تستيقظوا حتى لا يُصيبنا المزيد من الشرر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى