حضور نسائي لافت في الحكومة المغربية الجديد

النشرة الدولية –

عيّن العاهل المغربي الملك محمد السادس، الخميس، حكومة جديدة برئاسة الملياردير عزيز أخنوش، رئيس حزب ”التجمع الوطني للأحرار“.

وضمت الحكومة، 24 وزيرا بينهم 7 نساء. وللمرة الأولى في تاريخ المملكة، شملت الأغلبية الحكومية الجديدة 3 أحزاب فقط، هي: ”التجمع الوطني للأحرار“، و“الأصالة والمعاصرة“، و“الاستقلال“.

ورأت حكومة أخنوش النور وسط آمال بتجاوز إخفاقات الحكومة السابقة التي كان يقودها حزب ”العدالة والتنمية“ الإسلامي.

”حكومة الكفاءات“

أكد رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، أن الحكومة الجديدة ”تزخر بكفاءات ستعمل على الاستجابة لتطلعات وآمال المغاربة“.

وأوضح أخنوش، في تصريح صحفي، أن هذه الحكومة ”ستكون بفضل وجوهها الجديدة حكومة عمل ونتائج، وستعمل على معالجة القضايا الكبيرة المطروحة“.

وأضاف: ”تستمد هذه الحكومة قوتها من تحالف ثلاثة أحزاب سياسية تتوفر على أغلبية مهمة ومريحة سواء على المستوى الوطني وكذا على مستوى الأقاليم والجهات“.

وتابع أن ”من شأن هذا الانسجام أن يتيح التنزيل الأمثل والناجح، وفي أحسن الظروف، للبرنامج الحكومي الذي ينسجم مع التوجهات الكبرى للعاهل المغربي“.

مزيج سياسي واقتصادي وتنموي

وقال العباس الوردي، أستاذ القانون العام في جامعة محمد الخامس في الرباط، إن الحكومة الجديدة تم تعيينها في زمن قياسي لعدة اعتبارات.

وأوضح الوردي في تصريح لـ“إرم نيوز“، أن رئيس الحكومة الجديد ”يدرك حساسية المرحلة التي يمر بها المغرب والمتسمة بتداعيات جائحة كورونا على عدد من القطاعات“، مشيرا إلى أن الحكومة الجديدة تواجه ”تحدياً كبيراً يتمثل في تنزيل ورش النموذج التنموي الجديد الذي وضعته الدولة المغربية“.

وأضاف أن الحكومة ”تم تطعيمها بوجوه اشتغلت مع اللجنة الملكية لصياغة النموذج التنموي وفي مقدمتهم شكيب بنموسى (شغل منصب رئيس اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي)، والذي عين الخميس وزيرا للتربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة“.

واعتبر الأكاديمي المغربي أن ”تطعيم الحكومة بمثل هذه الوجوه الهامة يحمل إشارات واضحة مفادها أن هذه الحكومة تحمل بين طياتها الجانب السياسي والاقتصادي وكذا التنموي، لأجل تحقيق نهضة تنموية غير مسبوقة“.

وفي تحليله للتشكيلة الحكومية الجديدة، رأى أستاذ القانون أن ”التعيين الحكومي كان موفقا، خاصة أنه ضم وجوها شابة، كما رفع نسبة مشاركة النساء في الحكومة وهو مكسب للديمقراطية واحترام لمقتضيات الفصل الـ19 من الدستور“، بحسب قوله.

وفي سياق آخر، أكد العباس الوردي أن ”حضور أمناء الأغلبية في التشكيلة الحكومية، يعطي الثقل والرمزية للحكومة الجديدة بهدف التجاوب مع آمال المغاربة“.

وأضاف أن ”الحكومة الجديدة شهدت بقاء وجوه من الحكومة السابقة، وظهور كفاءات وطاقات جديدة، كما دمجت مجموعة من القطاعات، ليتم بذلك تقليل عدد الحقائب الوزارية“، معتبرا أن هذا الدمج ”سيحقق العقلنة والفعالية ونجاعة السياسات العمومية“.

وشدد على أن الحكومة ”مزجت بنجاح بين الوجوه السياسية والاقتصادية والتنموية، وهذا المزيج سينتصر للديمقراطية“، بحسب تعبيره.

”رمزيات الحكومة الجديدة“

بدوره، قال الكاتب الصحفي المغربي لحسن لعسيبي، إنه ”من رمزيات الحكومة الجديدة تعيين ولأول مرة في تاريخ المغرب، سيدة في منصب وزيرة الاقتصاد والمالية“.

وأضاف لعسيبي في تدوينة نشرها على صفحته الرسمية في ”فيسبوك“: ”هذه الوزارة مثلها مثل وزارة التجهيز ووزارة الداخلية، ذات تقاليد تدبيرية راسخة منذ 1915. وهي قلعة محصنة إداريا، وتعيين سيدة على رأسها من المفترض أن يعطيها هوية تدبيرية جديدة أصلب، ذلك هو التحدي المطروح على الوزيرة نادية فتاح العلوي“.

وتابع: ”تعيين بنموسى وزيرا للتربية والتعليم رسالة مفادها أن الرهان على إصلاح شمولي للتعليم رهان استراتيجي. ذلك ما يتمناه كل وطني بالمغرب فعلا“.

واعتبر أن ”تعيين غيثة مزور على وزارة للاقتصاد الرقمي من موقعها العالمي في مجال الذكاء الاصطناعي والرقمي، اختيار موفق، خاصة وأنها خريجة واحدة من أرقى الجامعات الأمريكية وبالعالم في هذا المجال“.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button