التغطية الإعلامية الحساسة للقضايا النوع الاجتماعي
بقلم: الدكتورة هبه حدادين
النشرة الدولية –
في الأوانة الأخيرة كثيرا ما نستخدم العماء الجندري في التدريبات الخاصة في مواضيع قضايا النوع الاجتماعي الخاصة بالإعلام، لكن مصطلح العماء الجندري او التحيز الذكوري يستخدم في الدراسات العلمية الدالة على تحيز وسائل الاعلام والرسائل الإعلامية والقائمين/ات على مهنة الصحافة من يحملون/تحملن الفكر (العقل) الذكوري لصالح الرجال في التغطية الاخبارية في كل القوالب والصور النمطية خاصة في الإنتاج المكتوب والمسموع والمرئي وبالأخص في صفحات التواصل الاجتماعي التي تختفي صورة النساء في الاخبار اذا كان الخبر يتعلق بهن، نلاحظ ظهور الرجال في التغطية الإعلامية كصناع للحدث الإعلامي للأسف تبقى مساحة حضورهن متواضعة جدا في المحتوى الإعلامي مقارنتها بالرجال او عبر التحليل للنصوص والصور والرسائل.
كتير من الدراسات والابحاث النسوية توكد على العماء الذكوري لسنوات كثيرة من خلال تراكم معارف مشوهة عن تقسيم الأدوار بين الجنسين مما أدى الى استخدام لغة منحازة الى الرجال.
من أبرز تجليات العماء الجندري في التغطية الإعلامية التحيز بالصورة، بالأولويات التحريرية، المصادر وظهور للمحتوى الإعلامي وغياب الصحافة الحقوقية او النسوية المختصة بالتدريب بقضايا الحساسة للنوع الاجتماعي.
التحيز بالصورة من خلال المضامين المواد الإعلامية والاعلانية اذا كانت المرأة ضيفة او موضوع او صورة للبرنامج هنالك الكثير من الأفكار والآراء النمطية تنتج عنها اشكال كثيرة للعنف الموجه للمرأة، وأيضا الاعلام الموجه للمرأة وتسليط عليها الضوء على الصور النمطية في أدوارها التقليدية في المجتمع. وهنالك ظهور للتحيز في الصورة من خلال تجاهل لكيان المرأة وحقوقها ودورها وقيمها ومسؤولياتها في المجتمع.
العماء الجندري في الأولويات التحريرية اثبت الدراسات العلمية والمشاهدات ان هنالك هيمنة وسيطرة الرجال في بعض قطاعات كسياسة والاقتصاد وتشكل أولوياتها التحريرية عبر تخصيص صفحاتها الأولى للسياسيين ورجال الاعمال بينما تبقى حضور النسائي في صفحات الصحة والاسرة والتربية والفنون.
تحيز في المصادر والظهور في المحتوى الإعلامي من خلال تقسيم الأدوار والمساحات في الوسائل الإعلامية، تشير مؤشرات الى هيمنة ذكورية واضحة في مجال منصات التأثير بالراي العام وانتاج المضمون الإعلامي ومعظم الرجال يسيطروا على جوانب الاعداد والإنتاج البرامج والتغطيات وإدارة المؤسسات الإعلامية بالإضافة الى الحضور كضيوف.
غياب الصحافة الحقوقية او النسوية المختصة بالتدريب بقضايا الحساسة للنوع الاجتماعي العماء الجندري عدم الرغبة بالتغيير الإيجابي واستسلام لفكر ذكوري مما يودي الى إضعاف وسائل الاعلام وتغيب للصحافة الحقوقية والنسوية المختصة بالتدريب بقضايا الحساسة للنوع الاجتماعي.
العماء الجندري وتأثيره على النتاج راي عام منمط تتجاهــل وسائل الإعلام التنــّوع والاهتمامات والخلفيــات المتعــددة للجمهــور ويسـاهم العمـاء الجندري فـي التأثيـرسـلبا علـى الـرأي العـام مـن خـلال محتوى أعلامي نمطي يفتقــد للتنــوع والإبــداع واحترام احتياجات المواطنات/يــن.
الإعلام النسوي المتخصص يهدف إلى خلق فضاء للنساء للتعبير عن قضاياهن ومشاكلهن، أشراكهن في القضايا الوطنية والمجتمعية، خلق وعي لديهن حول حقوقهن الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والمدنية والقانونية المختلفة، مناصرة قضاياهن وحقوقهن وتحفيزهن على المطالبة بهذه الحقوق وانتزاعها، خلق صورة مغايرة للمرأة عن تلك التي كرسها الإعلام والإعلان والتي تختصر المرأة بالجسد والأدوار النمطية والتقليدية.