بعد أُوكرانيا .. تايوان تحت المجهر
بقلم: صالح الراشد
النشرة الدولية –
يحلم الرئيس الصين، شي جين بينغ، بالسير على خطا الرئيس الروسي فلادمير بوتين بإحتلال تايوان كما فعلت موسكو بالهجوم على أوكرانيا، في وقت ظهر فيه بأن التهديدات التي تطلقها الولايات المتحدة بحق الدول الكبرى مجرد صدى صوت بلا قيمة فعلية على أرض الواقع، وتقف الصين في الصف الروسي مؤيدة لفعله في أوكرانيا كونها كانت جزء من روسيا كما كانت تايون جزء من الصين.
ويتشابه الوضع بين أوكرانيا وتايون بمحاولة الإبتعاد عن الجار الكبير، واللحاق بمجموعة الدول التابعة للولايات المتحدة، حيث تعتبر الصين وروسيا إبتعاد أوكرانيا وتايون عن دائرة سيطرتهما وإنضمامهما لتحالف واشنطن تهديد فعلي لمصالح الدولتين الكبيرتين، واللتين تمتلكان جيوش قوية ومسلحة بأحدث الأسلحة في العالم، مما يعني ان كل منهما ستنفذ ما فيه مصلحتها، دون خوف من أحد في ظل بُعد المسافة بين دول غرب القارة والولايات المتحدة عن أوكرانيا وتايوان.
واتكأت كييف وتايبيه على العواصم الغربية وحاولتا إرسال مجموعة من رسائل إستعراض القوة لبكين وموسكو، إضافة للتعبئة العامة واستفنار الجيوش التي لن تستطيع الصمود أمام القوة العسكرية الضخمة للصين وروسيا، وقد استوعبت الصين الدرس الأوكراني بأن العالم سيتحدث ويُكثر من التهديد بعقوبات إقتصادية لن تؤثر على مجموعة منظمة شنغهاي التي تضم الصين، روسيا وإيران، كازخستان، قيرغيزستان، طاجيكستان،أوزباكستان، الهند، باكستان وإيران، إضافة إلى شركاء الحوار وفي مقدمتهم تركيا.
وهذا الدول تمثل أكثر من نصف التعداد السكاني في العالم، ولديها مساحات جغرافية ضخمة وثروات طبيعية تعتبر هامة جداً لبقاء الحياة على طبيعتها في القارة الأوربية، مما سيقلل من قيمة تأثير العقوبات الإقتصادية والتي قد تكون سلاح بيد منظمة شنغهاي في حال الإحجام عن التعامل بالدولار في التجارة بين دولها كما أعلنت سابقاً، وهنا تدرك الولايات المتحدة خطورة العداء العلني أو الدخول في مواجهات مع دول المنظمة لذا ستصمت عن إحتلال الصين لتايوان كما فعلت بالحرب الروسية الأوكرانية.