رغم انحسار سيطرته.. تقرير لرويترز يرصد “تمدد” خلايا داعش إلى مناطق بعيدة

النشرة الدولية –

غاب تنظيم داعش عن الأضواء بعد وصوله إلى ذروة قوته قبل سبع سنوات، عندما حكم مناطق يسكنها ملايين الأشخاص في الشرق الأوسط، وأثار الرعب في جميع أنحاء العالم بتفجيرات وعمليات إطلاق نار مميتة، لكن خلاياه امتدت إلى مناطق بعيدة، بحسب تحليل لرويترز.

وانهارت “الخلافة” المزعومة في العراق وسوريا، في ظل حملة عسكرية متواصلة شنها تحالف تقوده الولايات المتحدة، وعانى التنظيم من نكسات أخرى في الشرق الأوسط.

وفقد داعش هذا الأسبوع قائده الثاني خلال عامين، عندما فجر أبو إبراهيم الهاشمي القريشي متفجرات، خلال عملية إنزال أميركية في شمال غرب سوريا، مما أدى إلى مقتله مع عدد من أفراد أسرته.

لكن التنظيم توسع في منطقة الساحل بأفريقيا العام الماضي، وقد أعلن مسؤوليته عن مئات الهجمات في العراق وسوريا. وفي يناير الماضي، شن هجوما لمحاولة تهريب سجناء من سجن الحسكة في شمال شرق سوريا، قتل خلاله أكثر من 100 من حراس السجن وقوات الأمن.

ونشرت رويترز ملخصا للدول التي يتواجد بها تنظيم داعش في عدة مناطق حول العالم.

الشرق الأوسط

لا يزال داعش في العراق حيث نشأ هناك، وفي سوريا المجاورة، حيث توجد “بؤرة عمليات” التنظيم.

وكان داعش فيما مضى متواجدا بمدينة الرقة السورية ومدينة الموصل العراقية، حيث سعى لتحويلهما إلى “مواقع مركزية” للحكم، ويتواجد الآن في “مناطق نائية بالبلدين المتصدعين”.

وينتشر مقاتلوه ضمن “خلايا مستقلة وقيادات سرية، يصعب تحديد حجمها الإجمالي”، على الرغم من أن الأمم المتحدة تقدرها بعشرة آلاف مقاتل في العراق وسوريا.

وكان هجوم الشهر الماضي على سجن الحسكة، الذي كان يحتجز فيه مئات من عناصره، أكبر عملية له منذ “انهيار الخلافة”، مما يظهر أن داعش لا يزال قادرا على تنفيذ عمليات واسعة النطاق.

وفي حين أن “الروابط بين القيادة والفروع في دول أخرى قد تكون ضعيفة، فقد تعهدت مجموعات من سيناء إلى الصومال بالولاء للقريشي، عندما خلف مؤسس داعش أبو بكر البغدادي في أواخر عام 2019”.

وقدر تقرير للأمم المتحدة العام الماضي، أنه قد يكون هناك ما بين 800 إلى 1200 مقاتل موال لداعش في شبه جزيرة سيناء المصرية.

وفي ليبيا، حيث كان يسيطر على مناطق ساحلية​​، فإن التنظيم أضعف، لكنه لا يزال بإمكانه استغلال الصراع المستمر هناك. وفي اليمن، كان التنظيم في “حالة تدهور”.

أفريقيا

توجد في أفريقيا جماعات تابعة عمليا أو بالاسم لداعش، وهناك جماعات أخرى مرتبطة بالقاعدة، ومنها بوكو حرام في نيجيريا، وحركة الشباب في الصومال.

وتنظيم داعش له “فرعان معروفان” في غرب ووسط أفريقيا. الأول هو “ولاية غرب أفريقيا” التي انفصلت عن بوكو حرام عام 2016. ويقدر موقع “غلوبال سيكيوريتي” عدد عناصرها بنحو 3500 في عام 2021.

ويعمل عناصر ولاية غرب أفريقيا في الغالب حول منطقة بحيرة تشاد المتاخمة لنيجيريا والكاميرون وتشاد والنيجر.

والفرع الآخر، هو تنظيم داعش في الصحراء الكبرى، ويعمل عناصره حول المنطقة الحدودية للنيجر ومالي وبوركينا فاسو، وتقول “مجموعة الأزمات الدولية” إن هذا الفرع لديه روابط مع ولاية غرب أفريقيا.

وتأكدت تلك الصلة على ما يبدو، بعد نشر وسائل إعلامية تابعة للتنظيم صورة في مارس 2019 لمقاتلين من فصيل الصحراء الكبرى تحت نقش يخص ولاية غرب أفريقيا.

وربط مركز أفريقيا للدراسات الاستراتيجية 524 حادث عنف بفصيل الصحراء الكبرى في 2020، أي أكثر من مثلي عدد الحوادث في 2019، وأسفرت تلك الأحداث عن سقوط أكثر من 200 قتيل في مالي والنيجر وبوركينا فاسو.

وكان خطر التشدد الذي تمثله فصائل مختلفة واحدا من العوامل الرئيسية وراء سلسلة من الانقلابات العسكرية في غرب أفريقيا خلال الثمانية عشر شهرا الأخيرة.

وربطت وزارة الخارجية الأميركية، واحدة من أكثر الجماعات دموية في شرق الكونغو، وهي القوات الديمقراطية المتحالفة، بتنظيم داعش.

ورغم الغموض الذي يكتنف مدى الصلات التي تربط القوات الديمقراطية المتحالفة بالتنظيم، فقد حملت الولايات المتحدة هذا الفصيل مسؤولية موت 849 مدنيا في 2020.

وزادت حوادث القتل المنسوبة لفصيل القوات الديمقراطية بما يقرب من النصف في 2021 وفقا لأرقام الأمم المتحدة. وسقط أكثر من 1200 قتيل في هذه الهجمات.

ظهر داعش “ولاية خراسان” في أفغانستان والمناطق المحيطة بها “كمصدر الخطر الرئيسي من المتشددين في المنطقة”، منذ سيطرة حركة طالبان على أفغانستان في أغسطس من العام الماضي.

ويقول خبراء إن مناطق عملياته الرئيسية هي دول وسط وجنوب آسيا تحت قيادة زعيم أقل شهرة، اسمه “شهاب المهاجر” وذلك منذ 2020.

وتشكلت ولاية خراسان في 2015 بمباركة البغدادي وفقا لما تقوله مؤسسات بحثية غربية، وكانت خصما عنيدا للحكومة المدعومة من الولايات المتحدة ومقاتلي حركة طالبان.

وتنامى نشاط ولاية خراسان في غياب القوات الدولية والقوات التي دربتها الولايات المتحدة، الأمر الذي غذى المخاوف من أن تصبح أفغانستان من جديد مأوى للجماعات المتشددة مثلما كان الحال عندما شن تنظيم القاعدة هجمات في الولايات المتحدة عام 2001.

وقال دبلوماسي غربي كبير لرويترز في أواخر العام الماضي “هي أكبر شاغل تقريبا في الوقت الحالي للجميع في المنطقة وفي الغرب”.

وأبدت موسكو قلقها من أن تعمل ولاية خراسان على مد نفوذها في دول آسيا الوسطى.

وقد شنت ولاية خراسان عددا من الهجمات في الآونة الأخيرة أبرزها على “أكبر مستشفى عسكري” في أفغانستان خلال نوفمبر الماضي، أسفرت عن سقوط 25 قتيلا وأكثر من 50 جريحا.

وجاء ذلك الهجوم في أعقاب تفجيرات نفذها الفصيل، ومنها هجوم انتحاري خارج بوابات مطار كابل، خلال “عملية الإجلاء الأميركية الفوضوية”، وسقط فيه ما يقرب من 200 قتيل بعضهم من أفراد الجيش الأميركي.

وتتباين الأرقام الخاصة بعدد مقاتلي ولاية خراسان. فقد قدرت لجنة تابعة لمجلس الأمن الدولي مقاتلي الفصيل بما بين 1500 و2200، لكن ذلك التقدير صدر قبل سقوط كابل مباشرة.

وتواترت تقارير عن انضمام بعض “مقاتلي طالبان الساخطين” وبعض أفراد حركة طالبان باكستان لولاية خراسان في الشهور الأخيرة.

وقد دفعت أزمة اقتصادية متفاقمة بالملايين إلى صفوف الفقراء، وأدت إلى تعطل مقاتلين سابقين في حركة طالبان عن العمل.

ولا يوجد شيء يذكر يوحي “بوجود تنسيق مادي مباشر” بين ولاية خراسان وتنظيم داعش في الشرق الأوسط، غير أن بعض بيانات المسؤولية عن هجمات نفذت في أفغانستان ومناطق مجاورة تنشر على القنوات الإعلامية المركزية الخاصة بالتنظيم.

زر الذهاب إلى الأعلى