“السوداوية” عنوان محاضرة الرئيس
بقلم: صالح الراشد
النشرة الدولية –
عنوان ضخم ظاهره الغيرة على الدولة ويحمل في باطنه تهديد خفي، ويدلل على عناوين مقيدة للحريات في قادم الأيام، وان الرقابة ستكون أشد وأن الحريات ستتراجع، فاجتماع الرئيس بشر الخصاونة أو محاضرته لعدد من الاعلاميين والكتاب حمل مسمى “السوداوية”، وهذا مصطلح يُشير إلى ان البعض يخرجون عن النص الذي يُريد الرئيس منهم الإلتزام به، وهو خط يُرضي الرئيس ووزراء حكومته لكنه لا يُرضي الضمير، وهذ أمر لا يُعجب الرئيس الباحث عن إعلام تفصيل يصفق ولا يصفع، يُغني ولا ينتقد، يُطبل ولا يقرع الجرس، ويبدو أن الرئيس يُريد إلغاء الدور الرقابي للسلطة الرابعة التي تمثلت في محاضرة السلطة بصورة نسبية ومزاجية.
الرئيس بشر الخصاونة انتقد، ما وصفها السوداوية السائدة، واعتبر ان السوداوية السائدة ممنهجة ومدروسة وذات تقنية عالية وتستهدف ضرب الدولة في مفاصل رئيسة، وانها غير مبنية على اسس او معلومة وانها عبارة عن فبركة لتضليل الرأي العام وتشويش رسالة الدولة، حسب ما نشرت وسائل الإعلام ومنها صاحبة سوداوية الفكر والمواضيع.
يا دولة الرئيس ان السوداوية التي ترافق حياة المواطنين بسبب القرارات الحكومية اشمل وأعمل مما يكتبه صحفي او كاتب مقال، فالشعب لا يقرأ لصحفي معين ولا يتابع صحيفة او موقع معارضين للحكومة وسياستها، لذا تكون صرخات الإعلام غير مسموعة الا لعدد محدود ، لكن الشعب يشعر بحجم المآسي التي تخلفها قرارات الحكومة، لذا فإن سبب السوداوية هي قرارات لا تلامس طموح ورغبات الشعب ولا تعالج الإختلالات المتلاحقة بين زياد الاسعار والضرائب وتدني الدخل، لتنتشر السوداوية التي تحدث عنها الرئيس.
كما ان المشاريع التي يسمع عنها المواطنون ولا يشاهدونها على أرض الواقع تصنع السوداوية، وزيادة البطالة تزيد من السوداوية، وارتفاع الضرائب وزيادة الضغط على الطبقة المتوسطة تُنتج سوداوية، وانتشار الواسطة والمحسوبية وارتقاء غير الأكفاء وتناسي المميزين تجعل السوداوية صديق للشعب، لذا يبحث المواطنون عن طريق للعمل خارج الوطن والهجرة لتقليل السوداوية، لنكتشف بالصدفة أن الحكومة هي التي تحارب رسالة الدولة وتحجبها عن أهدافها وأن رسالتها سوداوية.
آخر الكلام
يا دولة الرئيس، هل أخبرك المستمعون لمحاضرتك عن أسباب السوداوية أم انهم اكتفوا بالتصفيق.؟!!