المفاوضات مع روسيا تساوي قرشاً وعلى اوكرانيا الاستعداد للمعركة القادمة
النشرة الدولية –
الثائر
كتب فاليري ريابيخ،
مركز المعلومات والاستشارات defense express (أوكرانيا)
مفاوضات أوكرانيا والاتحاد الروسي في تركيا: بالطبع يُمثّل أردوغان سلطة موثوقة – ولكن لتهدئة موسكو لا يمكن إلا النصر الكامل لأوكرانيا.
في الأسبوع الفائت كانت هناك جولة من المفاوضات بين الوفود الأوكرانية والروسية. بالنسبة لمكان الاجتماع لقد تحقق انجاز بالاتفاق على- اسطنبول (تركيا)، أمّا فيما يتعلق بنتائجها وعواقبها (على الأقل قصيرة الأجل) … فمن الواضح إنها لن تُنهي الحرب بين أوكرانيا والاتحاد الروسي، من الممكن فقط تحقيق استراحة صغيرة.
أصبحت تركيا أفضل مكان للتفاوض، ولكن لماذا؟ لا أحد أفضل من رجب طيب أردوغان، لدور مدير المفاوضات – النهج الشرقي يفرض نفسه على الجميع هنا. يحتفظ أردوغان بالقدرة على الحفاظ على العلاقات مع كلا البلدين، على الرغم من أنه يدعم بوضوح أوكرانيا في الحرب الروسية الأوكرانية. وأنظمة الطيران التركية غير المأهولة بيرق دار TB2 الموجودة لدى القوات الجوية الأوكرانية تقوم منذ 40 يوما على التوالي بتحويل آليات المحتلين الروس إلى خردة على الأرض الأوكرانية.
عقدت مفاوضات في اسطنبول بعد استراحة طويلة لمدة أسبوعين، كانت خلالهما الأطراف قد قدّمتا الرهان على حل عسكري أكثر من عملية التفاوض. يجب القول إن أوكرانيا دعت دائما للمفاوضات، في حين أن الجانب الروسي كان بعيدا باستمرار عن هذه العملية. هناك سبب وجيه للاعتقاد بأن هذه المرة بدأ الاجتماع بمبادرة من قبل الجانب الروسي. لقد حدث ذلك ليس بحسن نية المعتدي، لكن بسبب الوضع في الميدان ومحاولة إكمال ما يسمّى “عملية مفتوحة خاصة للقضاء على النازية في أوكرانيا خلال ثلاثة أيام.
في موسكو، حلموا خلال هذا الوقت بالاستيلاء على عاصمة أوكرانيا، وعشرات مراكز الاقاليم الكبيرة، وكذلك تغيير الحكومة المشروعة إلى دميتهم.
لكن الجهود البطولية للقوات المسلحة الأوكرانةا والشعب الأوكراني بأكمله أفشلت هذه الخطط. استغرق الأمر موسكو خمسة أسابيع بدلا من ثلاثة أيام لفهم أن هذه الخطط غير عملية … لهذا السبب، وكذلك بسبب الخسائر الكبيرة التي لحقت بالغزاة وهي أكثر بكثير من الخسائر التي أصابت دول صغيرة ضعيفة. على سبيل المثال، فإن خسائر المعتدي في الأروح، اعتبارا من 4 أبريل، هي 18،300 جندي وضباط – فهي بين خسائر قبرص (16000) وقيرغيزستان (22000). أيضا، فقد الاتحاد الروسي 647 دبابة في أوكرانيا، وهذا أكثر مما كان لدى القوات المسلحة ل “القمر الصناعي” لموسكو أقصد بيلاروسيا (601) ، وليس أقل بكثير مما كان في جيش بولندا (880 دبابة). من الطائرات، وبشكل عام، موقف موسكو حرج. تم إسقاط 147 طائرة من أنواع مختلفة، في المعارك الجوية وبواسطة قوات الدفاع الجوي في السماء الأوكرانية – وهذا العدد يوازي ما هو موجودفي الخدمة، على سبيل المثال، في سلاح الجو في المملكة المتحدة.
كان عامل الخسائر القتالية الضخمة، وكذلك حقيقة أن القوات الروسية واجهت مقاومة الشعب الأوكراني على أراضيه، وكانت غير منظمة ومُحبطة، وهذا أجبر موسكو على إجراء مفاوضات مع أوكرانيا. وهكذا في الاتحاد الروسي يريدون أن يحصلوا على فائض الوقت للعق الجرح، وإعادة تجميع القوات ومحاولة تحقيق بعض الأهداف، على الأقل تلك التي تم الإعلان عنها، على الأقل قبل بدء العدوان – لدخول الحدود الإدارية لمنطقتي دونيتسك و لوغانسغ.
من الضروري جداً لبوتين ولو شيء بسيط لبيعه، كإنجاز كبير للناخبين والمعجبين، وعدم الإطاحة به من قبل السكان الساخطين.
المفاوضات جيدة، لكن ماذا بعد التفاوض؟
جرت المفاوضات … ولكن على ماذا تم الاتفاق بين الأطراف، من الصعب الآن القول ومعرفة ذلك. ولكن، حقيقة أن المفاوضات كانت أكثر جدية من ذي قبل فهذا ملحوظ. وكان لدى الجانب الأوكراني مهمة تحقيق وقف إطلاق النار دون التفريط بأراض واستقلال أوكرانيا. وفي ظل هذه الظروف أعلنت أوكرانيا بشكل حاسم أن هذا المجال، لعقد حل وسط مع المعتدي، ليس واسعا جدا. وقالت وزير الخارجية الأوكرانية ديمتري كوليبا في وقت سابق “نحن لا نبيع الناس والأراضي أو السيادة”.
– الحد الأدنى لبرنامج المفاوضات – توفير المساعدات الإنسانية، والحد الأقصى هو – تحقيق اتفاق وقف إطلاق النار.
“بدوره. بعد الاجتماع مباشرة، أعلن ممثل وزارة الدفاع الروسي أن روسيا ستقلل من شدة الأعمال العدائية في شمال أوكرانيا.
لقد تم تخفيض ذلك، بالطبع، لكن تحت ضغط قتالي من القوات الأوكرانية على هذه المحاور. تمكن جزء من القوات الروسية من سحب أنفسهم إلى إقليم بيلاروسيا، وسيبقى جزء كبير جدا منهم وإلى الأبد كأسمدة في الأراضي الأوكرانية. ما تم الكشف عنه بعد تحرير هذه الأراضي صدم العالم كله: جرائم القتل الجماعية للمدنيين، بمن فيهم الأطفال وقذائف الهاون والسرقة والاغتصاب وتدمير المباني السكنية والمدارس والمستشفيات ورياض الأطفال … – هذه كل جرائم الحرب الروسية، الآن فريق التحقيق الدولي يقوم بتوثيق ذلك، ويتحدث قادة العالم في هذه المناسبة عن ضرورة لانعقاد المحكمة الدولية ومحاكمة المسؤولين عن هذه الجرائم.
في ظل هذه الظروف، مرة جديدة يتم ضخ الهستيريا في روسيا عن ضرورة مواصلة الحرب مع أوكرانيا، وما يسمى بالقضاء على النازية (حول أن الأمر كذلك يبدو أن النازيين الروس فقط يعرفون هذا). يطالب السكان الروس، الذين لم تزعجهم الجرائم العسكرية الضخمة للجنود الروس في أوكرانيا، وكذلك عدد النعوش، بمواصلة الحرب … هذه الحقيقة تزيد بشكل كبير من مخاطر تنفيذ القيادة العسكرية الروسية لفكرة إعادة ترتيب القوات والدفع بقوة جديدة على الحدود الشرقية لأوكرانيا.
أن سعر المفاوضات الجارية في تركيا لا يساوي قرشا واحدا – وهذه حقيقة،
لأنه كما في عملية تفاوض مع روسيا التي لا تحترم الكلمات والالتزامات المقدمة منها أبدا.
المحتلون ينسحبون من الاتجاه الشمالي، لأنهم لا يستطيعون القيام ليس فقط بعمل هجومي، ولكن أيضا لا يستطيعون القيام بدفاع طويل الأجل.
ماذا بقي ليجري الآن
ترحىل قوى المعتدي على قدم وساق. يتم تجميع الاحتياطيات إلى منطقة الحدود مع أوكرانيا من جانب الاتحاد الروسي، وفي المناطق الحدودية هناك تعبئة هائلة من السكان للانخراط في الخدمة العسكرية، في حين أن هذه التعبئة تتم على حساب جنود الخدمة العسكرية الإلزامية والجنود المتعاقدين.
بعد بضعة أسابيع، يمكن للقوات الروسية أن تنهي تركيز الاحتياطيات وإعادة التجميع، ومع قوات جديدة وحتى أكبر، سيحاولون زيادة الضربات على خاركوف وميلاتوبل وتطويق القوات الأوكرانية في الشرق.
في ظل هذه الظروف، لم يبقَ أمام الأوكرانيين سوى شيئ واحد فقط – الاستعداد لمعارك جديدة وإعداد مفاجآت قاتلة جديدة للغزاة. طرق أخرى للدفاع عن استقلال بلادهم والانتصار على العدو، إن البشر لم يخترعوا بعد.