ميلاد مجيدٌ سعيدٌ، إن شاء الله
بقلم: الدكتور سمير محمد ايوب

 

إخوتي أبناء نبي الله السيد المسيح، عليه وعلى أمِّنا البتول، السيدة مريم العذراء، اطيب الصلاة والسلام وبعد.
سيدتي البتول وسيدة نساء العالمين، عليك وعلى سيدنا المسيح، وعلى كل إخوته أنبياء الله ورسله، أطيب الصلاة والسلام وبعد،
يا أمَّنا العذراء، كلّما سجدنا لله نتبصر في كل ما عانيتي من آلام، ونتمثل قسوة ما اتهمت به زورا وبهتانا من إفكٍ، ونتأمل في معانيه ودروسه المستفادة، علّنا نُتْقنُ تذكُّرَ مُعاناة آلام البائسين من خلق الله، فكلّ البائسين في هذا العالم إخوة، مُتشابهون في البؤس، لا فرق بين بائس عربي وهندي أو حبشي، ولا بين بائس مسيحي أو مسلم أو يهودي أو هندوسي أو بوذي، ولا بين بائس أبيض أو أسود أو أصفر. فالبؤس سيانٌ عابر لحدود كلّ تصنيف.
يَ البتول، في ميلاد هذا العام، أرواحنا ظامئةٌ لفَرَحٍ حقيقي، لا يقتصر على ما رزقنا الله به من حواس أو زينة أو صلوات. فالرُّتق قد اتسع على الراتق. فمَنْ أين لَنا بِنَسَّاجٍ، مؤمن ماهرٍ مخلص، يَرْتِقُ القلوبِ والعقولِ والأنفُس؟!
يَ التقية النقية الطاهرة، كلُّ مَنْ يقولُ منا نحن العرب: يا رب العالمين رب كل الناس، وكلُّ من يُحب منا العهدة العمرية نصا وروحا، يُقْرِؤُكَ والفادي عيسى المسيح، أطيب السلام والحب والاحترام، يُريدُ وطنا عربيا، بحجم قلوب المُؤمنين فيه، بعمقِ الحبِّ الساكنِ في عيونهم، الراحلةُ ليلَ نهارٍالى الله، وإلى بيت المقدس والجبارين هناك، يريدون وطنا يتخطى حرائق سايكس بيكو، ومستنقعات الطوائف والمذاهب وتجارها وفجارها، وطنا عابِراً للمصالح المُتشظيَّةِ، بريئا مِنْ مجامِرِ الجنون والاستبداد، مُرتِّلا لأحلام شبابهم ونسائهم، مطوَّقا بسنابلهم جميعا.
يا ام الفادي، المناسبات السنوية الدينية والدنيوية تتوالى، وفقيرُنا لمْ يَشبع، ولا ارتَقَتْ أخلاقنا كثيرا. الأشرار بيننا آمنون يتناسلون أشرارا مثلهم ، وبات لهم أتباعٌ ومُريدون ورُعاة. تَدَخَّلْي بالصلاة من أجلنا جميعا، فكثيرٌ مِنَ العنصرية والغل الجاهل الكاره والحاقد، متفش بيننا باسم تدين مغشوش، يُقرفُنا ويُؤذينا وحتى يغتالنا، كل يوم وعند كل منعطف هنا وهناك.
حتى لا تموتَ أمةُ العربِ بالجهل والتخلف والمرض والجوع أو بالقهر والاستبداد والفساد، نريد ونعمل من اجل وطن مستقبله أفضل، يكاد أن يخلو منَ المُتصهينين والمُتواطئين والمُتخاذلين والصامتين والعاجزين.
أبانا الذي في السماوات، من أرض الرباط المباركة، حيث كل المؤمنين إخوة، نرتل معا: ليتقدس اسمك وأسماء كل اخوتك من أنبياء الله ورسله، نحن بأمس الحاجة الى رحمة الله هذه الأيام. نبارك لكل اخوتنا وأهلنا من أبناءك أعيادهم، ونهديهم بحب واحترام أطيب التحايا وأخلص الأماني.
مُتمنين أن يكون قادم الأيام أجمل، وأن تكون كل المقدسات العربية ، الإسلامي منها والمسيحي، وكل حبة تراب عربية، في كلِّ مَواطِنِ العرب ومحمياتهم السياسية، قد تطهرت من رجس أي إحتلال، ومن دنس الظالمين من أشباه الرجال.

زر الذهاب إلى الأعلى