ندوة تكريمية للأديب أمين الذيب في معرض بيروت للكتاب 63، وتوقيع كتابه

النشرة الدولية –

تكريماً للأديب الراحل أمين الذيب مؤسسة “ملتقى الأدب الوجيز” نظمت الهيئة الإدارية في الملتقى واتحاد الكتاب اللبنانيين احتفالية ندوة نقاشية ضمن فعاليات معرض بيروت للكتاب 63، حول “الكتاب النقدي للمتلقى الذي عمل عليه قبل وفاته، وتخلل الندوة توقيع ديوان “ومضة” للأديب أمين الذيب، ولتوقيع ديوان ومضة والكتاب النقدي الأدب الوجيز.

ألقيت في الندوة كلمات للكل من د. درية فرحات “رئيسة ملتقى الأدب الوجيز” والأستاذ سليمان بختي “مدير دار نلسون للنشر” ود. الياس زغيب رئيس إتحاد الكتّاب اللبنانيين، والبروفسور د. وجيه فانوس، ود. كامل فرحان صالح عضو “ملتقى الأدب الوجيز” وقرأ د. باسل الزين عضو “ملتقى الأدب الوجيز” نصوصاً شعرية من ديوان “ومضة”. أدارة الندوة الصحافية هناء حاج.

د. فرحات

وقالت رئيسة الملتقى د. درية فرحات كلمة جاء فيها:

“رأيت أمين الذيب يسعى إلى تيسير العمل قبل البدء في النّدوة… أمين الذيب يريد أن يسابق الزّمن ويوجزه، ليحقّق مبتغاه. آمن بفكره التّجاوزيّ، يدأب على اجتراح معايير مغايرة ترتكز على منطلقاتٍ فكريّةٍ تناهضُ فكرةَ المداورةِ في زمانٍ ومكانٍ محدّدين، يؤمن بضرورة التّخلّص من تعميمَ ثقافةٍ راكدةٍ لها آليّاتُها ومنظّروها ومريدوها ومؤسّساتُها؛ طالما كانت حريصةً تاريخيًا على التصدّي لأيّ فكرٍ تجديديّ.

وأضافت: وبما أنّ غاية أمين الذيب مفهوم الوجيز، فقد طبّق ذلك على حياته، فكانت وجيزة، وكان الموت أسرع، فوقف أمامه، طالبًا منه أن ينزل الفارس عن حصانه، لكن لا ليعلن الهزيمة، إنّما ليستمر هذا الفكر النّهضوي الذي آمن به، ولهذا عمل أعضاء ملتقى الأدب الوجيز على ترسيخ ما دعا إليه مؤسس هذا الملتقى.

وختمت د. فرحات: الحاجة ضروريّة لوجود أدب وجيز، نستطيع من خلاله الانطلاق من الماضي وتجاوز ما فيه من السّائد، على أن نحقّق سيروة المجتمع وصيرورته، ولن يتوقّف العمل في مسيرتنا لأنّها مسيرة تنشد إرساء عمل فكريّ بأبعاده المتقدّمة، ولاّنها مسيرة منهج فكريّ، وليست مسيرة أشخاص تنتهي برحيلهم، ونحن بذلك نكمل ما أراده أمين الذيب، فالعمل جَماعيّ تكامليّ.

البختي

أما الاستاذ سليمان البختي  مدير “دار نيلسون”. فتحدث عن رؤيته بالأديب الراحل أمين الذيب، وتعامله الأدبي في نظرته التطورية للأدب الوجيز.

وقال: “إن أمين ذيب هو مؤسس حركة تجديدية في الأدب والحركات التجديدية تمكن الشاعر من الرؤية والوعي لعمق الأزمة والإنتقال من الضعف إلى القوة”.

د. زغيب

الدكتور الياس زغيب رئيس اتحاد الكتّاب اللبنانيين، فقد أبدى سعادته بـ”عودة المعرض تعيد معها الحياة الثقافية ولأول مرة من دون أمين الذيب”. وتحدث عن فكرة الأدب الوجيز وعن أدب وفكر الراحل المكرّم.

د. فانوس

أما البروفسور د. وجيه فانوس، فقد تحدث عن علاقته الشخصية والصداقة التي جمعته بالأديب أمين الذيب، وحواراتهما حول الأدب وأهمية إيجاز الأفكار، التي طورها الأديب الراحل بطريقة عصرية.

د. الزين

وقرأ د. باسل الزين “عضو الملتقى” بعضاً من قصائد ديوان “ومضة”.

د. صالح

فيما ناقش د. كامل صالح “عضو الملتقى” مضمون “الكتاب النقدي للمتلقى”، وقال:

تبلورت فكرة الأدب الوجيز في ذهن المؤسس الصديق الراحل أمين رفيق الذيب في العاصمة اللبنانيّة بيروت، عبر عقد عدة أمسيات، لكن في هذا التاريخ عقدت أول ندوة تحت عنوان “شعر الومضة والقصة القصيرة جدّا.

وتابع: وإذا أمكن لهذا الكتاب أن يضع مكوّنات وسمات يمكن أن تعدّ منطلقات لتشكيل مدخل لمفهوم الأدب الوجيز بعد ترسيخه مصطلحًا أدبيًّا، فإنه يبدو من المفيد التأكيد بدايةً، أن مقاربة هذه السمات والمكونات، هي هنا غير مستقرة، أي من الممكن أن يصار إلى إعادة تقديمها في سياق مفهومي جديد، ويجوز لهذش الجديد، أن يرتكز على ما قد ورد في الكتاب، ويستفيد منه، لكنه من المؤكد أنه لن يكون نهائيًا، وتامًا، كما الحال في هذا الكتاب، كون الشعار الذي رفعه المؤسس أمين منذ البداية هو فعل التجاوز، وها هو قد عبّد الدرب في حياته، ويبارك خطواتنا من سمائه، وننتظر من الأجيال الأدبية الجديدة أن تكمل المسيرة نحو ترسيخ مذهب الأدب الوجيز الذي سيكون أول مذهب أدبي عربي بامتياز.

تمارا الذيب

وألقت تمارا أمين الذيب كلمة العائلة تمارا الذيب التي شكرت النادي الثقافي العربي الذي أعاد الحياة للثقافة ودار نلسون للنشر وإتحاد الكتاب اللبنانيين.

وقالت: أمين الذيب وجدَ أن الشعرَ والأدبَ وسيلتانِ راقيتانِ للتعبيرِ عن الذاتِ الإنسانيةِ الشغوفةِ بالعلمِ والمعرفة، والمتطلعةِ نحو آفاقٍ تُوائِمُ النفسَ البشرية. من هنا كان فكرُ الأدب الوجيز الذي من خلالِهِ قدّسَ أمين الذيب روحيّةَ الشباب، وآمنَ أنّ الإنسانَ في حركةٍ تجديديةٍ لا متناهية تستحقُّ كلَّ اهتمامٍ وعنايةٍ، من أصحابِ الفكرِ والنقادِ المتنوّرينَ في الوطن العربيّ الذين يرَون أن الإنسانَ على صورةِ الخالق.

رحل أمين الذيب وهو يكافح من أجلِ مجتمعٍ أفضلَ مبنيٍّ على العلمِ والنورِ والمعرفة، رحل بعد أن أسّس لفكرٍ تجديديّ، فكرٍ تجاوزيٍّ يحاكي أفقًا لامتناهية، وأرسى المفهومَ المؤسّساتيَّ من خلالِ تأسيسِ ملتقًى للأدب الوجيز الذي حملَ وما زال يحمِلُ إلى اليوم، رايةَ العلمِ والبحث، من أجل مجتمعٍ أفضل. وليَ الشرفُ اليومَ أن أكونَ من بينِ أعضائه كنائبٍ لرئيس الملتقى.

Back to top button