هل تشهد غزة مواجهة عسكرية جديدة مع إسرائيل بعد تهديدات حماس والجهاد؟

النشرة الدولية –

يعتقد عدد من الخبراء والمختصون بالشأن السياسي، أن الأوضاع الميدانية في قطاع غزة تنذر بإمكانية الذهاب إلى مواجهة عسكرية جديدة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية المسلحة، على إثر الجمود في ملفات التهدئة والإعمار وصفقة تبادل الأسرى، حسب موقع “إرم نيوز”.

وبحسب الخبراء، فإن هناك حالة إحباط فلسطينية من رفض إسرائيل لكافة العروض المقدمة من الوسطاء المصريين والدوليين بشأن تثبيت التهدئة في القطاع وعودة الأمور لما كانت عليه قبل الحادي عشر من مايو/أيار الماضي، إبان المواجهة العسكرية الأخيرة بغزة.

ويستند المختصون على بيان أصدرته الفصائل المسلحة بغزة، أمس الثلاثاء، حمّلت فيه إسرائيل المسؤولية عن ”تداعيات المماطلة في رفع الحصار عن غزة، والتلكؤ المتعمد في ملف إعادة الإعمار“، مطالبين ”الوسطاء بتحمل مسؤولياتهم قبل فوات الأوان، خاصة وأن التسويف والمماطلة يؤديان إلى ما لا يتمناه الاحتلال“، بحسب تعبيرهم.

وسائل إعلام إسرائيلية، حذرت بدورها، من احتمالات اندلاع جولة جديدة مع الفصائل الفلسطينية في غزة، مستندة على التهديدات التي أطلقتها قيادات حركتي حماس والجهاد الإسلامي خلال الأيام الأخيرة.

وقالت القناة 12 العبرية، إن ”الهدوء السائد بجنوب إسرائيل حاليا على وشك الانفجار“، معللة ذلك بأن حالة من الإحباط تنتاب قيادة حركة حماس لعدم إحراز تقدم على صعيد المفاوضات مع إسرائيل منذ فترة طويلة.

وأكدت القناة، رفض ”تل أبيب دفع الثمن الذي تريد الحركة الحصول عليه مقابل التسوية؛ ما تسبب في إطلاق تهديدات من قبل قيادات الحركة“، مشيرة إلى أن الرغبة في منع تصعيد جديد على رأس أسباب زيارة وزير الخارجية يائير لابيد الوشيكة إلى القاهرة.

وفي السياق، قال المحلل السياسي، محسن أبو رمضان، إن ”حالة الهدوء التي تسيطر على قطاع غزة منذ مايو/أيار الماضي، لن تدوم طويلا في ظل الوضع الراهن“.

وأشار إلى أن التصعيد العسكري بين الفصائل وإسرائيل مرهون بالتقدم في مفاوضات التهدئة التي تقودها مصر.

وأوضح أبو رمضان، في حديثه لـ ”إرم نيوز“، أنه ”بات من الواضح أن الفصائل الفلسطينية بغزة وحسب التصريحات الأخيرة اتخذت قرارا بالتصعيد العسكري مع إسرائيل“.

ولفت إلى أن التصعيد قد يبدأ بشكل تدريجي من خلال تفعيل أدوات الإرباك الليلي، واشعال الحرائق بمناطق غلاف غزة.

وأشار أبو رمضان، إلى أنه وفي حال ”لم تفلح محاولات حماس والفصائل الفلسطينية بالضغط على إسرائيل فإنه من المرجح أن تسمح الحركة للفصائل بإطلاق الصواريخ على البلدات والمدن القريبة من القطاع مما يؤدي إلى الدخول في تصعيد محدود بين الجانبين“.

وبحسب أبو رمضان، فإنه ”لا يتوقع وجود رغبة لدى حماس والفصائل المسلحة بغزة بالدخول في مواجهة واسعة مع الجيش الإسرائيلي على غرار مواجهة مايو/أيار الماضي“، لافتا إلى أن حماس تفضل سياسة ”التصعيد التدريجي“.

وبين أبو رمضان، أن ”الفصائل بغزة تعول على الدور المصري، وتسعى للضغط على جميع الأطراف من أجل تحقيق مكاسب جديدة“.

ونوه إلى أن الرفض الإسرائيلي لتقديم أي تنازلات سيؤدي في نهاية الأمر إلى مواجهة عسكرية جديدة قبل نهاية العام الجاري، وفق تقديره.

بدوره، يقول الكاتب والمحلل السياسي، طلال عوكل، إن ”الفصائل المسلحة بغزة لن تذهب مباشرة للتصعيد العسكري مع إسرائيل، لافتا إلى أن الفصائل تحاول الضغط على الوسيط المصري وإسرائيل قبل زيارة وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد للقاهرة.

وأوضح عوكل، في تصريح لـ ”إرم نيوز“، أنه ”بات من الواضح وجود توافق فصائلي على الدخول في تصعيد تدريجي ومحدود مع إسرائيل، ولكن مع إعطاء المساحة للوسطاء وفي إطار زمني محدد من أجل تحقيق اختراق بالملفات العالقة“.

وأضاف: ”سنكون في المرحلة المقبلة أمام أسابيع حاسمة تحدد مصير المواجهة العسكرية بين الفصائل وإسرائيل“، لافتا إلى أن المشهد سيكون أكثر وضوحا بعد زيارة لابيد للقاهرة، والتي بتقديره ستكون ذات تأثير كبير على ملفي التهدئة وصفقة تبادل الأسرى.

وأشار المحلل السياسي، إلى أنه ”من المرجح أن تتحرك مصر بقوة بعد الرسائل الأخيرة من قبل الفصائل الفلسطينية، إلا أن إمكانية التصعيد تبقى قائمة خاصة في حال ارتفعت حالة التوتر في الضفة الغربية والتي تشهد تصعيدا أمنيا منذ عدة أيام“.

ووفق المحلل السياسي، فإن ”استهداف الجيش الإسرائيلي لعناصر حركتي حماس والجهاد الإسلامي في الضفة الغربية سيكون محط بحث بين الفصائل والوسيط المصري“، مبينا أن حماس ستربط التهدئة بوقف ملاحقة عناصرها بالضفة، وفق تقديره.

وفي السياق، يرى المحلل السياسي حسن عبده، أنه ”بات من الواضح وصول المفاوضات غير المباشرة بين حماس وإسرائيل بوساطة مصرية لطريقة مسدود“، موضحا أن ذلك يعد مؤشرا خطيرا على إمكانية الدخول في جولة تصعيد عسكري جديدة بغزة.

وأوضح عبده، في حديثه لـ ”إرم نيوز“، أنه من ”المرجح أن تتجه الأوضاع في غزة نحو التصعيد التدريجي، والتي بتقديره، فإن أولها يتمثل في التهديد الفصائلي بالمواجهة العسكرية“، لافتا إلى أن الجانب الإسرائيلي يتعامل بسياسة أكثر تشددا من الحكومة السابقة تجاه قطاع غزة.

وأشار عبده، إلى أن هناك رغبة إسرائيلية بعدم الدخول في مواجهة عسكرية مع حماس والفصائل بغزة، إلا أن هذه الرغبة تصاحبها حالة من المماطلة في إحراز أي تقدم بالقضايا الرئيسة“، مرجعا ذلك إلى ضعف الحكومة الإسرائيلية الحالية، وعدم قدرتها على اتخاذ قرارات مصيرية وهامة يمكن أن تؤدي لانهيارها.

وتابع: ”مخاوف حكومة نفتالي بينيت من انتقادات المعارضة الإسرائيلية وضعف تمثيلها في الشارع الإسرائيلي يحول دون إحراز أي تقدم بصفقة تبادل الأسرى أو بملف التهدئة“، لافتا إلى أن بينيت يخشى أيضا غضب شركائه في الحكومة حال سار على خطى سلفه نتنياهو بشأن غزة.

زر الذهاب إلى الأعلى