جي20.. وإتفاق على إصلاح منظمة التجارة العالمية
النشرة الدولية –
اختتمت قمة العشرين أعمالها، أمس، في بوينس أيريس، حيث أكد البيان الختامي للقادة المشاركين على الالتزام بإصلاح منظمة التجارة العالمية، وضرورة «العمل على مواجهة تحديات تغير المناخ»، على أن تؤخذ في الاعتبار «الظروف الوطنية المختلفة». ولم يتطرق البيان إلى أي انتقاد «للحمائية».
وغاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن الجلسة الثانية للقمة، المخصصة للتجارة العالمية، وقال وزير التنمية الاقتصادية الروسي مكسيم أريشكين: «للأسف، الجلسة الثانية في قمة مجموعة العشرين، التي كرست للتجارة العالمية، لم يحضرها دونالد ترامب. ببساطة لم يأت إلى هناك، وتبين أن المناقشة غير مكتملة، لأن مواقف روسيا وأوروبا والصين والهند متقاربة» من موضوع تحرير التجارة العالمية من العراقيل والعقبات.
الصين وأميركا
وشهد اليوم الأخير من القمة «عشاء عمل» بين ترامب ونظيره الصيني شي جينبينغ، بعدما بدأت المواجهة بينهما حول الحواجز الجمركية تؤثر على النمو، حيث من المقرر سريان التعريفات الجمركية الأميركية على البضائع الصينية بعد شهر من الآن.
وقبل الاجتماع، أكد الرئيس الأميركي المدافع عن الحمائية: «هناك مؤشرات إيجابية، سنرى ماذا سيحدث. إذا تمكنا من التوصل إلى اتفاق فسيكون ذلك أمرا جيدا».
أما الرئيس الصيني، فقد طلب من القادة الآخرين المشاركين في القمة «الدفاع عن النظام التجاري التعددي». ووعد أيضا «بمواصلة الإصلاحات» لفتح السوق الصينية وتأمين حماية أفضل للملكية الفكرية، كما ذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة.
ملاحة آسيا
وفي وقت سابق، عقد ترامب ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي ونظيره الياباني شينزو آبي اجتماعا ثلاثيا مشتركا للمرة الأولى، مطالبين بحرية الملاحة في آسيا، في خطوة واضحة ضد تزايد النفوذ الصيني.
ولدى اليابان والهند نزاعات إقليمية طويلة الأمد مع جيرانهما، في حين يكرر ترامب إعرابه عن مخاوفه في شأن نزعة بكين التوسعية في بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه.
وقال ترامب لآبي إن «اليابان والولايات المتحدة والهند تتقاسم القيم الأساسية والمصالح الإستراتيجية»، مردفا: «من خلال عمل ثلاثتنا معا، سنجلب المزيد من الرخاء والاستقرار للمنطقة، وكذلك للعالم أجمع».
من جهته، أشار مودي إلى أن اختصار الأحرف الاولى لليابان وأميركا والهند يشكّل كلمة «جاي» التي تعني بالهندية «الحياة المديدة».
خفض إنتاج النفط
إلى ذلك، عقد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين اجتماعاً، بحثا فيه إمكانية توصل القوتين الكبريين المصدرتين للنفط إلى اتفاق على خفض إنتاج النفط الذي تشهد أسعاره انخفاضا سريعا.
وقبل ذلك اللقاء، اجتمع بن سلمان بالرئيس الصيني الذي قال إن استقرار المملكة يمثل حجر الزاوية لازدهار وتقدم الخليج، مردفا أن الصين تؤيد بشدة الرياض في حملتها للتنويع الاقتصادي والإصلاح الاجتماعي، وأن بلاده تولي دائما أهمية كبيرة لعلاقاتها مع السعودية.
كما عقد بن سلمان لقاء مع رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوسا استعرض مجالات التعاون بين الجانبين، وفرص تعزيزها في مختلف المجالات.
بن سلمان يحضر مسرحية أرجنتينية
أقيمت فعالية ثقافية في مسرح كولون في العاصمة الأرجنتينية، الجمعة، حضرها زعماء الدول المشاركة في القمة، وأكثر من 1000 شخصية مرموقة.
وفي فيديو من أمام مسرح كولون، التقطت مشاهد لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يدخل لحضور الفعالية. كما ظهر في مقاطع أخرى، يقف مصفّقاً للعرض المسرحي الذي امتد 35 دقيقة، وقدمه 84 راقصاً و75 موسيقياً على «مسرح كولون» الشهير في بوينس آيرس.
ونالت المسرحية التي تحدثت عن تراث الأرجنتين إعجاب الحاضرين، الذين وقفوا مصفّقين، محيين الرئيس الأرجنتيني الذي دمعت عيناه.
ترامب: علاقاتي مع بوتين جيدة جداً
أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن «علاقات جيدة جدا» تربطه بنظيره الروسي فلاديمير بوتين، مضيفا أن لقاء قمة جديدا بينهما سيعقد «في الوقت المناسب».
وخلال مقابلة أجرتها معه محطة إذاعة «صوت أميركا»، الجمعة، رد ترامب على سؤال عن ملابسات قراره إلغاء الاجتماع المقرر مع بوتين، على هامش القمة، قائلا إنه اتخذ هذا القرار في ظل حادث احتجاز القوات الروسية لثلاث سفن أوكرانية «بعد خرقها حدود البلاد في مضيق كيرتش». وأضاف ترامب: «الوقت ليس مناسبا الآن.. لكنني سألتقيه. أعتقد أن علاقاتنا جيدة جدا، وستكون لدينا علاقات جيدة جدا مع روسيا والصين وأي طرف آخر.. أعتقد أن هذا الأمر مهم، ولذلك سألتقيه (بوتين) في الوقت المناسب».
وردا على سؤال عن خطط بوتين بشأن السفن والبحارة الأوكرانيين المحتجزين، أوضح ترامب: «ليس بإمكاني قراءة أفكاره وليس بإمكان أحد.. يعرف (بوتين) ماذا يريد فعله.. لكن ثمة أمورا لا يمكننا السماح لها بالحدوث.. كما هو معروف، هذا قد حصل، ولا أستطيع أن أكون جزءا منه».
ولا يزال 24 بحارا أوكرانيا محتجزين لدى روسيا بعد حادث مضيق كيرتش، الذي أسفر عن تصعيد في حدة التوتر بين موسكو وكييف.