بعد المحاولة الفاشلة لاغتيال الكاظمي… العراق العراق يكافح للسيطرة على الميليشيات الإيرانية
النشرة الدولية –
داخل العراق يشتد الحديث في الأروقة السياسية بشأن كيفية احتواء الجماعات المسلحة، الموالية لإيران، بعد هجوم بطائرات مسيرة على مقر إقامة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، الأمر الذي سلط الضوء على التهديد المستمر الذي تشكله هذه الميليشيات.
وفي أول إشارة إلى إحراز تقدم، كما تصفه صحيفة وول ستريت جورنال، قال مسؤولون عراقيون رفيعو المستوى، في ساعة مبكرة من صباح الثلاثاء، إن عدة جماعات مسلحة وافقت على إدانة هجوم الأحد الماضي، والتعاون مع المحققين الحكوميين، بعد اجتماع مع الرئيس العراقي ومسؤولين آخرين.
الميليشيات من جانبها نفت مسؤوليتها عن الهجوم على مقر إقامة الكاظمي الذي لم يصب بأذى.
ورجح مسؤولون أميركيون وقوف ميليشيا عراقية، موالية لإيران، وراء محاولة الاغتيال. وفي مقابلة مع “الحرة” اتهم قائد القيادة العسكرية المركزية الأميركية، كينيث ماكينزي، ميليشيات إيرانية بمحاولة اغتيال الكاظمي.
كما نقلت رويترز عن مسؤولين إقليميين، اشترطا عدم كشف هويتهما، قولهما إن طهران كانت لديها معرفة بالهجوم قبل وقوعه، لكن السلطات الإيرانية لم تأمر بشنه.
غير أن إيران تنصلت من الهجوم، وأرسلت قائد فيلق القدس بالحرس الثوري إلى بغداد لتخفيف التوتر. ولم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عن الهجوم.
وقالت مصادر في جماعة مسلحة إن قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني سافر إلى العراق، الأحد، بعد الهجوم للاجتماع مع زعماء الفصائل المسلحة وحثهم على تجنب أي تصعيد آخر للعنف، بحسب رويترز.
وتنقل صحيفة وول ستريت جورنال عن مراقبين قولهم إن الهجوم يعكس التهدد الذي تشكله الميليشيات للمؤسسات العراقية، وتؤكد مدى صعوبة سيطرة الرعاة الإيرانيين عليها.
وتمارس هذه القوات شبه العسكرية، وهي جزء من حركة أوسع تسمى الحشد الشعبي، نفوذا هائلا على الأمن ومؤسسات الدولة منذ أن ساعدت في هزيمة تنظيم ما يعرف بالدولة الإسلامية (داعش)، وهي تتباهى أيضا بأذرعها المسلحة.
لكن أحزابها السياسية تعرضت لهزيمة ساحقة في الانتخابات البرلمانية الشهر الماضي، مما ألقى بظلال من الغموض على دورها المستمر في البلاد.
وقال حمدي مالك، المتخصص في شؤون الميليشيات في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى لـ”رويترز”: “لقد بعثت الميليشيات الموالية لإيران برسالة واضحة للغاية مفادها أنها مستعدة لإحداث الفوضى إذا لم يُسمح لها بالمشاركة في تشكيل الحكومة”.
تقول وول ستريت جورنال إن الحرس الثوري الإيراني يمول بعض الجماعات المسلحة في العراق ماديا وعسكريا وتدريبا، إلا أنه “ما زال من غير الواضح مدى سيطرة طهران المباشرة عليها”.
وتنقل الصحيفة عن مسؤولين إيرانيين قولهم إن البعض في طهران يخشون الآن من أن يقوض سلوك الجماعات المسلحة المفاوضات المزمعة مع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بشأن العودة إلى الاتفاق النووي الإيراني.
وأضافت “سارع المسؤولون الإيرانيون إلى تفادي اللوم”.
وزار الجنرال الإيراني البارز إسماعيل قاآني بغداد، الاثنين الماضي، بحسب مسؤول في ميليشيا عراقية وآخر إيراني.
وقال المسؤول الإيراني، حسبما نقلت عنه وول ستريت جورنال: “كان علينا أن نقول للأميركيين، من خلال العراقيين، أنه لا علاقة لنا بهذه الهجمات”.
وقبل يومين، قال مصدران أمنيان عراقيان لرويترز، شريطة عدم كشف هويتهما، إن جماعتي كتائب حزب الله وعصائب أهل الحق نفذتا الهجوم معا.
وأشارت رويترز إلى أن مصدر بجماعة مسلحة قال إن كتائب حزب الله ضالعة وإنه لا يستطيع تأكيد دور العصائب. بينما لم تعلق أي من الجماعتين بعد.