الحريري: أي حكومة ستأتي قريباً، ستضع في بيانها الوزاري كل الإصلاحات والمشاريع الواردة في مؤتمر “سيدر”
لم يصدر أي موقف عن «حزب الله» أو مقربين منه يشير إلى أي ليونة في موضوع توزير النواب السنة المستقلين
النشرة الدولية –
تدور عقدة تشكيل الحكومة في نفس مربع التعطيل من دون أن تتزحزح خطوة واحدة باتجاه الحل، وسط تمسك كافة الأطراف بمواقفها حول تمثيل «سنة 8 آذار»، فيما لم ترشح أي أخبار مشجعة من مبادرة وزير الخارجية جبران باسيل لحل الأزمة، وسط دعوات من «المستقبل» لـ«حزب الله» بـ«التواضع».
وأكد الرئيس الحريري خلال رعايته، الجمعة، حفل عشاء اقتصادي، أن «الحل في موضوع تأليف الحكومة ليس لديّ، بل لدى الآخرين»، مشيراً إلى أن هدفه الأساسي «كيفية تطوير البلد»، معتبراً أن لدينا فرصة ذهبية لتطوير لبنان، لا سيما بعد مؤتمر «سيدر». ولفت إلى أن «أي حكومة ستأتي قريباً، ستضع في بيانها الوزاري كل الإصلاحات والمشاريع الواردة في مؤتمر «سيدر»، وسبق أن وافق كل الفرقاء السياسيين على ذلك».
بدوره، أصرّ عضو كتلة «المستقبل» النائب محمد الحجار على أن الحكومة جاهزة في انتظار ثلاثة أسماء من «حزب الله»، مستبعداً تشكيل حكومة من دون الحزب «لأن الرئيس سعد الحريري يصر حتى الساعة على حكومة وحدة وطنية». وقال في حديث إذاعي أمس، إن الحريري لم يصل بعد إلى قناعة الاعتذار عن تشكيل الحكومة، معتبرا «أنه في حال الاعتذار يكون البلد قد انتقل إلى مكان آخر».
وقال الحجار: حزب الله إما كان فعلاً يريد أن تكون هناك حكومة واستجدت قرارات أخرى من إيران، أو هو فعلاً منذ البداية لا يريد حكومة فيكون قد ضحك علينا، معتبرا «أن المشروع الإيراني الذي يريد السيطرة على أربع عواصم عربية من بينها بيروت مستمر وتيار المستقبل سيتصدى له».
وفيما لم يصدر أي موقف عن «حزب الله» أو مقربين منه يشير إلى أي ليونة في موضوع توزير النواب السنة المستقلين، دعا النائب عن كتلة «المستقبل» سمير الجسر الحزب إلى «التواضع قليلاً». وغرد الجسر على «تويتر» متوجهاً إلى نائب الأمين العام لـ«حزب الله» نعيم قاسم بالقول: «الرئيس الحريري لم يضع معايير للتأليف، ورفض الاعتراف بكل بدعة وبكل عرف ما خلا ما ارتبط منها بالرئاسات الثلاث. حيدوا أنفسكم عن طرح توزير واحد من النواب الستة الذي طرحتموه وستجدون كيف تتبدد العقد». وأضاف الجسر: «سماحة الشيخ آن أوان التواضع قليلاً والتعامل مع المخاطر المحدقة بالبلاد من باب المسؤولية المشتركة، وتقديم الوفاء للوطن عن الوفاء للأشخاص الذين تحضنون».
يأتي ذلك في وقت تستمر التحذيرات من مخاطر تأخير التشكيلة الحكومية على اقتصاد لبنان بعد تصريح نائب رئيس البنك الدولي فريد بلحاج. وفي هذا السياق، رأى عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب علي بزي خلال استقباله وفوداً شعبية أمس، أن كل يوم تأخير في تشكيل الحكومة ندفع أضعافاً من الثمن الذي يسرق منا أي فرصة لتطوير البلد. وقال: نحن في حركة أمل كنا وما زلنا عاملاً مسهلاً منذ اللحظات الأولى لتشكيل الحكومة، ونحن بأمس الحاجة إليها للإجابة على كل التحديات والأسئلة المطروحة. ولفت إلى أنه سمع من نائب رئيس البنك الدولي أن «إضاعة الفرص ليست في مصلحة لبنان». ودعا إلى «التكاتف من أجل صناعة الخير العام في البلد والابتعاد عن سياسة النكد ووضع العصي في الدواليب»، متمنياً على أبواب الاستقلال أن «تتشكل حكومة وحدة وطنية تعكس اللوحة اللبنانية وفقاً لنتائج الانتخابات النيابية».
في غضون ذلك، شدد عضو كتلة المستقبل النائب وليد البعريني في تصريح على «أن الرئيس سعد الحريري يحرص في جميع مواقفه وكل أدائه السياسي على تجنيب لبنان أي أزمة سياسية وعلى المحافظة على الاستقرار، لأن للحريري أجندته السياسية لبنانية بامتياز، في حين أن البعض ممن يملكون أجندات خارجية، يصرون على تطبيقها حتى لو أدى ذلك إلى انهيار البلد والصيغة الوطنية برمتها. وأشار إلى «أن الحريري ومن منطلق كونه رجل دولة مؤتمنا ومسؤولا يتصرف بالسياسة على هذا الأساس والمطلوب من الجميع ملاقاة مواقفه السياسية الوطنية في منتصف الطريق لإنقاذ البلد الذي بات يئن تحت وطأة الوضع الاقتصادي والاجتماعي المتردي».
بدوره، رأى غرد عضو «كتلة المستقبل» النائب طارق المرعبي أن «مضاعفة الأزمات في لبنان مسؤول عنها حصريا من عطل تشكيل الحكومة التي كانت جاهزة للإعلان». وقال في تغريدة: «كفاكم تهربا من المسؤولية واتقوا الله في البلد الغارق بالمشاكل من أقصاه إلى أقصاه! الفرض والتهديد والتهويل لا يبني وطنا، ملاقاة الرئيس سعد الحريري هي خشبة الخلاص للوطن، لا تكسروها».