إيران.. الفارسية!!* صالح القلاب

النشرة الدولية –

ليس العراق وحده الذي هو بحاجة إلى إنقاذ وأن إنقاذه المطلوب ليس من العدو الصهيوني كما قد يظن بعض طيبيي القلوب وإنما من “جوارنا” التاريخي من الشرق وحيث أنّ هناك من قال: “لا توجد أمة على وجه الأرض تكره العرب أكثر من الفرس” وبالطبع فإنه لا يجوز وضع هؤلاء كلهم في سلة واحدة إذْ أنه في كل أمم الأرض هناك الصالح والطالح وهنا وإذا كانت تصح فعلا هذه المقولة الآنفة الذكر فإنها تنطبق على بعض الذين لا يدركون وربما لا يعرفون أو أنهم يتجاهلون أنّ الرسول العظيم عليه صلوات الله عربياّ وأنّ الخلفاء الراشدين عرباً وأن العرب هم من أوصل الرسالة الإسلامية إلى أربع رياح الكرة الأرضية.

وهنا فإنه لا يجوز: “أخذ الصالح بعروى الطالح” وأنه لا شك في أنّ هذا الإجتياح الإيراني (الفارسي) وليس “الشيعي” كما يتصور البعض لعدد من الدول العربية في مقدمتها العراق دافعه الحقيقي فارسياًّ وهذا كان قد إتضح عندما بادرت إيران إلى الرد على هزيمة الثمانية أعوام بإحتلال بلاد الرافدين بـ “مباركة أميركية” وحيث أن الهدف كان هو القائم الآن من “إبتلاع” لهذا البلد العظيم الذي كان جوهرة العرب والأمة العربية.

والمؤكد أن هذا الإحتلال الإيراني لبلاد الرافدين وأيضاً لعدد من الدول العربية ليس إحتلالاً “مذهبياًّ” كما يظن ويتصور البعض.. لا بل إنه إحتلال قومي فارسي لأقطار ودول عربية وحيث أنّ الإستعانة ببعض العرب هو مجرد “ديكور” لهذه الهيمنة الفارسية على عراق هارون الرشيد.. وأيضاً على سوريا وبعض اليمن وعلى لبنان الذي تهيمن عليه ضاحية بيروت الجنوبية.. وبالطول والعرض كما يقال.. وألاّ ما معنى عدم السماح بالتحقيق في كارثة ضربة مرفأ بيروت التدميرية؟!.

عندما “قام” الخميني بثورة عام 1979 وإطاحة نظام الشاه محمد رضا بهلوي ظن العرب أنّ إيران قد أصبحت “شقيقة” لهم وأنّ “الرياح الخمينية” ستهب على فلسطين وستحررها ولهذا فإن ياسر عرفات (أبوعمار) كان أول الواصلين إلى طهران وأنه لم يتردد في الذهاب إلى “عربستان” بناء على رغبة القائد الإيراني الجديد لكن ما ثبت لاحقاً هو أنّ هذا البلد في حقيقة الأمر هو دولة فارسية ما لبثت أن كشفت عن توجهاتها وحقيقتها عندما بادرت إلى إحتلال العراق.. وإحتلال سوريا أيضاً.. والسيطرة فعلياًّ على بعض الدول العربية الأخرى.

وحقيقة أنّ هذا هو واقع الحال وإنه عندما راهن بعض العرب على الثورة الخمينية وعلى أن طريقها ستكون إلى فلسطين وليس لا إلى العراق ولا إلى سوريا وأيضاً ولا إلى اليمن وإلى دول عربية أخرى فإنّ رهانهم هذا قد إتضح أنه كان خاسراً ومنذ البدايات.. وأن إيران هذه دولة فارسية همها الرئيسي لا هو تحرير فلسطين ولا القضاء على العدو الصهيوني وإنما تسديد ما تعتبره حسابات قديمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى