غيبوبة روضة تصدم المجتمع الإماراتي في الخدمات الطبية

 

سالم شرقي

نشبت حالة من الغضب الشديد في مراكز صناعة القرار في دبي تفاعلاً وتعاطفاً مع الإستياء الشعبي الكبير على إثر واقعة إصابة الشابة الإماراتية “روضة” البالغة من العمر 23 عاماً بالشلل وتلف جزء كبير من المخ، واستغراقها في غيبوبة تامة منذ ما يقرب من 17 يوماً، وتعود أسباب الغضب إلى أن روضة دخلت إلى مركز فيرست ميد الطبي في دبي لإجراء جراحة بسيطة لتعديل الحاجز الأنفي، إلا أن الإهمال الطبي تسبب في دفعها للوقوف على حافة المنطقة الفاصلة بين الحياة والموت.

كما أن المجتمع الإماراتي اعتاد أعلى معايير الجودة في مختلف القطاعات، إلا أن الملف الطبي يحتاج إلى مراجعة شاملة، في ظل ما يتعرض له البعض من إهمال طبي، وقصور مهني في بعض الحالات،  حيث تبدو بعض مستشفيات القطاع الخاص أقرب ما تكون إلى فنادق 5 نجوم، إلا أن هناك العديد من علامات الإستفهام على مستوى خدماتها الطبية بشكل عام، ومن المعروف أن الحكومة الإماراتية تحرص على رفع جودة الخدمات في مختلف القطاعات.

60 ألف درهم وغيبوبة

تفاصيل الواقعة تقول إن روضة تكبدت 60 ألف درهم لإجراء جراحة بسيطة في الأنف، ويعود ارتفاع المقابل المالي إلى الشهرة التي يتمتع بها الطبيب السوري، وخاصة في الأوساط النسائية وعبر مواقع السوشيال ميديا، وجاءت الصدمة لتجتاح المجتمع الإماراتي بسبب الإهمال الطبي الكبير، فقد ارتفع ضغط الشابة الإماراتية أثناء الجراحة، وتوقف القلب لما يقرب من 10 دقائق، ولم ينتبه طبيب التخدير الذي كان مشغولاً بالتحدث مع آخرين ولم يراقب مؤشرات أداء القلب وضغط الدم.

هروب الطبيب !

وتسبب هذا الإهمال الطبي الجسيم في إصابة روضة بالشلل والدخول في غيبوبة مستمرة لمدة 17 يوماً متواصلة، وتلف جزء من المخ،  وقد تم نقلها إلى مستشفى كبير في أبوظبي، وهي تخضع للمتابعة الدقيقة في غرفة العناية الفائقة على أمل أن تستعيد الوعي، وتعود إلى الحياة، ووفقاً لمتابعات “إيلاف” فقد حاول الطبيب المسؤول عن هذا الإهمال الطبي الهروب من الإمارات، إلا أنه قد تمت إعادته قبل مغادرته البلاد، إلا أن طبيب التخدير لازال موقفه غامضاً، في ظل ما يتردد عن هروبة إلى خارج دولة الإمارات .

ردة فعل حكومة دبي

وتفاعلاً مع حالة الغضب التي تجتاح الشارع الإماراتي تعاطفاً مع روضة، والصدمة من الإهمال الطبي في مجتمع يتمتع بمعايير عالية في كافة جوانب الحياة، فقد قررت هيئة الصحة في قبل ساعات إيقاف العمليات الجراحية في مركز فيرست ميد الطبي، لحين صدور النتائج النهائية للتحقيق في واقعة الإهمال التي تعرضت لها الشابة الإماراتية، ودخلت على أثرها في حالة غيبوبة، كما أوقفت الهيئة الطبيبين المسؤولين عن الإهمال الطبي.

وأشارت الهيئة إلى أنها لا تتردد في اتخاذ إجراءات قانونية رادعة في حق كل من يتسبب في تعريض صحة المرضى وحياتهم للخطر، ومن المتوقع أن تكون هذه الواقعة نقطة تحول في مواجهة الإهمال الطبي، وعلى الأرجح سوف تتدخل الحكومة بصورة أكثر قوة وحسماً للتصدي لمثل هذه الحالات التي ترتفع وتيرتها، وخاصة في المستشفيات الخاصة.

نقلا عن إيلاف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى